هل يبـــــاع الســـودان فــــي المـــــزاد العلني ؟؟
قال ذلك الناقم المتذمر ( عرضت وطني في المزاد العلني فلم أجد من يشتري !! ) .. مقولة قد جرحت كبرياء العظماء أهل التاريخ والنضال والكفاح .. هؤلاء الأشاوس أبطال التحرير والاستقلال .. يتململون في مراقدهم غيظاُ وغضباُ حين يسمعون تلك الترهات !.. ويقولون في حسرة وأسف شديد : ( هل بلغت بكم الأحوال لتبيعوا أمجاد الأجداد ؟؟ ) .. كيف تقولون ذلك والسودان عزيز عزة السواد في العين وغالي غلاء الألماس في القيمة ؟؟.. ألا ترون حولكم أحوال من لا يملكون الأوطان ؟؟ .. أقوام نكرة مجهولة تفتقد الهوية والعنوان .. ولأنهم بدون تلك المزايا يقال عنهم ( البدون ) .. وكذا هنالك أقوام فوق وجه الأرض يقال عنهم ( الغجر ) أهل الترحال بين السهول والوديان .. فهؤلاء وهؤلاء يدركون بحق وحقيقة عزة الأوطان !.. ويتمايلون عجباُ وحيرةُ حين يشتكي أهل السودان !.. ونزعة الأوطان قيمة عالية لا يعرف مقدارها أهل الثرثرة باللسان .. وهي نزعة يقال عنها ( حب الأوطان ) تلك النزعة التي تراوغ عشقاُ في الوجدان .
منذ المئات والمئات من السنين والشعوب تتهافت لشراء السودان .. ثم تمتنع فجأة عن الشراء قائلةُ : ( آخ ) هنالك أمور ثلاثة خطيرة تمنع التلاعب بالنار .. الأمر الأول يتجسد في هؤلاء الأبطال أبناء السودان .. أمة تتصف بالشهامة والرجولة عند الشدائد والتجريح والاهانة .. وهؤلاء يقول عنهم التاريخ بأنهم أحرقوا ذاك الدخيل ( الباشا التركي ) في وليمة المك نمر عند ديار بني جعل .. وكذا يقول عنهم التاريخ بأنهم ذبحوا ( غردون باشا ) جهاراُ ونهاراُ في القصر بالخرطوم .. والأمر الثاني الذي يمنع شراء السودان هو ذلك الشعب السوداني الذي يعشق الثورات والانتفاضات والمواجهات بدرجة الجنون .. والأمر الثالث الذي يمنع شراء السودان .. هو تواجد ذلك النفر في متنه حيث ذلك النفر الذي يمثل قمة الخذلان .. فئات من البشر تدمن البكاء والنحيب كالمدمنين بالدخان !.. فهو كالكلب إن تحمل عليه يلهث وإن تتركه يلهث باللسان !. وتلك العلل الثلاثة تمنع المشترين من الإقدام ..
وقد يتواجد يوماُ من يرغب في شراء السودان .. ولكنه بالتأكيد سوف يشترط بضرورة إخلاء الأرض من السكان .. وحينها تكون الطامة الكبرى التي لا تكون في الحسبان !!. حيث لا مفر للشعب إلا ذلك البحث عن جديد المأوى والأوطان .. وعند ذلك لا يملك الشعب إلا أحد الخيارين .. فإما ذلك اللجوء لأهل ( العقال ) في بلاد الشرق على مضض .. وحينها قد يقبلون أو يرفضون تواجد أهل العمامة بينهم !.. وإما ذلك اللجوء لأهل القارة السوداء بالجوار.. وهؤلاء ليسوا بأفضل حالاُ منا حين تجري السيرة عن الأحوال .. وشعوب تلك القارة تتواجد دوماُ عند الأبواب في طريقها إلى سواحل البحر الأبيض المتوسط ثم القاع !. ويا عجباُ من تلك النهاية !
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة