وتم القضاء .. على إفسادهما وعلوهما أيضا قبل الإسلام على يد بختنصر وسواه .. وتم إرجاع الملك لهم على يد قورش الفارسي !!!
ويزعم بعض المتكلمين .. أن الإفساد الأول حصل وتم القضاء عليه قبل الإسلام .. وأننا الآن في مرحلة الإفساد الثاني .. وينتظرون القضاء عليه !
وهناك طائفة أخرى .. تزعم أن الإفساد الأول لبني إسرائيل كان في المدينة .. وتم القضاء عليه من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم .. وإخراجهم منها .. ثم بعد ذلك استلام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لمفاتيح القدس !!!
وأن الوقت الحالي .. هو الإفساد الثاني لهم في القدس !!!
والحقيقة الساطعة والمبهرة .. والتي لا شك فيها .. ولا مراء .. أن جميع المتكلمين .. مخطئون في اجتهاداتهم ..
وسنبين بالأدلة القاطعة .. والواضحة .. والثابتة .. على أننا نعيش الآن .. في مرحلة الإفساد الأول لبني إسرائيل ..
الدليل الأول :
اللام في الآية لتفسدن ولتعلن .. هي لام التوكيد .. ولام المستقبل ..
بمعنى أن هذا سيحصل .. بعد نزول القرآن يقينا .. وأكيدا .. وليس قبله ..
ولهذه اللام شواهد في القرأن .. تؤكد صحة هذا المعنى وتقويه ..
فكان فتح مكة .. ودخول المسجد الحرام .. بعد نزول هذه الآيات وليس قبلها ..
الدليل الثاني :
لم يكن لبني إسرائيل .. في يثرب قبل الهجرة وبعدها .. أي سلطان ولا علو .. ولا إفساد ولا هيمنة .. ولا سيطرة عليها .. فقد كانوا عبارة عن أحياء متناثرة حول المدينة .. ضمن العرب الذين كانوا هم يسيطرون عليها .. وليس اليهود ..
فقد كانت السيطرة لقبيلتي الأوس والخزرج .. وكان عبد الله بن سلول .. يتهيأ لوضع تاج الملك على رأسه قبل الهجرة النبوية بقليل ..
وقد أخرجهم الرسول صلى الله عليه وسلم من المدينة .. كل حي أو قبيلة على حدا .. بناء على نقضهم العهد .. وخيانتهم المواثيق المعقودة بينهم .. وبين المسلمين ..
فلا ينطبق عليهم وصف الإفساد الأول .. في المدينة إطلاقا ..
الدليل الثالث :
ثمة شرطان مهمان جدا .. كي تتم عملية القضاء على إفسادهم الأول :
الشرط الأول :
أن يقوم بهذا العمل .. عباد لله مؤمنون صالحون .. متقون حسب قوله تعالى :
فإذا نظرنا ودققنا في وضع اليهود الحالي .. نجد أن صفة كثرة الأموال متحققة ..
ولكن صفة كثرة الأولاد .. والبنين غير متوفرة .. فلا يزالوا شراذم قليلة .. مشتتين في بقاع الآرض ..
وكذلك صفة النفير غير متوفرة عندهم .. فأعدادهم قليلة ..
وما يفسره البعض .. بأنهم قادرون على الإستعانة بغيرهم .. وأن لديهم قوة إعلام كبيرة .. يستطيعون أن يستنفروا ما يشاؤون ..
فهذا كلام لا يتناسق .. ولا يتوافق مع سياق الآيات على الإطلاق ..
لأن القرأن يخصهم هم .. بأن يتصفوا بهذه الصفات .. ولم يقل تستطيعون .. أن تستجلبوا ما تريدون .. من جنود .. من أصدقائكم وأعوانكم ..
ولذلك لا ينطبق عليهم الآن .. صفة الإفساد الثاني .. لأنهم يفتقرون هذه الصفات الثلاثة معا ..
الدليل الخامس :
بعد القضاء على إفسادهم وعلوهم الأول .. وابتداء تمكنهم من العلو الثاني .. سيظهر بينهم مؤمنون بالله .. وموحدون وصالحون .. بدليل أن الله تعالى يخاطبهم .. بعد إرجاع العلو .. والتمكين لهم مرة ثانية فيقول لهم :
وهذا الخطاب الإلهي .. لا يكون إلا للمؤمنين الذين يتجاوبون مع الإحسان ..
أما الكافرون .. لا يفهمون هذه اللغة .. ولا يبالون بالإحسان .. الذي يطلبه منهم الله ..
لأنهم أصلا لا يؤمنون به ..
فإذا نظرنا إلى وضع اليهود الحالي .. لا نجد رجلا مؤمنا واحدا ..
مما يثبت بشكل قاطع .. أننا لا نزال في الإفساد الأول .. ولم يأت الإفساد الثاني بعد ..
وقد ينبري السفهاء من الناس .. والمتفيهقون والمتحذلقون .. والمرجفون .. والذين في قلوبهم مرض .. والذين تمتلئ نفوسهم بالحسد .. والضغينة على كل من يأتيهم بجديد .. يخالف معتقدات آبائهم وأجدادهم .. فيرفعون عقيرتهم قائلين :
يعني أنت الوحيد .. الذي اكتشفت هذا الاكتشاف المبهر.. وخالفت كل الناس ؟؟؟!!!
نقول لهؤلاء ذوي النفوس الصغيرة :
ذلك فضل الله .. يؤتيه من يشاء ..
وذلك علم الله .. يهبه لمن يشاء ..
دعكم من هذه السفاسف والتوافه ..
ودعكم من الحسد الذي يغيظكم .. ويقتلكم ..
واشتغلوا بما ينفعكم في الدنيا والآخرة ..
وانظروا إلى الأدلة القاطعة المبينة ..
ولكم أن تؤمنوا بها .. أو تكفروا بها ..
ولكم أن تنقضوها .. أو تدحضوها .. إن كنتم تعلمون ..
أما شخصنة الكاتب .. ونقد شخصه .. فذلك فعل الصغار .. والرعاع .. ودهماء الناس ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة