*للأسف فإن مواعيد نشر كلام الناس في "بانوراما" و"الصدى نت" تحرمني من الكتابة المواكبة للتطورات المتسارعة في الشارع السوداني، لذلك أجلت ما كنت كتبته لبانوراما لأتناول السؤال المستفز الذي طرحه الطيب مصطفى رئيس منبر السلام العادل رئيس لجنة الإعلام والإتصالات وتقنية المعلومات بالمجس الوطني في اللقاء الذي أجراه معه في "حال البلد" الطاهر حسن التوم على قناة سودانية 24 :"يسلموها لمنو ؟". *في البدء لابد من تعريف القراء الذين لايعرفون الطيب مصطفى الذي كان مغترباً عندما قام إنقلاب 30 يونيو 1989م وأُستدعي ليسلموه "تلفزيون السودان"، وكان من أهم إنجازاته الإعلامية "الحجاب الإلكتروني" لتغطية "عورات" اللاتي يظهرن على شاشة التلفزيون!!، وأنه عندما حدثت المفاصلة الشهيرة حار به الدليل بين شيخه في المنشية وبين إبن شقيقته في القصر، إلى أن شكل منبره الذي أسماه منبر السلام العادل ومازال هو ومنبره في منطقة وسطى بين السلطة والحكم وبين مصلحة الوطن والمواطنين. * الطيب مصطفي هو صاحب المقولة الشهيرة "إذا سقطت نشيل بقجنا ونمشي" التي أثارت موجة من النكات والطرف والكاريكاتيرات جاء في هذا اللقاء المرتجف ليقول : إذا سقطت يسلموها لمنو ؟ .. يقول هذا بعد أن إعترف بأنه غير راض على أداء لحكومة ولا المؤتمر الوطني ولا اللجنة الأمنية !!!. *واصل صاحبنا الحديث بذات الأسلوب الممجوج الذي لم يفتر أهل الإنقاذ في الضرب عليه في محاولة لشق صفوف الجاهير الثائرة في الشارع السوداني بين تجمع المهنيين الذي يصرون على إعتباره واجهة للحزب الشيوعي السوداني وبعض فصائل اليسار في تحليل فطير مغرض وهم يدركون أن القوى السياسية التي توافقت على إعلان الحرية والتغيير، إضافة للمبادرات الأخرى أكدت كلها أنها مع الحراك الجماهيري الثوري في خندق واحد وأن جماهيرها يشاركون بإيجابية في المظاهرات الشعبية. *ليس هذا فحسب بل إنهم يتجاهلون ما تم طرحه في هذه المبادرات حول البديل الديمقراطي والحكومة الإنتقالية ومشروع الدستور الدائم ويثيرون الفتن بين تجمع المهنيين والأحزاب السودانية رغم معرفتهم بأنهم جميعاً توحدوا حول التغيير المنشود. *هناك مخاوف حقيقية من هيمنة القيادة الموالية للحكومة في القوات المسلحة وقوات الأمن، والقوات غير النظامية المصنوعة لحماية السلطة الحاكمة .. لكن كل ذلك لايبرر التراجع عن السعي الحثيث لتحقيق التغيير االذي يهدف إلى الإنتقال من حكم الحزب"الغائب" إلى رحاب الحكم الديمقراطي التعددي عبر حكومة إنتقالية إسعافية لمعالجة الأزمات السياسية والإقتصادية والأمنية والخدمية وتهيئة المناخ الصحي للتداول السلمي للسطة في وطن يسع الجميع.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة