|
|
 شيخ منظمة (متسولون بلا حدود) ينتقد ويفند إنتقائية وكذب نظام الإنقاذ . بقلم ادروب يبدنا اونور
|
04:34 PM July, 29 2017 سودانيز اون لاين
Adaroub Sedna Onour-
مكتبتى
رابط مختصر
جاء فى الأخبار أن النظام الحاكم فى السودان يعتزم فرض ضرائب على كل المتسولين الذين يمارسون التسول فوق التراب السودانى ,بدعوى تشويههم لصورة الدولة الحضارية فى أعين السواح والزوار والمستثمرين ومريدى الدولة الرسالية . حيث أن وجود أعداد لاتحصى ولاتعد من المتسولين يتعارض مع الوفورات النقدية التى تتدفق على البلاد من عائدات الذهب والبترول .لذلك ستشن حملات تطهير لطردهم من الطرق والأماكن العامة ,وإيقاع أقسى العقوبات على من يخالف الأوامر بالكف عن ممارسة هذه المهنة التى لاتليق برعايا دولة غنية تنتج الذهب والبترول وتتمتع بإيرادات مهولة من الدخول المتحصلة من الضرائب والأتاوات التى يقال أنها ستفرض حتى على أهل الطرب والفن , كما جاء مؤخراً فى الأخبار . فقد ذاع وشاع خبر إعتزام النظام فرض الضرائب والمكوص على المتسولين ,ماحدا بوكالة أنباء عالمية لإجراء حوار مع زعيمهم وراعيهم فى البر السودانى , والذى حين سأله مراسل الوكالة عن صحة الخبر , إستشاط غضباً وقال : كيف تجرؤ الحكومة التى أفقرتنا- عن سابق تصور وتصميم ,على طلب إقتسام مانستخلصه من أيدى فقراء مثلنا , بعد إلحاح شديد وجهد جهيد ؟ فعاد المراسل وسأله عن صحة ما تشيعه الحكومة عن كونهم من الأجانب , عندها إبتسم الشيخ أول الأمر بتحفظ,ثم حوقل وإسترجع ثم أغمض عينيه وباعد مابين حاجبيه وأمسك بخاصرته وهو يتلوى ويكاد يفحص الأرض برجليه من شدة الضحك .وحين عاد الشيخ إلى نفسه أو عادت إليه , إعتدل فى جلسته وثبت قلنسوته المزركشة ومسح بكُم جلبابه الأزرق ماسال من خيطومه وخيشومه , ثم قال: نحن لسنا أجانب ياسيدى ,بل سودانيون خُلص , وُلدنا فوق أرض السودان وسندفن فى جوفها .بل الحكومة التى تحكم السودان الآن هى حكومة أجنبية بإمتياز , فنصف مجلس الوزراء من دول الجوار والنصف الآخر يحملون جوازات سفر أجنبية , ثم كيف يعيروننا بالتسول ,إذا كان رأس النظام هو أكبر متسول فوق ظهر كوكب الأرض, أمضى 28 سنة فى الحكم وسرق ومرق حتى أتى على كل ثروات مافوق وماتحت أرض السودان , ثم تحول إلى مهنة إستنداء أكف ملوك وأمراء الخليج العربى حتى تضجروا منه . ثم نحن ياسيدى نتسول لنتقوّت حتى لانموت من الجوع , أما هو فمتسول محترف , التسول بالنسبة إليه هواية وغواية , فكيف يرمينا نحن بدائه وينسل هو منه؟ هذا لايكون ولن نسكت على هذه الإهانة والتجاوز ووصفنا بما ليس فينا , فإن سدر النظام فى غيه ونفذ وعيده وتهديده بالتضييق علينا ومحاربتنا فى أرزاقنا , فسوف نُصعد قضيتنا للإتحاد الأفريقى والأُمم المتحدة ,لأننا نتحصل على فتات من بقايا مافى أيدى أخواننا الرحماء الذين يجودون علينا بملاليم سبق أن دفعوا عنها الزكاة والضرائب ,لذلك لايجوز أن ندفع عنها مرة أُخرى , لأن هذه مخالفة وظلم بحسب كل الأديان والقوابين الأرضية منها والسماوية , وهى مسألة واضحة لاتحتاج معرفتها لشهادة دكتوراه فى أصول الدين أو درجة فوق جامعية فى الإقتصاد . لأن الزكاة تؤخذ مرة واحدة لا عدة مرات على نفس المبلغ . ثم نحن –من بعد- فئات وطبقات عديدة , ففينا من يتعفف وفينا من يتكفف ومن يلح ومن يلحف فى المسألة الخ ولكننا مسلمون و لانعرف الكذب والإحتيال والغدر وخيانة العهود والبهتان والعدوان , مع معرفة جيدة بأحكام الدين الإسلامى وسلوك ملتزم بقواعده وتطبيق لأحكامه الملزمة شرعاً .فنحن نقتعد نواصى الطرق ونمُد أيدينا مطأطىء الرؤوس ,فإن مُنحنا شكرنا وإن مُنعنا صبرنا ..ولا نعرف ما يسمى ب (الربط المُقرر) الذى يمارسه( الربّاطون) فى إدارات الجباية الحكومية, الذين يُصّرون على إستيفاء المبالغ التى يقررونها هُم – وليس الشرع- قهراً وقسراً من الصغير قبل الكبير ومن المُعدم قبل الفقير . لكل ذلك , من الخير لهذه الحكومة أن تتركنا وشأننا , وإلا إنضممنا لمناوئيها , فلسنا من قلة حتى نرضى بالذلة , وسنُعين عليها لترويضها أو تقويضها, حتى لايُعرف رأسها من ساسها ويعُمها الخراب وينعب فوق طلولها الغراب . لأننا أكثر من يرى مظاهر الإعتلال والإختلال وسوء الحال الذى يعتريها الآن ,لمعرفتنا بكل الذين يديرون دولاب الدولة الآن ,لأننا نبيع نفس البضاعة . ثم فجأة راح الشيخ فى نوبة ضحك مجلجلة وهو يسعُل ويصهل ,( وشلاضيمه وجلاضيمه) تعلو وتهبط فى زفير وصفير مصحوب بمايشبه النهيق والشهيق .. وأخيراً حين أفاق قال للمراسل , بعد أن سكنت نوبته :صدقنى ياأستاذ لن يفعلوا شيئاً , لأن عزمهم على الفعل خار بسبب خوفهم من الإدانات الدولية المتلاحقة التى يرشقهم بها المجتمع الدولى كحجارة المنجنيق , والأهم من ذلك أن مجرد نشر وكالتكم المرموقة لهذا الحديث سيجعل النظام المنبوذ يرتدع ويكف عن أن يبتدع قوانين همايونية جديدة تهيج عليه الدنيا . ثم إستسلم الشيخ مجدداً لنوبة ضحك تغشته للمرة الثالثة تصامم المراسل المذهول عن فرقعتها وقرقعتها بوضع أصبعيه فى أُذنيه وهو يهرول هارباً لا يلوى على شيىء, تطرق مسامعه همهمات وجمجمات أرسلها الشيخ فى إثره ولا تكاد تبين , بيد أنه إستبان منها عدة عبارات متقطعة مثل: لاهاى والإبادة الجماعية وحقوق الإنسان وحق تقرير المصير , ولايخالجنى أدنى أشك فى أنها ستجد لها حيزاً فى تقرير المراسل ..والله أعلم .
ادروب يبدنا اونور .
|
|
 
|
|
|
|
Adaroub Sedna Onour
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست