بعد عدة أشهر عاد الأمير إلى عشيرته في شرق السودان للمشاركة في مهرجان السياحة.. أراد ايلا الذي بات والياً للجزيرة أن يستعرض قوته من استاد المدينة. لكن الوالي الجديد ذو الخلفية الأمنية تحفظ على الفكرة.. بل حشر ايلا ورجاله في قاعة صغيرة على ساحل البحر الأحمر فارتد الأمير وحاشيته غاضبين.. تلك كانت المناوشة الأولى بين والٍ يصر على الاحتفاظ بجماهيره وآخر يؤمن بقاعدة (ريسين غرقوا المركب).. في تلك المعركة كنت متعاطفا بشدة مع الوالي محمد طاهر ايلا الذي قدم الكثير لولاية البحر الأحمر وحسبت وقتها ان من حقه ان يباهي بنجاحه التنموي الباهر قبل أن يغادر. في عيد الأضحى الماضي كان الوالي علي أحمد حامد يتجه نحو بوابة حلايب لأداء صلاة عيد الأضحى.. كان بإمكان اللواء حامد أن يكون بين عشيرته في قرية (أبوسليم) في عمق نهر النيل.. في الناحية الأخرى يمم محمد طاهر ايلا وجهه شطر الشرق إلى مضارب أهله الهدندوة بنواحي جبيت.. كل الشواهد العملية كانت تستدعي بقاء ايلا مع مواطني الجزيرة المحاصرين بمياه البر والنهر.. قبل ذلك بأسابيع وفي تلك الأجواء الماطرة سافر ايلا للقاهرة في إجازة.. المهم أن ايلا قضى العيد بين أهله وهو أمر يخضع للتقدير الشخصي. لكن ايلا ارتكب أكثر من ضربة جزاء في عطلة العيد الكبير.. في البداية اصطحب معه السيد أحمد همد رئيس المجلس التشريعي المقال بآليات غير دستورية.. الوالي ايلا يدرك أن السيد همد لديه خصومة وموجدة شخصية مع الوالي الحالي.. لهذا من باب اللباقة كان على الوالي ايلا أن يتجنب هذا الوضع المحرج.. المخالفة الثانية ان ايلا خاطب عشيرته عقب صلاة العيد وباللغة المحلية.. الخطاب في حد ذاته يمكن ان يكون مبررا.. لكن الحديث بلهجة محلية لرجل فصيح يثير الارتياب.. كما ان ايلا ناقش قضايا ذات حساسية من غير اختصاص.. تحدث عن قضية الصبي بدري الذي دهسته شاحنة حاول السائق أن يخبيء سوءته حتى كشفته الشرطة.. أراد الوالي ان يجاري الشعور الشعبي العام في قضية ليست فيها ابعاد سياسية. الخطأ الفادح للوالي ايلا هو تعليقه السياسي على الخلافات بين والي البحر الأحمر ورئيس مجلسه التشريعي.. تحدث ايلا في هذا الملف بشكل سالب لا يساعد على علاج الخلاف بل يعمقه عبر استزراع أجنحة جهوية.. لكن الذي يحتاج للتوضيح أو الاعتذار هو اللغة التحريضية مثل" لن نترك كائنا من كان يلعب في أرضكم وبلدكم..".. أو التعبير التحريضي" ما نخاف من زول سوا كان جن أو أنس مافي زول بيعمل ليكم حاجة".. إن صحت نسبت هذه الأقوال للوالي ايلا فعلى الدنيا الحرب.. وإن لم تصح لماذا لم يسارع ايلا بنفي هذه الترجمة الشعبية لخطاب أقل ما يوصف بأنه يثير الكراهية. في تقديري أن الوالي محمد طاهر ايلا إداري ناجح وصاحب لمسات ساحرة.. تجد بصمته التنموية حاضرة في أية بقعة مكث فيها لو لأشهر معدودات.. لكنه في ذات الوقت سياسي فاشل.. في أي مهمة يقسم الناس إلى فريقين.. من ليس معه فهو خصمه إلى نهاية المسار.. حدث ذلك التمايز في تجربته الطويلة في البحر الأحمر.. ويحدث الآن في ولاية الجزيرة للدرجة التي سقط فيها خطاب الحكومة في ذات عام.. في كل تلك الخصومات كان ايلا يجد سند المركز الذي يناصره ظالما أو مظلوما.. لكن كل ذلك يمكن أن يكون منهجا قابلا للأخذ والرد.. لكن وصمة العنصرية إن ثبتت على هذا الرجل فستكون قاصمة الظهر. بصراحة.. على الوالي ايلا أن يتحرك بسرعة ويتبرأ من هذه التصريحات العنصرية.. وصمة العنصرية ستمسح أمجاد الرجل.. كل تصرف سيتم تحليله في هذا الإطار وإن لم يكن ذَا صلة.
assayha
09-11-2017, 09:21 PM
Omer Abdalla Omer Omer Abdalla Omer
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 4072
الظافر، أبعد من حكاية فصيح و عجمي دي. كل لغة عند اهلها فصاحة! بعدين بالعكس يحمد للرجل تحدث مع أهله بلغته التي يفهمونها.. يمكن يكون غالبيتهم لا يتحدثون العربية خليك من لغتكم بتاعة الكيزان المتعجرفة تلك و المصنوعة!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبدالباقي الظافر
Omer Abdalla Omer
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست