كنت بتركيا لرصد المصالحة السورية،، فهممت بتأبط حقيبتي للمغادرة لأنني لم ألتمس أي جدية من قادة المعارضة السورية،، فنبهني مخدمي –لحداثة خبرتي- بأن هذا السبب هو الذي أوفدني لأجله.. فكتبت "ستنقسم سوريا إلى مناطق نفوذ في إنتظار عملية إنتقال سياسي يمكنها إعادة إرساء حكومة جديدة في دمشق !!" ولسان حالي أغنية (بقول للعرب راجع،، لأفتح المراجع،، وأقلب لهم كل المواجع) لا يهمني إن كان قد أداها –أحد الصيع- الذين غنوا : علم قطر- للمعلومية (الأغنية ثورية عربية باللهجة الشامية تسخر من حال قادتنا العرب جميعاً) ثم رفضت المواصلة في تغطية أستانة التي وصلت إلى 5 ولن تنته بالجولة الـ 6 بالرغم من المحاولات الخجولة في سويسرا وفرنسا وروسيا –التي تتاجر بالقضية- مع أمريكا وكتبت في الخصوص "إن البواعث غير مطمئنة كونها حسمت الدبلوماسية بالحرب ومن الصعب التحالف مع القوتين في العالم والمشاركة في تكوين وسائل لحسم المنازعات الدولية بطرق سلمية لأن المسألة لا تقتصر على دولتين عظميين إختلفتا فقط ..!!" فلا تتفاجأوا إن قلت لكم أن المعارضة السورية لها باع في الإخفاقات منها "سحب مقعد سوريا بالجامعة العربية؟؟ والإقصاء من حفلة العشاء الشهيرة؟؟ وإعلان سفارات وجوازات سفر للسوريين الرافضين تمثيلية السفارة السورية؟؟ وإحتجاز أو سجن الذين صدقوا كذبة جواز الإئتلاف السوري؟؟ و... و... و...!!" لأنهم لم يعملوا يوماً لأجل مصلحة الشعب السوري الذين أهانتهم –الأمم المتحدة- ببلدهم –أمس الأول- بإرسالها لهم رسائل نصية على هواتفهم الجوالة وهذه ترجمتها حرفياً "يؤسفنا إبلاغك بأن شهر أكتوبر سيكون اْخر شهر يمكنك فيه الإستفادة المقدمة عن طريق برنامج الغذاء العالمي لأنك لم تعد مخولاً للحصول على المساعدات الغذائية –إنتهى- !!" فدخلت مواقع للـ -المعارضة السورية- لقراءة ردة فعلهم،، فوجدتهم مشغولين بخبر في (صفحة –نبض الجامعات السورية- على الفيس بوك) لصور أغلفة جديدة للكتب المدرسية السورية،، الذي تناقلته أكثر من ثلاثة ألف صفحة خلال ساعة واحدة فقط،، فأوقفني تعليق في (صفحة –طرطوس قلب سوريا- على الفيس بوك) وهذا نصه (تلك المناهج وصفة مثالية لتصبح داعشياً في خمسة أيام) مع العلم بأن أي –ناقد فني- يعرف أنها لوحات لفنانيين رواد كخطوة حضارية،، لأن وزارة التعليم السورية إعتمدت تصميم الأغلفة الجديدة على لوحات فنية لكبار الفنانيين التشكيليين السوريين (أدهم إسماعيل، نذير نبعة، لؤي كيالي، فالح المدرس، وأخرون) لكنها معارضة الحسابات البنكية التي لا تعرف من هم قادتها ولا من هم مرجعيتها ولقواعدها سنة تخوين من يكفرهم وسبه وشتمه والبحث والتنقيب في أصله وفصله.. وعلى طبق من ذهب قدم لهم نفسه –عمر السومة- اللاعب السوري الخلوق والمبدع الكروي العربي واْسر قلوب الرياضيين،، المحترف بصفوف -النادي الأهلي / السعودي- مع مواطنه –خربين- حيث صرح –تلفزيونياً- بتهنئه بشار الأسد للنتائج المتميزة لمنتخب بلاده.. أولاً "الأسد هو رئيس سوريا المعترف به دولياً –نختلف معه أونتفق معه- وأي جهة لن تتعامل مع سوريا كـ -دولة- إلا عبره والفيفا مثلاً لا تعترف إلا به !!" ثانياً "لماذا لم يضعوا في الحسبان بأن الرجل مجبر على ذلك خوفاً على نفسه وأهله من بطش بشار ؟؟" بالمناسبة،، سبق لهذا اللاعب بأن رفع علم الثورة السورية في الملاعب وأعلن إنتماءه لـ -مجتمع معارضي النظام الرياضيين- والمعروف أن الرياضيين لا يوضحون ميولاتهم السياسية أو ولاءتهم للحكومات إلا مجبرين على محاباة النظام لكنهم يختلفون عنه تماماً مع أتباع النظام برغبتهم ومزاجهم أو كونهم في الأساس جزءاً منه أو جزء من ماكينته الإعلامية كحالة "اللاعب والمحامي والفنان وضابط الأمن السوداني –جمال فرفور- !!" ويمكنني أن أملأ لكم الصفحات بإقتباسات تحمل ما تزيد عن قاموس ضخم مخصص للشتائم،، شتائم متطايرة من طرفي نزاع،، لكن الطرفين –هذه المرة- ليسا أعداء دوليين بل من سوريا وليسا –مؤيد للنظام ومعارض له- بل إتفقا في رحيل –النظام- ولكنها هي عادتهم في جبهاتهم وفصائلهم وصفقاتهم مع داعش وتؤامتهم مع إيران وحزب الله وإرتمائهم في أحضان مصر ولبنان وحجهم بين صفاء تركيا ومروة ألمانيا.. ففي (حسابي الزميلين السوريين –نبيل الملحم وملاذ الزغبي- على الفيس بوك) فقدت صوابي –إن لم أقل عقلي- من سجالاتهما في الخصوص،، فإكتفيت بتعليق واحد لكليهما وهو "سبق وأن تنبأت بإعتزال أبو تريكة وتأخر تصنيف مصر كروياً بسبب تسيس الرياضة وصدقت نبؤتي وأنا الذي لم أكتب في الرياضة إلا لماماً !!" هنا تحضرني طرفة فليمسح لي القارئ الحصيف بأن أوجزها في هذه المساحة وبهذه العجالة وهي :- كنت أُشاهد مع –زميل / مصري- اُخر مباراة لللاعب الخلوق –محمد أبو تريكة- وبعد إحرازه لاْخر هدف له في حياته رفع يده بعلامة رابعة (المباراة كانت بعد فض إعتصام جماعة الإخوان المسلمين من ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر في القاهرة عقب أحداث 30 يونيو 2013م المصرية) فقلت لزميلي "هذه اْخر مباراة لللاعب وأنتم الخاسر الأكبر –لما شهدته لللاعب من شعبية- !!" وبعد يومين جاء خبر إعتزال اللاعب وظل خارج بلاده مبتعداً عن –ساس / يسوس- وإكتفى بالتعليق الرياضي فقط.. وفي نهائي بطولة أمم أفريقيا وصلت مصر للمباراة النهائية مع الكاميرون،، فهاتفني زميلي (الذي رافق منتخب بلاده إلى الجابون) بين الشوطين وقال لي "غداً سنعود لمصر بالكأس وسيستقبلنا الرئيس بالمطار لأنه هاتف للتو لاعبي المنتخب وهنأهم بالنصر الكبير !!" فقلت له "وماذا عن بركات أبو تريكة ؟؟" فقال لي "وما دخله ؟؟" فقلت له "اليوم حكمت المحكمة بالحجز على أمواله وممتلكاته ووضع إسمه على قائمة الترقب والوصول بعد إن أُدرج ضمن ممولي –الجماعة الإرهابية / المحظورة- كما يقولون هنا !!" فأتت الحصة الثانية وهدفين للكاميرون بما لا تشتهى المراسم الرئاسية ليفرح زميلي.. أو هكذا،، عرفنا "أن تسيس الرياضة يضر بها ؟؟" يا –شباب السعودية- الذين تنادون بشطب –السومة- وعدم عودته لبلادكم "لأنه هنأ ديكتاتوراً دموياً دمر سوريا !!" فهناك لاعبون كُثر كمحترفين أجانب نختلف معهم –دينياً وثقافياً وفكرياً- وبعضهم حتى لا نعرف –موافقه في الكثير مما يحدث في العالم- ولكننا نتعامل معه وفق المتعارف عليه و "يبقى ما في قلبه بينه وبين خالقه ؟؟" - What remains in his heart between him and his Creator - وعلى قول جدتي :- "دقي يا مزيكا !!".
خروج :- في مجموعة تضمني مع صحافيين غربين عبر الواتس اْب،، عبرت لهم عن حزني من سياسة الكيل بمكيالين للـ -الجمعيات والهيئات والمنظمات العالمية- لإدانتها وشجبها لـ "أي عمل إرهابي نفذه مسلم ضد غير مسلم !!" وغضها الطرف عن "ما يتعرض له المسلمين من أصحاب الديانات الأخرى في كافة أرجاء المعمورة !!" وتوقفنا في موضوع –حديث الساعة أي "ما يتعرض له –المسلمين الروهينغا في ميانمار- من الحالصة على جائزة نوبل –أون سان سو تشي / رئيسة ميانمار- ؟؟" فرد علي زميل برطاني بهذا الرد وأستأذن قارئ الحصيف لنطالعه معاً :- "هذا رأي -الدالالي لاما / الزعيم الروحي للبوذيين- أولئك الذين يعتدون على بعض المسلمين الروهينغا في ميانمار عليهم أن يتذكروا بوذا، أعتقد أنه في مثل هذا الظرف يمد بوذا يد المساعدة للمسلمين الفقراء، ما زلت أشعر بذلك وبالتالي فالأمر محزن جداً ومحزن للغاية –إنتهى- !!" التعليق متروك لك قارئ الحصيف.. ولن أزيد ،، والسلام ختام.
-- الدكتور / عثمان الأمين أبو بكر الصديق – الوجيه : صحفي سوداني ومحلل سياسي مقيم بمصر
INSTAGRAM LINKEDIN FACEBOOK TWITTER SKYPE PLUS : DROSMANELWAJEEH – WHATSAPP MOBILE VIBER IMO : 00201158555909 - [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عثمان الوجيه
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست