بالمنطق *مرت ذكرى سقوط رأسي.. *لقد كانت قبل نحو (3) أسابيع ؛ ولكنها مرت...عدت...فاتت.. *ومنذ ذلكم اليوم ورأسي يسقط إلى يومنا هذا.. *فأنا من برج الأسد...ولكن ليس لي من صفات الأسد إلا محاكاة صولته.. *والغريبة أن هذه المحاكاة تنجح أحياناً.. *فحين فرغت من دراسة الفلسفة فوجئت بأنه ما مهنة اسمها فيلسوف.. *وسُقط في رأسي...ويدي.......وسقط هو ؛ رأسي.. *وأمام مسجد طيفور أقابل (قريبي) أحمد مرحب...مدير بنك الوحدة آنذاك.. *ويسألني عما فعلت بشهادتي...فأرد: أُسقطت على رأسها..
*فعناصر أمن (مايو) بلجنة الاختيار أصروا على أنني الآخر المصنف أمنياً.. *الآخر الذي يحمل اسمي ذاته....و رأساً مختلفاً.. *وطارت مني وظيفة ضابط إداري رغم نجاح يشابه نجاح الفلسفة.. *ويبشرني أحمد بقرب إجراء امتحانات وظائف بالبنك.. *فأذهب إلى الامتحان- والذي كان بالإنجليزي- وأنا أحاكي الاقتصاديين.. *فكانت المفاجأة أن نجحت المحاكاة...ولست أنا ؛ برأسي الفلسفي.. *وذُهل أحمد مرحب بأكثر مما ذُهلت أنا.. *وسألني إن كنت قرأت مراجع اقتصادية فأجبت صادقاً : واحداً وكنت على عجل.. *أما نائبه عبد الرحمن بري فقد كان محقاً إذ ذُهل هو الآخر.. *وقال وهو في غمرة ذهوله ذاك : مالك والمصارف؟...يُفترض أن تعمل مدرساً.. *ولكن من قال له إنني لم أطرق أبواب التدريس؟.. *لقد طرقتها ؛ فسقطت على رأسي مطارق حقيقة أن الفلسفة أُسقطت من المناهج.. *فسقطت على رأسها...هي وأخوها علم النفس.. *وتواصلت رحلة الذهول بكثرة الترقيات...وتجاوز الأقران...ونيل الامتيازات.. *ثم سقط رأسي - وذلكم كله - بسقوط (الإنقاذ) على الرؤوس.. *وقبل أيام - (16) أغسطس - كانت ذكرى سقوط رأسي.. *ولكن الأفكار أبت أن تسقط منه لتشكل كلمتنا لليوم التالي...الذي هو اليوم.. *أو بالأحرى ؛ سقطت الأفكار...والمواضيع...والرأس.. *وطفق الرأس يهذي دون هذيان ابن أبي ربيعة ذاك الذي جعل منه شاعراً.. *فالشاعر جرير يقف على المربد يوماً يستمع إلى الشعراء.. *فإذا بعمر هذا ينشد مطلع قصيدة له : أمن آل نُعم أنت غادٍ فمبكر......غداة غد أم رائح فمهجر.. لحاجة نفس لم تقل في جوابها...فتبلغ عذراً والمقالة تعذر..
*فيقول جرير قولته المشهورة : ما زال هذا القرشي يهذي حتى قال الشعر.. *ولكن هذياني أنا لم يسفر عن مقالة...وإن كان يستوجب العذر.. *وقبل ذكرى سقوط الرأس - بشهر - يطالبني زميل بسيرة ذاتية.. *قال إنه اختارني ضمن مجموعة تستحق مسيرتهم - وسيرتهم - التوثيق.. *وإلى يوم ذكرى سقوط رأسي لم أعطه سيرتي الذاتية.. *فليس هناك سوى ذات.......ولكن ما من سيرة.. *أو هي سيرة سقوط الرأس والذات معاً.. *وكل عام و(ذاتي) بخير.. *و....رأسي !!.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة