|
|
 إمبراطورية الكلام ... وزراعة الألغام !!!
|
يصعب علي الحرية أن تسرف في عرض مفاتنها وأنوثتها وتقاطيع وجهها الجميل في منطقة تصر علي الفردية .. . والفاشية .. . والغوغائية .. . والشيزوفرينيه ... وإدمان العادات السرية .. . وتسيطر عليها الأفكار الجاهلية . يصعب علي الحرية أن تعبر عن نفسها بحريه وإلا صبوا عليها صفيحة بنزين واحرقوها حيه .
منذ يومين استضاف تلفزيون العربية وزير الشئون الإنسانية السوداني وحقيقة لا أذكر اسم الوزير ... قضيت ساعة بعد انتهاء البرنامج أحاول أن أتذكر اسمه ولم أفلح . المهم : لقد قال الرجل عند سؤاله عن المقبوض عليهم الثمانيه من أبناء دارفور وكردفان والذين اتهمتهم الحكومة بتدبير محاولة انقلابيه , ثم عدل العنوان ( أقصد الاتهام ) إلى محاولة تخريبية وإثارة الفتن ! قال الوزير بأن محاكمتهم تجري الآن وإنهم سيجدون محاكمة عادلة لأنه يثق في حرية واستقلالية القضاء السوداني المعترف به دوليا !!! انتهى .
قد لا يعلم هذا الوزير عن ماذا يتحدث أصلا ولكنه بالتأكيد يعلم أنه يكذب ... ويزور... وينافق بدليل أنه ظهر مهزوزا ... مرتبكا ... مترددا ولم يذكر ولو مثال واحد علي استقلالية القضاء الذي يتحدث عنه .
إن من المعلوم إن استقلالية القضاء لا يمكن أن تتوفر إلا في ظل حكومة ديمقراطية ... حكومة منتخبة . لا يمكن أن نتحدث عن استقلالية القضاء إلا في وجود سلطة الشعب وحكم الشعب وحرية تلقي المعلومة وقراءتها ... وتحليلها ومن ثم إبداء الرأي فيها.
كيف يتحدث عن ما لا يفهمه في ظل حكومة تفرط حالة الطوارئ خمسة عشر عاما, حكومة عنصريه ... دكتاتورية تبيد وتقتل وتشرد وتسجن وتجلد الطلاب والنساء ثم ترسلهم الي المعتقل .... الي الجحيم أو تدفعهم الي طلب اللجوء والمدد من عباد الله في بلاد الله ( كما يحدث الآن في مصر و كينيا وتشاد) .
قيل في وسائل الإعلام أن خوسيه ماريا أثنار كذَّب علي الشعب الأسباني عندما إتهم منظمة إيتا بتفجيرات مدريد الأخيرة ولكن القضاء برأ المنظمة ( رغم ما ارتكبته من جرائم ) ولذلك أسقطوه في الانتخابات ... عزلوه ... أبعدوه ... بكل سهولة لفظوه ! إنها استقلالية القضاء التي يتحدث عنها الوزير إن الدكتاتور دائما يحتاج الي من يمدحه .. . يعظمه ... يمجده لذلك صار البشير هو القاضي ... هو القابض ... هو الباسط ( استغفر الله العظيم ).
لقد صرح البشير بأن الترابي كان شيخه وزعيمه وأنه ( الترابي ) منافق ... كذاب .. حلل الخمر وأراد فتح البارات لذلك اختلف معه ؟؟؟ منتهى السخف... منتهى الهزل ... لقد أراد البشير أن يظهر كأحد أولياء الله الصالحين ورغم اختلافنا مع الترابي إلا أن اتهامه بالمحاولة الإنقلابيه المزعومة مع أبناء دارفور و كردفان هو افتراء لأن مثل هذا التحرك ( ولو افترضنا بأنه حقيقة ) لكان أبناء دارفور وكردفان أول من يرفضه ... يستنكره ويلعنه لأن أبناء دارفور وكردفان ليسوا دعاة عنصرية ... أو جهوية ... أو مؤامرات انقلابية .
ومن قبل صرح والي الخرطوم في برنامج الواجهة بأنه غير مسؤول عن إيواء نازحي دارفور وأنه يجب علي النازحين اللجوء الي أهاليهم أو أقاربهم في الخرطوم سبحان الله..! يا ناس الإنقاذ هلكتونا ... جننتونا ... حيرتمونا بأفعالكم وتصريحاتكم .
دبرنا يا والى الخرطوم ... ما هي واجباتكم ؟ .... ما هي مهامك ؟ هل هو مراقبة الحضور والانصراف.... هل هو ( قراءة الصحف في المكاتب المكيفة أم التفرق لإجراء اللقاءات التلفزيونية ) إن من أبسط واجبات أي والي توفير الملجأ للمواطن في أي مكان و في أي زمان وفي أي خيمة أم أن نازحي دارفور ليسوا مواطنين سودانيين .
ثم من المسؤول أصلا عن الحرب في دارفور ؟ من المسؤول عن المآسي والتطهير العرقي في دارفور .
إذا كانت الحكومة غير مسؤولة ... والبشير غير مسؤول ... وعلي طه غير مسؤول ... والطيب سيخه غير مسؤول... ووالي الخرطوم غير مسؤول فمن المسؤول إذا ؟ عمتي ؟؟؟
وللحديث بقية
دكتور/ سليمان محمد إبراهيم
عضو التحالف الفيدرالي الديمقراطي السوداني
القاهرة 9/4/2004
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست