|
|
 المفاوضات العبثية بقلم اللواء تلفون كوكو أبوجلحة
|
بســــــــم الله الرحـــــمن الرحـــــيم
وبه نستعين
17/11/2014م
لقد صدق صديقى الكاتب الصحفى المخضرم مصطفى أبو العزائم فى وصفه للمفاوضات التى تجرى الآن بين النظام الحاكم فى الخرطوم بأديس أبابا وما يسمى بالحركة اللاشعبية قطاع الشمال بالمفاوضات العبثية ... بينما نحن فى الأغلبية الصامتة سميناها بمسرحية ألف ليلة وليلة ... وذلك لما تخلل هذه المفاوضات من مسرحيات هزيلة مثلها أناس غير أكفاء .. فمنذ الجولة الأولى شاهد ملايين المشاهدين الببغاء وإبراهيم غندور وهما مبتسمان ضاحكان وبين الحين والآخر كان الببغاء الجاهل يوزع الإبتسامات على ذات اليمين وذات اليسار . وكما ذكرتُ من قبل فإن ما قام به الببغاء كان شعور حقيقى نابع من وجدانه وذلك لأنه أتى إلى المفاوضات من دون قضية .. فهو لم يخسر شهيد ، أو معوق أو جريح واحد .. بل لا يوجد متشرد أو نازح واحد له ولا يوجد شخص واحد يعانى من قومه .. فكيف لا يبتسم .. فبينما كنا نشاهد ونستمع لنشرة أخبار قناة الشروق السودانية ليلة 13/11/2014م ظهر لنا على الشاشة الببغاء فى مؤتمر صحفى وكالعادة بحديثه المكرور الذى ظل يردده منذ بداية الجولة الأولى للتفاوض فى أديس أبابا .. حبث قال هذه المرة أنهم أتوا من أجل التفاوض مع نظام الحكم فى الخرطوم حول مشاكل الكون .. فلم يكن ترداد حديثه الممجوج هذا بالغريب علينا .. ذلك لأن حديثه هذا أصبح حديث مكرور مكروه لدى عامة شعب المنطقتين اللذين ظل الببغاء يكذب ويدعى أنه يتحدث باسمهم عن قضاياهم .. بينما فى واقع الأمر فهو لم يذكر إسم المنطقتين فى مؤتمره الصحفى منذ بدايته حتى نهايته ولو مرة واحدة .. ولكن الأمر الذى جذب إنتباهنا هذه المرة وحتم علىَ كتابة هذا المقال هو ظهور لاعب جديد ممثل بارع بااااسم ، ضاحك مبسوط مرتاح فرحان وكأنه فى حفل بهيج يلقى بقصيدة شعر يغازل بها محبوبته وهو فى غاية السعادة والنشوة .. فماذا يعنى إبتسام هذا اللاعب الجديد من الناحية الأخلاقية ؟ الإجابة : هذا اللاعب الباسم لا قضية له .. وإلا فكيف يظهر بمظهر من فى إحتفال بينما فى حقيقة الأمر هو فى موقف يمثل فيه الأرامل والأيتام الذين فقدوا ذويهم بفعل الحرب .. هو فى موقف يمثل فيه من يعانون من الجوع والمرض والتشرد والنزوح والهجرة . هو يمثل من تركوا منازلهم وإتخذوا الكهوف مساكناً لهم .. فما هى دواعى الإبتسامة المتواصلة فى ظروف هكذا ؟ هل شاهدتم وسمعتم ما قاله الباسم التوم هجو قسم السيد ؟ . التوم هجو قسم السيد أكد فى لقائه التلفزيونى بأن لا مشكلة لشعب جبال النوبة ولا مشكلة لشعب النيل الازرق .. وإنما المشكلة لعامة شعوب السودان !!! هذا هو نوع المتحدثين الذين ترك لهم السخيل الضائع رصيد نضال أبناء جبال النوبة ليعبثوا به كما يشاءون من دون رادع أو وازع أخلاقى ، مرة الببغاء الهارب وهذه المرة الباسم التوم هجو قسم السيد وهذا كله لأن السخيل الضائع يفتقر إلى لغة الحوار ، ولقد ظهر هذا جلياً عندما كُلف هو ودانيال كودى للتفاوض نيابةً عن أبناء النوبة فى عام 2003م .. فماذا كانت النتيجة ؟ النتيجة كانت بروتوكول فضفاض فارغ المحتوى والمضمون .. وإن قال قائل أن السخيل مفاوض بارع كما جاء فى وثيقة إبراهيم غندور م و/ إ ت ظ بتاريخ 7/4/2011م إذن فلماذا لا يقود السخيل الضائع بنفسه وفد التفاوض طالما قبل أن يكون مالك أقار رئيساً للحركة الشعبية والجبهة الثورية بدلاً أن يكون هو السخيل الضائع رئيس الجبهة الثورية ورئيس الحركة الشعبية ؟! فلا توجد أى مبررات تجعل مالك أقار يكون قائد الجبهة وقائد الحركة الشعبية والجيش الشعبى ؟! فعبد العزيز آدم هرب إلى الحركة الشعبية قبل مالك أقار ، وتدرب قبل مالك أقار وقُيم برتبة نقيب قبل مالك أقار ، بينما عندما وصل أقار إلى الحركة الشعبية وتم تدريبه قُيم برتبة ملازم أول ، وعُين فى قسم التوجيه المعنوى في غرب الإستوائية ولم يقد فصيلة أو سرية أو كتيبة مقاتلة إلى أن تم ترقيته إلى النقيب ، وفى 1994م رُقى إلى القائد المناوب ترقية إستثنائية وفى نفس العام تم ترقيته إلى رتبة القائد ترقية استثنائية كذلك.. بينما عبد العزيز آدم تم ترقيته ترقية استثنائية ليقود فرقة كوش الجديدة عندما تخلف يوسف كوه بإثيوبيا فى يناير 1989م إلى رتبة القائد المناوب وتم ترقيته إلى رتبة القائد فى عام 1992م وعبد العزيز آدم قاد معارك كثيرة وحتى لو كانت كلها فاشلة بينما مالك أقار لم يخض ولو معركة واحدة فاشلة أو ناجحة ... عبد العزيز الحلو يقود قوات تتفوق على قوات مالك أقار فى العدد والعدة .. وكما تسيطر على مناطق محررة كثيرة ..القوات التى يقودها عبد العزيز آدم لها الأقدمية فى النضال فى الحركة الشعبية ولها رصيد نضالى فى تحرير مناطق كثيرة جداً فى الجنوب بينما مالك أقار وقواته يفتقرون لهذا الميزات على الإطلاق .. والقوات التى يقودها عبد العزيز شاركت فى جميع جبهات القتال بما فى ذلك دارفور وشرق السودان .. كل هذه الميزات كانت تفرض على عبد العزيز آدم الحلو رئاسة وقيادة الحركة الشعبية والجيش الشعبى ولا سواه .. وعليه أقول طالما عبد العزيز آدم الحلو قبل أن يمنح عن طريق الضعف أو الخيانة أقدمية وأحقية جبال النوبة فى قيادة الحركة الشعبية بعد الإنفصال لمالك أقار فيصبح بالمنطق عليه أن يقود وفد التفاوض ويقدم تقاريره كل مرة عن أى جولة لمالك أقار حتى نهاية التفاوض .. وإلا فعليه أن يحزم أمتعته ويغادر دون أسفاً عليه ويترك شئون جبال النوبة لأبنائها بدلاً من الإستمرار فى خيانة قضية جبال النوبة وعدم المسئولية وعدم المبالاة التى يمارسها على شعب جنوب كردفان بالسماح لمن هم ليسو بأهل للتكليف بالقيام بمهمات تمس الأمن القومى النوبى .. فلولا تهاون عبد العزيز آدم الحلو فى رصيد نضال أبناء النوبة ما كان من الممكن أن يجد أمثال التوم هجو الفرصة ليخترقوا تنظيم عسكرى سياسى ويكونوا فى صدارة التنظيم لكى يصرحوا فى القنوات الفضائية بأن لا مشكلة فى جبال النوبة ولا النيل الأزرق !!! إذن أين توجد المشكلة يا التوم هجو ؟ هل فى سنار ؟ أو فى أى أجزاء من مناطق السودان ؟ هل فى الجزيرة ؟ هل في القضارف ؟ هل فى كسلا ؟ هل فى البحر الأحمر ؟ هل فى نهر النيل ؟ هل فى النيل الأبيض ؟ .. وإن كان ذلك كذلك فلماذا يقوم سلاح الطيران السودانى بقذف مناطق جبال النوبة والنيل الأزرق من دون مناطق السودان الأخرى ؟ ولماذا تقوم قوات الدفاع الشعبى وقوات الدعم السريع وقوات الشعب المسلحة بالقيام بمجازر مروعة وحرق للمنازل وتهجير قسرى وحرق للمزروعات فى جبال النوبة والنيل الأزرق دون سائر مناطق السودان الأخرى التى تتحدث عنها يا التوم هجو قسم السيد ؟؟ ولماذا لا يقوم سلاح الطيران السودانى بقذف مناطق السودان الأخرى التى تدعى أن فيها مشاكل ؟ ولماذا لم يرفع سكان هذا المناطق السلاح لحلحلة مشاكلهم ؟ ذلك لأن هذه الحكومة قطعت عهداً على نفسها أنها لا تستمع ولا تحاور من لا يحمل السلاح !! أم أن هذا الإنتهازى الباسم التوم هجو يستغل ضعف وفد أبناء النوبة المفوض أمثال جقود مكوار، أحمد عبد الرحمن سعيد،، نيرون فيليب مبارك أردول ،بثينة إبراهيم دينار ، لكى يمرر أجندته التى ظل الببغاء يمررها عبرهم وهم غافلون منذ بداية التفاوض الحل الشامل وما أدراك مع الحل الشامل .. لأننى وحسب قناعتى الشخصية لا يوجد شعب فى هذه الدنيا يقاتل من أجل شعب آخر .. فلماذا يقاتل شعب جبال النوبة من أجل بقية شعوب السودان ؟ وماهى مصلحة شعب جبال النوبة لكى يقاتلوا ويموتوا ويتعوقوا وينجرحوا من أجل بقية شعوب السودان ؟ أبناء جبال النوبة عندما رفعوا السلاح رفعوه من أجل إنزال جردل القمامة من رؤوسهم وليس من رؤوس شعوب السودان .. من من شعوب السودان كان مهان مثل شعب جبال النوبة ؟ هذا الإنتهازى التوم هجو وغيره لازالوا يحلمون بما يسمى بالسودان الجديد الذى يريدون أن يصنعوه بدماء أبناء النوبة .. فالتوم هجو الإنتهازى هذا هو أحد نماذج أحزاب المعارضة الفاشلة التى فشلت فى الوصول إلى كرسى السلطة سوى عن طريق الإنتخابات المزورة دائماً .. أو عن طريق الإنتفاضات الشعبية .. أو عن طريق الإنقلابات العسكرية .. فأصبح الطريق أمامهم مقفولاً.. فلم يجدوا أى خيار أو بديل يمكن أن يوصلهم إلى كرسى الحكم سوى الإندماج فى الحركات المسلحة المقاتلة وذلك لكى يمتطوا عليها إلى القصر الجمهورى .. كيف نصدق أو كيف يصدق أهل السودان كلهم الذين تدعى زوراً بأن لديهم مشكلات وأنت تعبر عن قضاياهم وأنت باسم وفى غاية الإنتشاء .. فيا التوم هجو ليس هكذا تورد الغنم ؟ إن شراهتك المفرطة هذه وحبك الشديد للسلطة جعلك تفقد أبسط معانى الإنسانية والأخلاق .. فكيف بربك تكذب على مرأى ملايين المشاهدين على أن لا مشكلة فى جبال النوبة ؟! وما هى مناطق السودان الأخرى التى فيها مشاكل ؟ ولماذا لم تعددها لنا لكى يكون لحديثك مصداقية ؟ ولماذا لم تحدد لنا أو تفصل لنا نوع المشكلات التى تتحدث عنها ؟ ولماذا لم يثور شعوب تلك المناطق من أجل مشكلاتهم ؟ ولماذا لم يرفعوا السلاح من أجل النضال من أجل حقوقهم ؟ أم هؤلاء الشعوب أصبحوا مثل قوم موسى عندما قالوا لموسى إذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون .. ويريدون أن يقاتل الآخرون نيابة عنهم !!! فيا الإنتهازى التوم هجو جميع أبناء النوبة تعلموا من ظروف النضال ومن ظروف الحرب المفروضة على منطقتهم من قبل الثلاثى الشيطانى وأنت أصبحت رابعهم .. فقط حفنة من أبناء النوبة الإنتهازيين مثلكم وهم الذين فى غفلة من الزمن تولوا مسئولية التفاوض باسم جبال النوبة هم من لم يتعلموا حتى الآن . فإن ما يحدث الآن فى المفاوضات هو نفس ما حدث عندما إنخرط أبناء النوبة فى النضال فى ثمانينات القرن الماضى بنظرية السودان الجديد التى آمنوا بها حينها وإستشهدوا من أجلها لتكون الخاتمة المؤلمة هى الخيانة والإنفصال .. فلولا أن الذين يمثلون جبال النوبة فى هذه المفاوضات هم حثالة النوبة لما كان من الممكن أبداً أن تمرر أنت والببغاء أجندتكم الخبيثة هذه مرة أخرى بعد الدروس القاسية المؤلمة التى لقيناها من إنفصال الجنوب حيث قاتلنا معهم بفهم السودان الجديد الواحد الموحد .. وليقرروا بعدها لوحدهم الإنفصال ومن دون إستشارتنا ومن دون أى اعتذار أو تأنيب للضمير .. وهم يعلمون جيداً الدور البطولى الذى قام به أبناء جبال النوبة فى الجنوب أثناء الحرب ..
|
|
  
|
|
|
|
تلفون كوكو ابو جلحة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست