رغم بطش وعنف وقمعية أمن المؤتمر الوطني وكتائب القناصين والإرهابيين والشرطة السودانية وباقي مليشيات المؤتمر الوطني وعطشهم للقتل وسفكهم للدماء تستمر ثورة ديسمبر مطالبة بالخلاص والحرية والاستقلال من سيطرة الحزب الواحد ومن إستعباد النظام الكهنوتي العقائدي الديني والعنصري والمتطرف وشعارات الثورة المرفوعة التي تتحدي الرصاص والموت كثيرة وكان عقب انتهاء مباراة الهلال هناك تصميم واضح للوصول للقصر الجمهوري ولقد قامت القوات المسلحة بمستشفي السلاح الطبي بواجبها تماما من حماية ارواح الثوار من الارهاربيين والقناصين والموعد يوم الثلاثاء للوصول للقصر بتظاهرة كبيرة لتسليم البشير مذكرة يطالبونه فيها بالرحيل . وقد تعالت اصوات من داخل المؤتمر الوطني وهي تطالب البشير بالتنحي وانقاذ السودان وفق أستراتيجية واضحة وآخرون من داخل المؤتمر الوطني يرغبون في تنحي البشير لقيادة جديدة من حزبهم علي غرار إعادة تدوير النفايات ويحسبون ان الامور ستنفرج وان البشير هو جالب الشؤم والنحس لهم ناسين او متناسين انهم اخوان وتنظيم وان البشير واحد منهم ولو ذهب هو بشخصه وبقي النظام فسينطبق عليهم المثل السوداني (وكأنك يا أبو زيت ما غزيت) أما المتطرفون منهم والمنتفعون من ضعف شخصية البشير وشركائه وافراد عائلته في البزنس فينادون ببقاء البشير ولدورة رئاسية اخري بل ولمدي الحياة ! أعلم جيدا وكثيرون غيري لهم ذات القناعات ان الدولة الدينية لا تعترف بالاخر ولا تقبله فهم أشرار الناس والتخلص منهم ليس بالأمر السهل إلا ان يشمل الله الشعب برحمته ولطفه فانهم مستعدون لإبادة الشعب بأكمله وتمزيق البلد وتحطيمه في سبيل البقاء في السلطة وهكذا فان كل السيناريوهات محتملة واحدها ان يؤسس الشعب جيشا خاصا به اذا لم يفعل الجيش واجبه كما حدث في سورية وغيرها ورغم تسارع الاحداث كعادة البلاد التي تندلع فيها الثورات وكل شئ جائز وفي لحظة ما ممكن ان يتحول الموقف تحويلا مفاجئا وغير متوقعا وممكن ان ينقلب الي العكس تماما في غضون ساعات كما حدث في انقلاب هاشم العطا علي النميري واحداث قصر الضيافة والاعتقالات ومن ثم انقلاب النميري عليهم واعدامهم فورا فالايام حبلي بالمفاجات وفي ظل هذه الاحداث لا يمكننا ان نتفاءل كثيرا ولا ان نتشاءم ايضا فقط استمرار الثورة هو المطلوب والذي ياتي بالنتائج ولكن من اراد ان يقرأ الاحداث بواقعية فله ومن اراد التمني فليتمني كما شاء ومن يستطيع التكهن فليتكهن خيرا وانا شخصيا لست عرافا ولا كاهنا وما كنت بالغيب بضنين ولكن الحاسة السابعة عندي تقول ان البشير سيذبحه الثوار داخل سرايا غردون كما ذبح اجدادهم طاغية بريطانيا العظمي من الاذن للاذن ولم تفلح محاولات المملكة العظمي في انقاذ اللورد حيث ارسلوا اسطولا بحريا مدججا بالعتاد والعدة ولكنهم وصلوا بعد ان سبق السيف القلم وعادوا خائبين وذلك لان الله حينما يأخذ الظالمين فإن أخذه أليم شديد .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
جلال سعيد محمد درار
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست