*ابنتي لينه خاطبت أوباما برسالة إلكترونية.. *خاطبت رئيس أمريكا...وهي طالبة في عامها الدراسي الأول بجامعة الخرطوم.. *خاطبته مباشرة.....لا من خلال سكرتارية مكتبه.. *وجاءها الرد (مباشرة) أيضاً من أوباما...وبعد أسبوع واحد فقط.. *وتمنى لها فيه- ولبلادها- الرفعة...والتقدم...والنجاح.. *وأشار إلى الأسباب التي كانت- ولا زالت- وراء رفعة وتقدم ونجاح بلاده.. *وقال إن أهمها تفجير الطاقة الإيجابية للمواطن باحترام حقوقه.. *بمعنى أن الإنسان الذي تُسلب حقوقه...تُسلب طاقته الإيجابية الخلاَّقة كذلك.. *ولينه ليست مواطنة أمريكية...وأوباما رئيس أقوى دولة في العالم.. *ورغم ذلك لم يستنكف أن يرد بنفسه- وتوقيعه- على طالبة من السودان.. *والآن لنقارن حال أوباما هذا بحال مسؤولي بلادي.. *إن اهتمامهم بالإنسان مثل اهتمام اختصاصي القلب مع ابنتي هذه.. *اهتمامها بقلبها...ومشاعرها...ومجال تخصصه هو نفسه.. *فقد جزم-أستاذ الطب الجامعي- بأن (وجع قلبها) بحاجة عاجلة...إلى تدخل عاجل.. *ولا داعي لذكر الجامعة العريقة التي يُدرِّس طلاب طبها.. *وعلى نحو عاجل جاءت رسالة من جامعة القاهرة تفيد بقبول ابنتي بها.. *وهنالك ذهبنا إلى اختصاصي قلب...نحمل كلام نظيره السوداني.. *فكان أول كلام قاله بعد التشخيص (إيه الكلام الفارغ ده؟)...ورماه في سلة المهملات.. *وكان العلاج دواءً بقيمة (19) جنيهاً مصرياً...ولا علاقة له بالقلب.. *فلا الطبيب (فاضٍ) للمريض في زماننا هذا...ولا المسؤول (فاضٍ) للمواطن.. *وحتى إن كان (فاضياً) فربما مؤهلات تخصصه (فاضية) أيضاً.. *فلا الإنسان ولا حقوقه ولا مرضه ولا قضاياه تمثل أدنى اهتمام لمن بيده الأمر.. *وندير معاركنا الخاصة بحقوق الإنسان هناك...في جنيف.. *نديرها (كلامياً)...وننسى أن هذه الحقوق تُدار (عملياً) هنا في الداخل.. *فتكون النتيجة أن يُلقى كلامنا الكثير هذا في سلة المهملات.. *ثم يصيح المجتمع الدولي بصوت واحد (إيه الكلام الفارغ ده؟).. *ولكن إحقاقاً للحق هنالك جهة رسمية واحدة نستثنيها من التعميم.. *وهي الشرطة التي تولي اهتماماً لكل ما يُثار من قضايا المواطن بالصحف.. *وشخصياً لدي تجارب عديدة عن ذلك...آخرها كلمتنا البارحة.. *أو بالأحرى؛ كلمتنا قبل فترة التي أشرنا إليها أمس تذكيراً بمناسبة شكرنا للشرطة.. *فعقب نشر هذه الكلمة أتاني أحد أفراد شرطة النظام العام.. *وقال إن المحل المعني تم التعامل معه بالقانون...ومع محال أخرى مشابهة.. *ودائماً ما تجد الصحافة الشرطة حاضرة عبر ناطقين.. *الناطق الرسمي العام باسم الشرطة اللواء هاشم علي عبد الرحيم.. *والناطق الرسمي باسم شرطة الولاية العقيد حسن التجاني.. *ونسعد بتجاوبهما مثل سعادة لينه بتجاوب أوباما... *فقد خففا عنا (وجع القلب !!!).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة