* الطريق الى كوستي كان دائما محفوفاً بالرغبة الاكيدة فى السباحة فى بحور ذكريات اثيرة على النفس تبعث على الارتياح العميق ، فظلت هى المدينة المتكأ الذى نضجع عليه فيحيل الخوف امنا والتوتر طمأنينة والتعب ارتياحاً ،هذه الآصرة بين كوستى واهلها هى الحبل السري الذي يغذي نسيجها الاجتماعي الجميل ككافة اهل بحر ابيض، اما زيارتنا لها خلال الايام الماضيات فكانت بطعم مر ، عندما تلقينا فى الطريق خبر الاحداث المؤلمة التى وقعت فى خور ورل بمحلية السلام ، التى نشبت إثر القبض على احد مواطني دولة الجنوب متهما بالسرقة ، فقبض عليه واطلق سراحه ، وفجأة انطلقت إشاعة بأن الرجل قد ضربته الشرطة ومات ، ثم انطلقت الفوضى من الحرائق والاعتداءات التى طالت خمسة من المعلمات ونهبت وحرقت مخازن المنظمات الدولية . *وادانت الاحداث كل الجهات ذات الصلة ، وعندما ذهبنا لموقع الاحداث بدأنا بمعسكر اللاجئين بالجبلين ، وجدناهم يحتفلون باليوم الوطني للعمل الطوعي ، النقارة تضرب والشباب والشيوخ يرقصون ويشاركهم المواطنين البهجة ، واللوحة المغايرة فى خور ورل حيث المخازن المحترقة كنيسة ومسجد والخراب الشامل ، فيما اكد والي النيل الابيض عبدالحميد موسى كاشا بانهم لن يطردوا الاخوة الجنوبيين ولكن نؤكد على أن امن المواطن لن نفرط فيه.اما المواطنين الذين قابلناهم قد اكدوا بشكل قاطع انهم يتعايشون مع الجنوبيين منذ افتتاح هذا المعسكر ، وان الذين قاموا بهذه الفوضى هم دخلاء على المعسكر ، وذكر لنا احد المواطنين متسائلا : هنا جهات تريد خلق الفتنة فى هذا المعسكر. *وفي السياق أعلن والي النيل الأبيض عبدالحميد موسى كاشا عن تكوين لجنة للتحقيق في الأحداث كاشفا النقاب عن القبض على ثمانية وسبعين مشتبها به وتقديمهم للعدالة وندد كاشا بالجرائم التي وصفها باللاإنسانية مشيدا بدور الأجهزة المختلفة في التوصل للجناة مع حفظهم لحقوق المتأثرين، ويبقى السؤال عن الجهات التى تصر على خلق البلبلة فى مجتمعاتنا المسالمة والمتآخية عبر تاريخها، فحكومة الولاية ولجانها كانت فى عمق الاحداث وجدناها فى خور ورل وفى مستشفى كوستى ، وفى معسكر الجبلين ، واجابوا على التساؤلات، نرجو أن لايتجاوز الحدث حدوده التى رايناها ، وللحق مايعيشه اهلنا من دولة الجنوب فى ولاية النيل الابيض يدعو للدهشة والاحترام ويؤكد على أن انسان النيل الابيض نموذج للانسان السوداني الكبير الاصيل ..حما الله بلادنا من كيد الكائدين..وسلام ياااااوطن. سلام يا الأمطار التى عمت ولاية الخرطوم وضعت حكومة الفريق عبدالرحيم محمد حسين والي الولاية امام امتحان عسير ، بل عليه أن يضع استقالته امام السيد الرئيس مسببة بالفشل ، فهل يمكن أن يفعلها؟! نامل ذلك..وسلام يا (الجريدة) السبت ٥/٨/٢٠١٧
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
حيدر احمد خيرالله
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست