|
|
 سوريا تهز العالم كله وتقسم حلف الناتو وتجعل أعداءها مترددين
|
(لأول مرة دولة عربية تبلبل العالم وتضعه على خط الزلازل والبراكين المخابرات الغربية تلقت تقارير تفيد بأن سوريا ستقاتل بشكل غير طبيعي ولذلك تراجعت)
أول دولة عربية في تاريخ العرب منذ أيام النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، تجعل العالم مترددا مبلبلا مهزوزا ضائعا، وتجعل الأنظمة الديمقراطية التي تدعي أن عندها مجلس عموم ومجلس قومي وغيرهما في أزمة تلو الأزمة.
حلف الناتو الذي ثاني ركن فيه هو بريطانيا، وجد نفسه رئيس وزرائها كاميرون كأنه جاهل بالأمور، فطرح على التصويت في مجلس العموم الحرب على سوريا، بعد سلسلة تصريحات أن الحرب واقعة، فصوت مجلس العموم ضده، وبات على شفير الاستقالة لأن التصويت ضده هو شبه سحب الثقة منه.
أما واشنطن فقررت ضربة أسمتها ضربة عقابية على استعمال الكيميائي، بعدما رفعت المخابرات الأمريكية تقريرا إلى الرئيس أوباما يؤكد أن النظام استعمل السلاح الكيميائي.
واستند أوباما إلى تقرير المخابرات الأمريكية، ليعلن انه قد يوجه ضربة جوية إلى سوريا قال عنها وزير خارجيته كيري، إنها لا تشبه ضربة ليبيا أو غيرها بل ضربة محدودة، وقال أوباما إنها ضربة عقابية على استعمال الكيميائي.
أما سوريا فهزت الشرق والغرب. وفي تقرير أخير جاء من فوكس نيوز، أن الولايات المتحدة وجدت على صور الأقمار الصناعية أن الصواريخ السورية خرجت من مخازنها وتم نصبها في أماكن جاهزة للإطلاق، وانه بمجرد أول غارة جوية على سوريا ستنطلق هذه الصواريخ نحو أهدافها ويلزمها ست دقائق للانطلاق. ومعنى ذلك إن الرئيس الأسد اخذ قرارا بالحرب ضد الغرب وضد المهاجمين، دون انتظار ضربات أخرى ليضرب، بل ستنطلق الصواريخ السورية بعد ست دقائق من أول غارة جوية أو من أول تحليق فوق سوريا للقصف.
وهذا أرعب الأميركيين وحلف الناتو، لأنهم ما كانوا ينتظرون أن سوريا ستستعد للحرب بهذا الشكل، الذي اعتبرته فوكس نيوز انه قرار سوري أكثر من مغامرة، بل انتحار حتى النهاية. وبهذه الطريقة استطاعت سوريا حماية نفسها ولم تتأثر بالانسحاب الروسي والبوارج الروسية من طرطوس، ولم تتأثر بأنها وحدها، بل أن القيادة اتخذت قرارا بشن الحرب دون هوادة في الداخل والخارج. وان كل أجهزة رادار الصواريخ أطفأتها القيادة العسكرية السورية وغيرت مواقع صواريخ الأرض - جو، مع تغيير أماكن الرادارات وأطفأت الرادارات كي لا تعلم الطائرات مكان الرادارات الجديدة والصواريخ لأنها ستفتحها دفعة واحدة وتقصف بها، ومعنى ذلك إلحاق خسائر جوية بالطائرات المغيرة.
كما أن الرئيس الأسد رفع عدد الجيش الشعبي إلى 350 ألف عنصر جدد تم تطويعهم، وتم إعطاء كل العسكريين شهراً إضافيا كراتب إضافي عن شهر كامل لإعطاء عائلاتهم كل حاجاتها. وان الجنود ذهبوا بمأذونيات متتالية لمدة ست ساعات لزيارة عائلاتهم وعادوا إلى مراكزهم بعد قبض الراتب الإضافي وتسليمه إلى عائلاتهم، مع توزيع مواد معيشية على الجنود كافة وأعضاء الجيش الشعبي والمواطنين. وتم تحديد أماكن لتوزيع المواد الغذائية في مخازن تحت الأرض كي يستطيع جميع المواطنين السوريين الحصول على المواد الغذائية.
وطلبت سوريا من مواطنيها الحصول على المواد الغذائية الآن مجانا، وهي المواد الأساسية وتخزين مواد معيشية من اجل إذا حصلت الحرب ألا ينقطع منها أي منزل أو بيت، مع توزيع مساعدات مالية على الجميع من اجل أن يكونوا في وضع متين. وهكذا استطاعت القيادة السورية الدخول في الحرب والاستعداد لها بوضع معنوي قوي، حيث الشعب السوري يقول أن غزو المغول والبرابرة مجددا كما حصل في التاريخ واحرق بغداد، لن يصل إلى دمشق كما حصل في السابق عندما احرق المغول مكتبات بغداد والعاصمة، وتوقفوا عند حدود سوريا، واضطروا إلى الذهاب إلى الساحل للمرور في لبنان دون الدخول في قلب سوريا.
المواقف السياسية هي أن واشنطن لم تنتظر قرار المفتشين الدوليين بل اعتمدت على تقارير مخابراتها.
وعقد الرئيس أوباما اجتماعاً لمجلس الأمن القومي وقرأ التقارير من المخابرات الأمريكية، وقرر توجيه ضربة جوية إلى سوريا من دون مشاركة أي دولة أخرى، مع العلم إن فرنسا ستشترك.
أما في بريطانيا، فأعلن وزير الدفاع البريطاني أن حكومته ستلتزم قرار مجلس العموم ولن تقصف سوريا أو تدخل الحرب ضدها. أما بالنسبة إلى فرنسا، فقال رئيس جمهوريتها هولاند أن ضربة جوية هي ضرورية ضد سوريا، ولكن في إطار محدود.
أما روسيا، فأعلنت إن الحرب على سوريا ستغير واقع المنطقة والعالم كله، وسيدخل الشرق الأوسط حربا مفتوحة لا يعرف احد مداها.
أما إسرائيل، فنشرت قبة حديدية جديدة، هي كناية عن 500 صاروخ لحماية تل أبيب، إضافة إلى قبب حديدية تحمل صواريخ مضادة نشرتها إسرائيل، ووزعت 20 ألف قناع واق للغاز على المواطنين، كذلك تم الإعلان عن الاستنفار في حيفا وتجهيز الملاجئ التي تم بناؤها بعد حرب 2006.
فيما تشهد المناطق القريبة من الحدود اللبنانية والسورية هجرة إسرائيلية باتجاه مناطق القدس والضفة الغربية.
أما على صعيد الأمم المتحدة، فأعلن بان كي مون انه ليس من تاريخ محدد لنشر تقرير المفتشين، مع العلم أن وفدا منهم وصل إلى بيروت واليوم السبت يصل كل أعضاء الوفد ويسافرون ليلا إلى نيويورك وموعدهم مع أمين عام الأمم المتحدة يوم الاثنين الساعة العاشرة لتسليمه التقرير، وعلى أساسه يدعو بان كي مون مجلس الأمن للاجتماع. واستباقا لتقرير المفتشين اعتمدت أمريكا على تقارير مخابراتها كي تأخذ قرارا بقصف سوريا جواً.
على صعيد مصر، فقد طلبت مصر عدم شن حرب على سوريا، وحصلت مظاهرات مصرية تندد بالحرب على سوريا والتهديد بها، كذلك في تونس حصلت مظاهرة مماثلة ضد التخطيط لضرب سوريا، أيضا في الجزائر واليمن والبحرين حيث اصطدمت قوات السلطة مع المتظاهرين، وكانت انفجرت قبل ذلك عبوة أدت إلى مقتل أربعة من المقاتلين في المنامة عاصمة البحرين. أما في لبنان فالحكومة اللبنانية ساكتة ولا تدلي بأي تصريح.
أما الصين، فأعلنت إنها ضد سوريا وضد الحرب عليها وان الأمور يجب حلها بالحوار، وبالاستناد إلى القانون الدولي والبحث في تقرير المفتشين بندا بندا لمعرفة تفاصيل استعمال السلاح الكيميائي. أما على الصعيد الفلسطيني، فقد حصلت مظاهرات في غزة وفي رام الله باتجاه مركز السلطة تطالب بالتنديد والتحضير لمواجهة خطر الحرب على سوريا.
أما في سوريا، فليس هنالك إلا الصمود وروح القتال ضد الغزو الذي سيحصل جواً ضد سوريا. والمواطنون السوريون لا يعيشون الخوف، والذين لجئوا إلى خارج سوريا، إنما لجئوا أثناء الحرب بين القوى السلفية والجيش النظامي، ولم يتركوا سوريا لأنهم ضد النظام. ولذلك فإن النازحين السوريين قد يؤدون دورا بارزا إذا تم قصف سوريا، ويتطوع كثيرون منهم لمواجهة الهجوم الأميركي على سوريا، لأنهم مثلما قلنا، لم يتركوا سوريا لأنهم ضد النظام بل تركوها لأن منازلهم دمرت خلال الحرب في المدن والقرى وبالتالي اضطروا إلى الهجرة إلى خارج سوريا.
أما تركيا، فهي مصممة على التدخل عسكريا، ونشرت قواتها على الحدود مع سوريا والقوات السورية ليست على مسافة قريبة من القوة التركية، لكن سوريا مستعدة لمواجهة الغزو التركي في المناطق بعد دخول الجيش التركي في حرب عصابات لإنزال خسائر بدل حرب جبهات.
بالنسبة إلى إيران، ما زالت تعلن إنها متضامنة مع سوريا، وان أي إطاحة أو ضربة كبيرة ضد سوريا ستجعل إيران تتدخل في الحرب ولن تقف مكتوفة الأيدي.
أما حزب الله حليف سوريا، فقد وزع ضمن خطة عسكرية قواته كأن الضربة حاصلة وكأن الحرب قد تتوسع لتصل إلى إسرائيل وفلسطين وسوريا والأردن. وعلى هذا الأساس يقال أن حزب الله استلم صواريخ خلال الساعات الأخيرة، منها المضاد للدروع، ومنها المضاد للبوارج، ومنها المختص بالأرض - ارض لقصف من مناطق الهرمل والحدود لأي قوى قد تحاول الإنزال في سوريا. كذلك إذا صحت المعلومات، فإن حزب الله تلقى صواريخ سام 7 التي تحمل على الكتف لإطلاقها ضد طوافات إسرائيلية أو أميركية إذا مرت فوق الأجواء اللبنانية. وقد تمركز في التلال وقمم الجبال مع نشر هذه الصواريخ سام 7. وقد اتصل رئيس وزراء إسرائيل نتياهو بالرئيس بوتين وابلغه أن الموساد والشام بات وصلت إليها معلومات وهما جهازا مخابرات إسرائيل المدني والعسكري والعام، بأن صواريخ سام 7 وصلت إلى حزب الله وهذا يشكل خرقا كبيرا في ميزان القوى، وانه طلب من بوتين التدخل لدى سوريا لسحب الصواريخ من لبنان ولمنع سوريا من إعطاء حزب الله صواريخ.
أما على صعيد منطقة القصير - الهرمل، فقد نصب حزب الله مع القوات السورية صواريخ بعيدة المدى لضرب أماكن دخول الجيش التركي من الهرمل بصواريخ إستراتيجية من ضمن الأراضي اللبنانية وعلى الحدود.
سوريا تقلب المعادلة
قلبت سوريا المعادلة ومن أنها دولة يقول الجميع إنها ضعيفة، وان قوات الناتو والدول ستسقط نظامها خلال أيام. انتقلت البلبلة إلى العالم، وقلبت سوريا الطاولة، وقلبت الأمور رأسا على عقب. فحلف الناتو انقسم على نفسه حيث ألمانيا وايطاليا وبريطانيا لم يعودوا يشتركون في الحرب، مع العلم إن ألمانيا وايطاليا أعلنا إنهما ضد الحرب على سوريا.
وتقول المعلومات أن حلف الناتو متردد جدا، لأنه إذا اندلعت الحرب فيعتقدون أن الحرب ستتوسع ولن تكون ضربة جوية محدودة، وهنالك احتمالان : احتمال قيام الطائرات الأمريكية بقصف سوريا والرد عليها بصواريخ ارض - جو، وهنالك احتمال ثان أن تقوم سوريا بتوسيع الحرب والقصف على الدول المعتدية وان احتمال مواجهة حزب الله مع إسرائيل ممكن، عندها تضرب سوريا إسرائيل بالصواريخ، وان صواريخ متطورة دخلت في الساعات الأخيرة إلى لبنان، ويحار نتنياهو في إعطاء أمر بقصفها، لأن ذلك سيجعل الحرب تندلع فورا بينه وبين حزب الله. ومن جهة أخرى، هذه الصواريخ الإستراتيجية التي دخلت لبنان تشكل خطرا كبيرا على إسرائيل حيث أن المدى قريب جدا وليس بعيدا كما كان في العراق عندما قصف صدام حسين تل أبيب.
والمعادلة بدأت تتغير، والنظام السوري إذا خرج قويا سيخلق موجة عربية في الشارع العربي ليس لها مثيل. وإذا استطاع الرئيس بشار الأسد الصمود واستيعاب الصدمة الجوية والعملية العسكرية، فإنه سيصبح الزعيم العربي الذي هزم الدول العربية الحليفة لأمريكا والتي هي بيد أمريكا، إضافة إلى إن سوريا ستؤدي دورا عربيا هو الأول بعد طردها من الجامعة العربية. وعلى كل حال، يحضر وزير الخارجية المصري طلبا لعقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب، لاتخاذ قرار بعودة سوريا إلى الجامعة العربية، بعدما تم إزاحة رئيس وزراء قطر عن اللجنة المهتمة بأوضاع لبنان وسوريا.
لكن الأمير سعود الفيصل تمنى على وزير خارجية مصر التأخر في الدعوة للاجتماع لمعرفة ماذا سيحصل بعد الضربة الجوية. وسوريا هي الدولة العربية الأولى التي تواجه غزوا وقصفا من حلف الناتو المنقسم على نفسه ومن أمريكا دون تردد، وتعلن أمريكا إنها ستضرب سوريا فيما رفض الرئيس الأسد أي اجتماع مع الأميركيين، مثلما حصل بين العراق ومصر وأمريكا عندما كان يجتمع وزير خارجية أمريكا مكفرلين وطارق عزيز في جنيف لبحث الحل، لأن الرئيس بشار الأسد يعتبر إن أمريكا عدو رقم واحد وهي تريد ضرب سوريا بأي ثمن، لذلك قرر عدم الاجتماع وأعطى الأوامر إلا يجتمع حتى السفير السوري بأي مسئول أميركي.
الرئيس الأسد يدير غرفة العمليات
ولا يرد الرئيس الأسد على مكالمات هاتفية كثيرة، بل هو أصبح في غرفة عمليات تحت الأرض مع فريق عمله من ضباط وغيرهم في منطقة مجهولة، كما إن السيدة أسماء الأسد موجودة مع أولادها في أمكنة سليمة. كذلك فإن بقية المسئولين وضعوا عائلاتهم في هذه الأماكن السليمة، وهي كناية عن ملاجئ تحت الأرض محمية ومؤمن لها كل شيء.
وطلب الأمن العسكري من كل الأبنية التي لها ثلاثة طوابق تحت الأرض تقديم الطابق الثالث تحت الأرض وإيصال المياه وكل شيء إليه ليكون ملجأ للمواطنين السوريين.
أما على صعيد الشارع في دمشق، فهو قوي المعنويات ومستعد للمعركة. كذلك سوريا ستنتقل خلال أيام إذا حصلت الضربة من دولة متهمة بالإرهاب إلى دولة ضحية بقصف أميركي، ويتغير الشارع العربي وتتغير النظرة إلى سوريا وتكون سوريا قد فرضت نفسها في أي مفاوضات مع إسرائيل في المستقبل.
وإذا كانت إسرائيل تتجنب الحرب لأنها تستطيع ضرب سوريا بالطيران إلا إنها ستتلقى آلاف الصواريخ الإستراتيجية من سوريا على مدنها، إضافة إلى الحرب من قبل حزب الله عليها. وقد وضع حزب الله عناصر له في جهوزية عسكرية تامة في الجنوب على أساس أن الجيش الإسرائيلي قد يهاجم بريا ويحاول الدخول إلى الجنوب وتم إعطاء أوامر للأهالي ألا يغادر احد منزله، وان المطلوب عدم مغادرة قرى الجنوب أبدا ومدنها والبقاء فيها والقتال في حرب عصابات من قبل حزب الله للقرى والمدن ومهما كانت النتيجة، فلن ينسحب أهل الجنوب إلى مناطق أخرى بل على العكس فإنهم انتقلوا من الضاحية نحو الجنوب للقتال في كل مدينة وكل قرية وتم تسليح الأهالي بالأسلحة الفردية حتى إذا حصلت معارك ضمن القرى والمدن سيشارك فيها الأهالي بأسلحتهم الفردية، إضافة إلى حرب عصابات أعدت لها قيادة حزب الله إعدادا دقيقا.
ميقاتي ما زال صامتاً
أما الغريب في الأمور فهو أن الرئيس ميقاتي ما زال صامتا ولا يتحدث حتى عن دعوة للحوار بشأن سوريا، لأنه تلقى إنذارا من الأمير بندر بن عبد العزيز بأنه إذا اتخذ أي موقف من هذا النوع فالسعودية ستقاطعه نهائيا، ولذلك لم يصدر عن الرئيس ميقاتي أي شيء، في حين إن حزب الله المعني بالساحة اللبنانية ابلغ رئيس الجمهورية أن حزب الله مضطر للخروج على القواعد العادية إذا حصلت الحرب وهاجمت إسرائيل.
وسأل الرئيس سليمان النائب محمد رعد إذا كان لدى حزب الله نية لفتح الحرب ضد إسرائيل في حال حصول القصف، فلم يجب النائب رعد إجابة واضحة بشأن هذا الموضوع معتبرا إن الأمور مرهونة بأوقاتها وان قيادة حزب الله مجتمعة بصورة 24 ساعة مستمرة تراقب الأوضاع.
وان الضاحية الجنوبية مستعدة للغارات والجنوب كذلك، وان رئيس الجمهورية إذا كان يقول إن قرار الحرب والسلم يجب أن يكون بيد الدولة، فحزب الله ابلغ عبر النائب محمد رعد رئيس الجمهورية انه لن يبادر إلى قصف إسرائيل على أساس أن الدولة مسئولة عن حماية لبنان، لكن استعمال الأجواء اللبنانية لضرب سوريا هو خرق للسيادة اللبنانية، وبالتالي فإن حزب الله سيضرب إسرائيل وعندها تندلع الحرب. كذلك إذا تقدمت إسرائيل على الشريط الأزرق، فإن حزب الله سيدخل في حرب مباشرة مع إسرائيل، ولذلك ابلغ رئيس كتلة الوفاء للمقاومة رئيس الجمهورية قرارات ووضعية واتجاه حزب الله تقريبا بالخطوط العريضة للأمور.
أما بالنسبة لسوريا، فالصراع عليها سيحول الشرق الأوسط إلى بركان كامل والذين اعتقدوا إن سوريا ضعيفة وجدوا أن سوريا صامدة حتى آخر لحظة ولا تخاف الحرب ولا تريد أي شيء أو دعم من أي دولة حتى إنها لم تعلق على موقف روسيا تاركة الحرية لكل دولة ومعلنة إنها ستدافع هي عن أرضها وهي معنية بسيادتها.
أما بالنسبة للضربة الجوية الأمريكية، فإنها ستضعف جبهة النصرة والقاعدة شعبيا في سوريا، وسيضعف خط المعارضة في سوريا بشكل كبير حيث إن المعارضة التابعة لأمريكا ستخسر شعبية كبرى، لأن الشعب السوري عندما يرى العمليات الجوية ضد بلاده سيلتف حول القيادة السورية. أما بالنسبة للمعارضة التابعة لأمريكا فسيحصل معها مثلما حصل مع اياد العلاوي والشلبي وبقية المعارضة العراقية التي سقطت بعد انسحاب الأميركيين وبعد حرب أمريكا على العراق، وجاء المالكي رئيسا للحكومة، وهو كان لمدة 15 سنة في سوريا.
أما بالنسبة للأردن، فإن سوريا أنذرت الأردن بأنها ستضربه بالصواريخ وبالطائرات إذا استطاعت، وأي تحرك من قبل الأردن أو السماح للطائرات الأمريكية بشن حرب على سوريا يعتبر إعلان حرب بين سوريا والأردن وليس بين سوريا والطائرات الأمريكية. وهكذا بالنسبة أيضا لقبرص. ولذلك فإن سوريا جعلت حلف الناتو ينقسم وجعلت مجلس الأمن دون فعالية، خاصة بعد انسحاب في كل اجتماع مندوبي روسيا والصين وهما الدولتان الكبيرتان من خمس دول أساسية في مجلس الأمن.
إضافة إلى أن الرأي العام الأوروبي عبر الإحصائيات أعطى أن 9% يقبلون الحرب على سوريا و91% يرفضون هذه الحرب. وفي الولايات المتحدة اجتمعت عائلات الشهداء بالجنود الأميركيين الذين سقطوا في العراق وقاموا بمظاهرة أمام البيت الأبيض مطالبين الرئيس أوباما بعدم اتخاذ قرار مثلما حدث في العراق والذين تظاهروا هم أهالي حوالي 4150 قتيلاً أميركيا من الجنود والضباط في العراق، وشكل ذلك ضغطا على أوباما في وجه شن حرب كبيرة على سوريا، وبدأ يتحدث عن ضربة محدودة على سوريا.
وبالنسبة أيضا إلى سوريا ستخرج من الضربة قوية بشكل فوق العادة وستعود القيادة العربية إلى دمشق لأن القاهرة منشغلة بأحداثها ولأن الدول العربية كلها ضعيفة. وستكون حرب ما بين سوريا والسعودية على العالم العربي وستضغط سوريا لتجعل الأردن يبتعد عن السعودية، كذلك إن سوريا ستشن حرب كاملة ضد السعودية في العالم العربي.
السعودية والنظام السوري
وإذا كانت السعودية تكفلت بإسقاط النظام السوري، فإن سوريا سكتت عن الموضوع إلى حين، لكنها تعتبر نفسها في حالة حرب مع السعودية، وأنها ستخلق حلفا عربيا ضد السعودية بعد الضربة الجوية. وان السعودية لن تكون مرتاحة من جهة سوريا في كل المجالات، خاصة في ترك السلفيين والتكفيريين يقومون بأعمال ضد المصالح الأمريكية في العالم العربي وستشجعهم بالانطلاق نحو الأهداف الأمريكية في العراق والأردن ومصر وبقية الدول، إضافة إلى توجيههم ضد المصالح السعودية وضرب استثمارات سعودية ودول السعودية في هذا المجال. وتركز سوريا على أن عودة الأمير بندر وتكليفه من الملك عبد الله إسقاط النظام السوري ودفع كل الأموال من اجل ذلك قد سقطت وان الأمير بندر ابن الثالثة والستين سنة من العمر سيصاب بأزمة كبرى نتيجة فشله في إسقاط النظام السوري. هذا بالإضافة إلى إن فلسطينيين سيكونون إلى جانب سوريا في حال توجيه ضربة إليها. وهنا يقع خلاف بين الفلسطينيين والسعودية، والسعودية التي تريد أن يكون نظام بشار الأسد قد سقط وأصبحت سوريا تحت نفوذها، تغيرت المعادلة وباتت السعودية تخاف الحرب مع سوريا
. وتراجعت المطالب السعودية بإسقاط الرئيس بشار الأسد إلى مجرد الضربة العسكرية بعدما وضع الأمير بندر كل ثقله مع أوباما والمخابرات الأمريكية كي تحصل الغارات الجوية فقط لإبقاء دور متقدم للسعودية في العالم العربي، مع العلم إن سوريا احتلت المرتبة الأولى بصمودها سنتين ونصف أمام كل المحاولات التي جرت لإسقاط النظام والدولة كذلك حاليا فإن السعودية خائفة في حال نجاح النظام في الصمود من أن تصبح سوريا الدولة العربية الأولى وتضرب مخطط الدول الحليفة لأمريكا من خلال تحريك الشوارع فيها. وعلى كل حال، فإن آهل السنة والشارع العربي عادوا والتفوا حول سوريا بعدما شعروا إن حربا أميركية تجري ضد دولة عربية مثل سوريا لتدميرها بينما تتفرج الأنظمة العربية على هذه الضربة الآتية، وهي من دون سبب كليا مستندين إلى تقارير المخابرات الأمريكية بدلا من الارتكاز على تقرير المفتشين الدوليين الذين أرسلهم مجلس الأمن بمهمة رسمية إلى سوريا بالتفتيش وسمحت لهم السلطات السورية بالاطلاع على كل التفاصيل. انتهى!!
بقلم رئيس تحرير صحيفة الديار اللبنانية: شارل أيوب
تعليق القراء
كفاح جرر منذ 21 ساعات
سلام..من يقرا هذا التحليل الطويل بلا داع يظن أن لندن ونيويورك هي التي تحترق وان اللنديون والباريزيون هم الذين يقتلون ويعصف بهم الكيماوي... نظام الأسد الذي عجز عن القضاء على جماعات إرهابية مسلحة كما يسميها هو الأعجز إطلاقا عن الرد على صفعات الصهاينة له وليس حلف الناتو...بعقول من تستخفون؟؟؟
سوري أصيل منذ 6 ساعات
إن الرئيس بشار الأسد مازال يهادن الإرهابيين الموجودين في الغوطة نظرا لوجود عائلات، ولكن إذا اعتدت أمريكا ومن معها فلسوف نجعل كل مكان يتواجد فيه الإرهابيين مقبرة جماعية ومخطط تنظيمي جديد، ومهمة جديدة لوزارة الإسكان، سورية قوية بإيمانها بالله ورسوله إيمانا حقا ولقد مر عليها الكثير من الحقب الاستعمارية ودحرتها بعزيمة شعبها وإيمانه وثقافة أبنائها وليست ثقافة النكاح وغيرها القادمة من عصور ما قبل التاريخ
NADER منذ 12 ساعات
يعتبر هذا التقرير من أهم التقارير اذ يسلط الضوء على قدرة سوريا و يبين أن سوريا الأسد كانت ومازالت سوريا العروبة..
تعليق شوقي إبراهيم عثمان
نعم، الخوف من حرب مدمرة شاملة ضدّ إسرائيل يُؤجّل الضربة العسكريّة الأمريكية ضدّ سوريا!! ديفيد ميليباند رئيس حزب العمال ورئيس المعارضة البريطانية هو الذي قاد إسقاط اقتراح كاميرون "الغبي" بضرب سوريا عسكريا!! أعرف أن ديفيد ميليباند من عائلة يهودية بولندية مهاجرة لبريطانيا – راجع الويكيبيديا!! فماذا سيصوت الكونجرس الأمريكي (مجلس النواب ومجلس الشيوخ!!) طبقا لطلب أوباما؟ معظم المحللين قالوا سيوافق!! بينما في تقديري أن منظمة الإيباك هي التي ستقرر وليس كونجرس النعاج الأمريكية!! وسيأتي التصويت سلبا بالرفض لأوباما!!
فيما صرحت كارلا دي ليبونتي عضو فريق المفتشين أن أبحاث المفتشين أثبتت أن المعارضة السورية هي التي استعملت السلاح الكيميائي وان النظام السوري لم يستعمله، وهذا أول تصريح رسمي من فريق المفتشين عشية تقديم التقرير إلى بان كي مون بشأن النتائج، لكنها كشفت نتائج التحقيق قبل الإعلان وقالت دي ليبونتي في تصريح لها أن المعارضة السورية استعملت الأسلحة الكيميائية وقد ثبت لنا أن النظام لم يستعمل السلاح الكيميائي!! غدا يتم تقديم التقرير رسميا!!
صواريخ سوريا وصواريخ حزب الله خرجت من مخابئها ووجهت قبلتها نحو إسرائيل وليس نحو البحر الأبيض المتوسط وقد صورتها الأقمار الأمريكية وأطلعتها على إسرائيل!! سيان ضربت أمريكا أو لم تضرب، فالاستعداد في سورية وجنوب لبنان شامل وجدي وكأن الحرب "الشاملة" ستقع – وليس ضربة "محدودة" التي رغب أن يسوقها الأبله أوباما الذي لم يفهم ماذا لديها سورية من قوة – وفي الحق هذه مشكلة مخابرات الدول الغربية!! لقد اعتبرت إيران أي عدوان أمريكي هو عدوان سيان ضربة محدودة أو حربا موسعة – بينما عمدت سورية وحزب الله إلى الصمت والغموض مما أربك كل العواصم الغربية!! لم يفصل سوى حافظ بشار الأسد صاحب الأحد عشر عاما في تغريدته وحثهم لضرب سورية!! الدول الغربية لم ترى سوى صواريخ تخرج من مخابئها وتوجه نحو إسرائيل!! فخط المقاومة الثلاثي لم يبلع أسلوب "الجرجرة الأمريكية" القديم الذي مورس مع صدام حسين وأنور السادات والقذافي!! هذا إضافة إلى ما قد توجهه سورية نحو السفن الأمريكية نفسها من ضربات!! سوريا تبتز العالم الغربي والأمريكي، ولأول مرة يرتعد الصهاينة وحلفاؤهم!! وهذه هي كانت معادلة الراحل حافظ الأسد.. لا قتال مع إسرائيل حتى تحقيق توازن الرعب العسكري، ولقد بنا الراحل العظيم العبقري حافظ الأسد هذا التوازن في صمت وسرية منذ 1973م وحتى رحيله!! وبنا حافظ الأسد خطته ليس على أساس ضربة لإسرائيل، بل على أساس تدمير إسرائيل تدميرا هائلا – ولهذا السبب وضعت قطر والسعودية خطة مشتركة مع تل أبيب ولندن وباريس وأنقرة والدوحة وعمان وواشنطون كل إمكانياتهما لإنقاذ إسرائيل فجندا ارتالا من (المجاهدين) بلغ عددهم 130 ألف مقاتل ليس لتحرير فلسطين، بل للزج بهم في سورية وإسقاط النظام البعثي السوري وتدمير الجيش السوري!!
الجديد المفجع للمتآمرين على سورية هو سقوط محمد مرسي والإخوان المسلمين – يعتبر ضربة موجعة لأوباما والإتحاد الأوروبي ولإسرائيل!! أول ثماره التفافة مصر 360 درجة، فاليوم في اجتماع وزراء الخارجية العرب رفض بقوة نبيل فهمي وزير خارجية ثورة 30 يونيو أية ضربة أمريكية لسوريا واعتبرها خارج الشرعية الدولية، ويعد نبيل فهمي العدة لدعوة اجتماع طارئ للجامعة لإعادة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية رغم اعتراض الأبله العميل الصهيوأمريكي سعود الفيصل على استحياء، الذي قال: لننتظر ما ينتج بعد الضربة الأمريكية!! لم يؤثر النفاق السعودي بدعم ثورة 30 يونيو على القرار المصري الوطني السليم!! ولم يوافق سعود الفيصل ربما سوى قطر ولا ندري ما هو موقف السودان!! السعوديون مرعوبين من بقاء الأسد كأن يوجه ضربة انتقامية للسعودية، وتعتبر سورية نفسها في حالة حرب مع السعودية، وستعمل سورية كل طاقتها لتوجيه "الإسلاميين" وغير الإسلاميين نحو إسقاط النظام السعودي. وهذا ما سيحدث فعلا إن شاء الله، فتحرير القدس وفلسطين يمر عبر تحرير مكة والمدينة!!
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست