|
|
 تذكروا هذا المناضل وترحموا على روحه الطاهرة في هذا اليوم (9 اكتوبر)/عبد المنعم سليمان
|
أكثر الرجال كمالاً
مهلك يا من لا تعرف قدر الرجال لا ترميني بحجارة من سجيل (كيبوردك) .. ولا تقل لي ان الكمال لله وحده ، لأنني سأقول لك : ونعم بالله ، ولكنك خسئت فمنا من يصل ايضاً للكمال .. نعم الكمال الإنساني ، ولم لا ؟ ألسنا مخلوقين من روح الله : ( إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ ، فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ).
رحم الله الإمام الغزالي وهو القائل ان أصل الإنسان من طين ولكن عندما يفعل هذا الإنسان القيم الفاضلة فان الله ينفخ فيه من روحه .. إذاً لم يكذب ولم يتجنى المفكر والفيلسوف جان بول سارتر عندما علق قائلاً : (مات أكثر الرجال كمالاً) عشية مقتل الثائر والمناضل الأممي البطل : (آرنستو تشي جيفارا) في مثل هذا اليوم - التاسع من اكتوبر عام 1967 .
اليوم الخميس 9 اكتوبر 2014 يوافق الذكرى الـ (47) لرحيل الثائر جيفارا الذي صرخ بأعلى صوته : (تجدوني اينما يوجد الظلم) ، انها روح الله تتجلى عندما تلتقي عبده الصالح ، وأي صلاح وفلاح أكثر من أن يهب الشخص حياته من أجل المظلومين والمستضعفين والمهمشين.
ففي مثل هذا اليوم من عام 1967 وبقرية (لاهيجيرا) الصغيرة في بوليفيا بأمريكا الجنوبية وداخل مدرسة إبتدائية ، كان يقف (ماريو تيران) السرجنت – رقيب - باستخبارات الجيش البوليفي حاملاً بندقيته ويداه ترتعشان وذلك عندما أوكل إليه أمر إعدام الأسير الأعزل المقيد بالسلاسل الحديدية أمامه ، لأول مرة لم يستطع الرقيب (ماريو تيران) تنفيذ الاوامر الصادرة إليه من الجنرالين (رينيه بارينتوس) و(ألفريدو أوفاندو) وهو الذي نفذ أوامرهما مرات ومرات وقتل المئات والمئات من الثوار من قبل .. لاحظ الأسير الأعزال الخوف على وجه قاتله حامل البندقية ، فقد كانت يداه ترتجفان لدرجة ان إبتسم في وجهه كي يخفف عليه ، قائلاً له : (أطلق النار ، لا تخف ، إنك ببساطة ستقتل رجل .. مجرد رجل) .
قال إبن الرقيب ماريو تيران عام 2007 لصحيفة (أيلدبير) البوليفية عن الواقعة : (قتل والدي ماريو تيران كل الثوار الأسرى المرافقين لجيفارا ولكنه فقد شجاعته عندما واجه القائد الأسطورة (آرنستو تشي جيفارا ) - علق أحدهم على ذلك قائلاً ( ان الكلاب تخاف الأسود حتى لو كانت الأسود مقيدة بالسلاسل) - وأضاف الابن للصحيفة : عندما إقترب والدي من الفصل المدرسي بمدرسة (لاهيجيرا) كان شي جالساً فوق أحد مقاعده وقال : لقد جئت لتقتلني ، وشعر والدي تيران شيئاً ما يعوقه ويكبح حركته وخفض رأسه ولم يرد عليه ، وسأله جيفارا : ما الذي قاله بقية الأسرى الذين قتلتهم - يقصد رفقائه ؟ فأجابه والدي بأنهم لم يقولوا شيئا ، علق جيفارا قائلاً : (إنهم رفاقي .. انهم شجعان) .. وأضاف إبن الرقيب في سرده للصحيفة : لم يجرؤ والدي علي إطلاق النار على جيفارا ، قائلاً على لسان والده : في تلك اللحظة رأيت شيئا كبيرا .. كبيرا جدا.. هائلا وعيناه تلمع بقوة وبحدة ، شعرت بأنهما تتجهان نحوي وبأنه يركز نظراته عليّ ، الأمر الذي جعلني أشعر بالإعياء ، وظننت أنه بحركة سريعة سوف يجردني من سلاحي ولكنه قال لي : كن هادئا وعليك التصويب جيدا ، إنك ستقتل رجلا ، وتراجعت خطوة إلي الخلف نحو عتبة الفصل وأغلقت عيني وأطلقت دفعة النيران الأولي ثم الدفعة الثانية.. فأصبته بوابل من الرصاص في ذراعه وكتفه وقلبه ، ومات.
نعم قتل الرقيب ماريو تيران جيفارا ، ولكن الثائر لا يمت .. حيث ذكرت صحيفة (غرانما) الكوبية في مارس 2010 أن أطباء كوبيين متطوعين في بوليفيا أجروا جراحة مجانية لازالة المياه الزرقاء من عين العجوز (ماريو تيران) - السيرجنت بالجيش البوليفي الذي قتل الزعيم الاسطورة تشي غيفارا وهو أعزل وفي الاسر قبل 43 عاماً - وأضافت الصحيفة الناطقة بإسم الحزب الشيوعي الكوبي : (بعد مرور أربعة عقود على محاولة ماريو تيران تدمير حلم وفكرة جيفارا عاد البطل ليفوز بمعركة أخرى ويواصل الصراع) .
يا الله .. يا الله ، هذه هي الشجاعة والبطولة الحقة .. وهكذا الثائر الحق يذهب للحرب ويواجه الموت لأجل أن يقدم حياة أقل قسوة لللآخرين .
اليوم ، وبعد (47) عاماً على مقتل المناضل الأممي جيفارا ، لا تزال ذكراه العطرة تعبق ساحات النضال ، ولا يزال كما هو الثائر والبطل والملهم الأسطوري الأول للثوار حول العالم ، تلهم تضحياته ملايين الشباب/ت ، ولا يزال أنشودة محببة تغنت وتتغنى بها حناجر ملايين المظلومين .
* قف : يعيش القاتل ماريو تيران وحيداً في قرية نائية ببوليفيا شبه أعمى ، بعيداً عن الأضواء تتجبنه حتى عدسات المصورين الهواة بينما لا تزال صورة البطل جيفارا مشعة تنير الدروب لملايين الثوار .
ألف رحمة ونور يغشاك في هذا اليوم يا نصير المظلومين .. الف ورحمة ونور يغشاك .
اللهم أرحم جيفارا في هذا اليوم يا أرحم الرحمين وأسكنه في العليين مع الشهداء والنبيين يا رب العالمين.
اللهم أرحم كل شهداء بلادي في هذا اليوم المشهود .. آمين .
عبد المنعم سليمان
القاهرة - 9 اكتوبر 2010
جيفارا مات
مات المناضل المثال
يا ميت خسارة ع الرجال
مات الجدع فوق مدفعه جوة الغابات
جسد نضاله بمصرعه
ما رأيكم دام عزكم
جيفارا مات موتة رجال
يمكن ضحك
أو إبتسم
أو إنتشى
يمكن لفظ آخر نفس كلمة وداع لأجل الجياع
يمكن وصية للي حاضنين القضية بالصراع
جيفارا مات
ما فيش مناص
يا تجهزو جيش الخلاص
يا تقولو ع العالم
خلاص.
* من قصيدة المناضل الثائر الراحل أحمد فؤاد نجم (جيفارا مات).
* تم الإستعانة بمواد للمادة من عدة مصادر .
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست