هي تــلك المكانـــة فــي رفقة الدول الفقيرة والمفلســـــــة !!
لا قيمة للأمجاد والثورات في أزمان الدولار.. فيا ذلك الراقص وهماُ في حلقات الثورة والانتفاضة فإن تلك الطبخة قد أصبحت موضة ( قديمة ) .. وأصبحت لا تعجب مذاق الأمم التي تعشق المال والمقدرات .. لقد رحل السمار من حول السودان ولا تجدي نفعاُ تلك النغمة التي سادت في الماضي حيث التسول بفرية سلة غذاء العالم .. كما ولت أزمان الإنجازات بالألسن دون ذاك الجهد والإنتاج .. ولا يفيد الشعب نفعاُ حين يدعي الأمجاد والثورات والانتفاضات وهو يمشي حافياُ والعورات مكشوفة !.. والذي لا يملك الأموال والثروات والإمكانيات في هذا العصر فهو لا يملك الكلمة في مجالس الرجال .. ولا يملك المقام بين شعوب الأرض .. وسنة هذا العصر تقتضي أن يظل الفقير فقيراُ ومهاناُ حتى مشارف الإقبار .. ورب غشيم جاهل يملك الثروات والأموال والنفط والأغنام بالزرائب هو مفضل لدى العالم من عبقري نابغ مقطع الهندام ومفلس في الجيب !.. وأهل الثراء في هذا العصر العجيب يتعالون تيهاُ وتكبراُ ولا يردون التحية والسلام المبذول من البؤساء والفقراء .. وهي تلك الدول الغنية التي تنال المرام والمقاصد لمجرد الإشارة بأطراف البنان .. أما تلك الدول الفقيرة كحالنا فعليها أن تستجدي وتتسول وتنتظر الهبات والصدقات طوال المسار والحياة .. وهو ذلك الفقر والفاقة التي لا يرضاها الناس للأعداء ناهيك عن الذات .. وقد صدق ( على ) كرم الله وجهه حين قال : ( لو كان الفقر رجلاُ لقتلته بيدي ! ) .. وتلك الصورة تلازم السودان منذ فجر الاستقلال .
وقف الشباب الثائر فوق التلال وناد في العالم قائلاُ : ( أنظروا إلينا فنحن ثوار السودان الأشاوس ) .. فأجاب العالم ساخراُ وضاحكاُ : ( تراجعوا قليلاُ إلى الوراء وأقفوا في نهاية الصفوف يا أهل السودان ! ) .. والعالم في حل من تلك المشاكل المعهودة في شعب يعشق الثورات !.. وقد ولت أزمان الأمجاد بالألسن والانتفاضات .. حيث ذلك العصر الذي يعبد ( الدولار ) ويقدس أهل الأموال والثروات .. وتلك الأمم قد اكتشفت أخيراُ تلك الألاعيب للشعب السوداني .. حيث التفاخر بالثراء والمعادن والذهب دون ذلك الذهب .. وحيث التفاخر بالزراعة وسلة غذاء العالم دون تلك الزراعة .. وحيث التفاخر بالثروة الحيوانية والشعب لا يعرف مذاق اللحم !.. وتلك مستودعات السودان تخلو من حبة القمح .. وهو ذلك الشعب الذي تفاخر يوماُ وقال : ( نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع !! ) .. فأين تلك المقولة يا أهل الكلام والثرثرة والنفاق ؟؟ .. ومازال خطيبكم يقف فوق المنصة ويقول : ( غداُ يا أبناء السودان سوف نكتفي من خيرات أرضنا وسوف نصدر الغذاء لباقي دول العالم !! ) .. فيقال له : لما لا تصمت وتترك تلك المنصة للأغنياء أهل الحق والقول ليقولوا ما يشاءوا ؟؟ .. وهم أحق الناس بالقول حيث يتكفلون بأقواتكم وغذاءكم طوال السنوات والسنوات !!.. وأين أنتم يا أهل السودان حين تتبجحون بسيرة الزراعة والزارعين ؟؟ .. وأنتم كالعادة تحرثون الأرض بالألسن والذقون .. وتبذرون الأرض بالألسن والذقون .. وتسقون الأرض بالألسن والذقون .. وفي نهاية المطاف تحصدون الهواء بالألسن والذقون !. فيا أمة ضحكت من جهلها الأمم .. وتلك الشعوب من حولكم في أرجاء العالم لا تأكل الثورات والانتفاضات قوتاُ وطعاماُ .. ولا تخوض في السياسة بقدر يجلب الغثاء .. بل تكدح وتعرق وتجتهد وتنتج حتى تأكل مما تزرع وتلبس مما تصنع .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست