|
|
 السودان000واقع محزن ومستقبل مجهول
|
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما سيطرت الجبهه الاسلاميه القوميه علي زمام الامور في الثلاثين من يونيو العام 1989م, لم يكن ذلك نتيجه لضعف الحكومه الديمقراطيه كما يتصور الكثيرين , ولكنه جاء نتيجه لانتقال النظام المايوي في اخر ايامه الي اقصي اليمين, وتا ييده المطلق للخط الفكري والسياسي الذي يتبناه الاصوليين 0
وبناءا علي ذلك , احتكرت الجبهه الاسلاميه , المؤسسات الاقتصاديه والماليه والوظائف العليا والقاعديه, وسلمتها لكوادرها , وبعض العناصر المتعاطفه معها سياسيا , واهتمت بالدعايه والاعلام والتجسس والمراقبه, وبمنظمات الدعوه والاغاثه , والحركه الطلابيه, والنقابات, والقوات المسلحه التي وفرت لها البيئه المناسبه للوصول الي السلطه صبيحه ذلك اليوم المشئوم. وبمجرد سيطرتها التامه علي السلطه اعلن قائد انقلابها, بانهم جاءوا من كوبر, وزقلونا, وديم جابر, وديم الزبير, والكلاكه, لنصره المستضعفين وتطهير المجتمع من الجاهليه , والطائفيه, ودعاه الشرف الحراميه, واقامه دوله الحق الحضاريه.
وهذا حق, فقد جاء الخطاب الاعلامي واضحا وصريحا ومعبرا عن ما بداخل النفوس الثائره من حقد طبقي دفين , قا ل عنه, احد الشيوخ ا لصا لحين العالمين ببواطن الامور ( ظهر ا لشر)
ومن جاور الشر لا يامن بوائقه 000 كيف الحياه مع ا لحيات في ا لسفط؟
وقد صدق قوله , ففي شهرها الاول , اعدمت , وسجنت, وشردت, ونصبت الخيام في الشوارع لمحاكمه الابرياء باسم الصالح العام, وصادرت اموا ل وممتلكات الشرفاء والخيرين من ابناء السودان 0
ولا داعي لذكر ما حدث بعد ذلك والي يومنا هذا من افعال, لم تكن فيها حفنه رافه, ولا ذره تسامح بل اصبحت وصمه عار في جبين كل من يدعي بانه جاء من اجل تحرير الانسان , لانها ادعاءات كاذبه ومخجله وجوفاء مارسها اليسار المنهار , واعاد تكرارها اليمين المتطرف المنتسب للاسلام0وقد انطبق عليهم القول الذي كان يردده الرفاق في زمن ا لعزه والكرامه وسماحه الاخلاق التي ضاعت بسبب ذوى الرؤوس المؤدلجه والعصبيه العمياء, يقول شاعرهم 0
ولدت سفاحا فما ا نت حر000 واجه مصيرك او فانتحر
فانتحر اليسار العام 1971م, واستسلم المتاسلمين لقانون سلام السودان وخلفوا بعد عقد ونيف من الزمان, واقع محزن ومرير, ومستقبل مجهول 0
لذلك اصبح الشعور بالكراهيه وعدم ا لثقه وعدم الاطمئنان متا صل بين السوداننين , وتفشت ثقافه العنف وحل المشاكل عن طريق استخدام القوه, حتي النزاعات القبليه التي كانت تحل سلميا في الماضي او تتحول في اسواء الحالات الي قتال بالسيوف والحراب, اصبحت الان تضم في الغالب رجال مليشيات يحاربون بالاسلحه الحديثه , وقد صارت عباره ( ا لكاش يجيب ا لكاش) شعارا يتردد كثيرا في غرب البلاد, واصبحت قطاعات كثيره من المجتمع السوداني مسلحه الان واصبح السلاح الناري متاحا لكل انسان , منما لا يستطيع كائن من كان حصره او جمعه0 واصبح هذا السلاح من ابرز عوامل الفرقه والشتات0 وعا نت ا لناس في الشتات من الفقر والعوز, واصبح همها ان تقتات فاتجه بعضها للجريمه والرذيله وما يستعيذ منه الشيطان وخير مثالا لذلك ماقام به سفاح اليمن المدعو ( ا دم ا لسوداني) من جرائم قتل شوهت صوره انسان ا لسودان0
ورغم ذلك , لا احد يهتم بما حاق با لبلاد والعباد , وازدادت الانشقاقات داخل الاحزاب والمنظمات والمليشيات واهل الشتات , وكثرت ا لدسائس والمؤامرات والصراعات الجهويه والاثنيه والقبليه والدينيه , طمعا في ان ينال كل منهم نصيبه من ( كعكه ا لسلام ) والتي بقيت ايام معدودات للمتسببين في هذه الابتلاءات من خبزها والاعلان عن قيام دوله ( السودان الجديد) والتي سيكون نواه لبنائها هذه الجماعات, والتي تحتاج لانضباط , لان في نفوسها مرارات واحقاد يستحيل معها البناء والتجديد والاتحاد 0 ولناخذ العبره والعظه من ( امبده) والتي اصبحت ماؤي وملاذ للنازحين وا للاجئين والمهاجرين من كل انحاء ا لبلاد , وعندما اكتظت با لسكان تحول اسمها الي (امدرمان الجديده) واصبحت مصدرا للنزاعات القبليه والعداوات العنصريه , ووكرا للجريمه وا لرذيله والفحشاء 0-وضاعت ام درمان بلد الامان ورمز ا لوحده والانصهار والتي انطبق عليها قول القرطبي000
ديار عليها من بشاشه اهلها 000 بقايا تسر ا لنفس انسا ومنظرا
لذلك اصبح يردد اهلها00 ( يا حليلك يام درمان طردت اهلك ولميتي0000) ولا يستطيع احد من اهل ام درمان القديمه مهما كان عصي الدمع الا ان يذرفه سخيا حين يختلج في نفسه هذا السؤال كيف ضاعت امدرمان ؟؟؟ لذلك نقول كيف سيكون حال السودان الجديد ايها الثوار الاحرار وهل سيكون للمتضررين من افعالكم نصيب ؟؟؟
خلاصه ا لحد يث , وفيما بين هتاف ا لبروليتاريا اواخر الستينات التطهير التاميم واجب وطني وهتاف المتاسلمين المتشعوذين اوائل التسعينات الله اكبر ياهو دي دفاعنا ا لشعبي ياهو دي ضاع الوطن وازمته السياسيه واضحه المعالم لكل ذي بصر فما بالك باصحاب البصيره 0
حسن الطيب- بيرث
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست