كان نغما طروبا وريحانة ذات عطر فواح ... كان الاستاذ الموسيقار والمحاسب الشاطر السني الضوي واسطة عقد فن الغناء السوداني علي امتداد تاريخ فن الغناء في بلادنا . فقد اجهد نفسه لعشرات السنوات ليعطر ويجمل ساحات الفن في الوطن كله باعذب الالحان وارقها . نعم ... كانت الحانه وبهدوء موسيقاها وسهولة استيعابها تدخل المسام وتسكن في حنايا القلب بكل اطمئنان فتحدث حالة ارتياح عند المتلقي وتطرد عنه السأم والقلق وحالات الشد التي ما انفكت تعتري تفاصيل حياة هذا الشعب الاسمر الجميل. وقبل ان يخترق ساحة الغناء مع رفيق دربه الراحل ابراهيم ابودية الذي سبقه الي دار الخلود كان السني يغدق زملائه في الوسط الفني باجمل الالحان . ولازالت بعض اعمال السني الضوي اللحنية يفاخر بها من يتغنون بها .. خاصة تلك التي كتبها الشاعر العريق محجوب سراج ... وتاتي اغنية الذري ابراهيم عوض مين قساك مين قسي قلبك .. وليه بتسال عني تاني. كما تغني له محمد ميرغني باغنيات: شفتك وابتهجت وعاطفة وحنان ياناس. وابن البادية : اول حب .. والجرح الابيض . واماني مراد .. تلقي الدنيا فرحة. وعبدالعزيز المبارك .. ليه يا دنيا ليه . وما يجدر ذكره ان السني الضوي قد وجد نفسه في القصائد الغنائية العديدة التي كتبها له الشاعر الدكتور علي شبيكة والتي كانت كل منها تنافس بعضها من حيث المضامين والالحان . وفي واقع الامر فان رحيل الفنان ابراهيم ابودية صاحب الثنائية التي امتدت طويلا مع الراحل السني الضوي قبل عدة سنوات قد القت بظلالها علي حياة السني ... فكان في كل لحظة يشعر بألم الفراق وبتوقف مسيرته الفنية. ولكن لا نملك غير ان نقول .. لكل اجل كتاب. رحم الله الفنان الانسان الولوف الرقيق والمثقف جدا السني الضوي واسكنه فسيح جناته وانزله في اعالي الجنان مع الصالحين بقدر عطائه في مجال الفن وفي خدمة الوطن من خلال وظيفته الرفيعة بالهيئة القومية للكهرباء منذ ان كانت تسمي بالادارة المركزية. وستظل اعماله الفنية تحتل مكانتها الرفيعة في سجل الاغنيات السودانية الخالدة. واحسن الله عزاء اسرته واهله وزملاء رحلته الفنية العامرة بالعطاء الابداعي. لله ما اعطي ولله ما اخذ.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة