:: الأربعاء الفائت، صدر البيان عن الأمم المتحدة بالنص : ( كل عشر دقائق، في مكان ما في العالم، تموت فتاة مراهقة نتيجة العنف ..وفي حالات الطوارئ الإنسانية، غالبًا ما يزيد العنف القائم على الجنس، حيث تتعرض الفتيات للعنف الجنسي والجسدي والإستغلال والإتجار بهن)..ثم تقول تقارير الأمم المتحدة للسكان : نظرا لصغر أعمارهن، تتعرض غالبية هؤلاء الفتيات للعنف الجسدي والجنسي، وتؤثر هذه الظواهر بشكل مباشر على صحة الفتيات، وتسبب لهن أزمات جسدية ونفسية ..!! :: ويوم أمس، أي بالتزامن مع تذكير الأمم المتحدة للشعوب والأنظمة بحماية المراهقات، كان الخبر بصحف الخرطوم: (هرب رجل أعمال معروف - ومتهم باستدراج الفتيات الصغيرات وهتك أعراضهن - بعد إطلاق سراحه بالضمان الشخصي، وأفادت المعلومات أن المتهم استغل فرصة إطلاق سراحه وهرب إلى خارج السودان، وكان من المقرر أن تشرع محكمة النظام العام في محاكمته أمس، إلا أن هروب المتهم أرجأ الجلسة)..وهناك تفاصيل - نقلتها صحف الأمس - في غاية القُبح ..!! :: ضحايا القضية - فتيات صغيرات - هن من أشار التقرير الأممي إلى موت إحداهن - كل عشر دقائق - من أثر التعرض للعنف والإستغلال..ومع ذلك، هرب المتهم مستغلاً إطلاق السراح بالضمان الشخصي، كما تقول أخبار الصحف نقلاً عن وقائع الجلسة القضائية الملغاة.. تأملوا الحدث.. متهم بهتك أعراض الفتيات الصغيرات وعرض الرشاوي لأفراد بالشرطة ، ومع ذلك يتم إطلاق سراحه بالضمان الشخصي.. بعد أن فشل الهروب من العدالة بالرشاوي، كان طبيعياً أن ينجح في الهروب من العدالة بالضمان الشخصي .. ونسأل أهل القانون : هل إطلاق سراح المتهم في مثل هذه القضايا، بالضمان الشخصي فقط، متاح للجميع..؟؟ :: والمهم، كتبت في ذات هروب، بالنص : (المؤسسات القضائية والنيابية والشرطية هي صمام الأمان لأي مجتمع ثم الحصن الآمن لأي مواطن، ولهذا يحرص الكل على نقائها و سلامتها، أي بحيث تبقى بعيدة عن التلوث)..وكان الهارب من العدالة يومئذ رجل أعمال أيضاً.. أشهر متهم في قضية غسيل اموال .. كان في انتظار جلسة النطق بالحكم ، ولكنه هرب وهو في حالة ( متهم منتظر ) .. هرب بطريقة تصلح توثيقها كفيلم كوميدي، وليس بوليسي .. هرب من عربة ترحيل السجناء أثناء تزودها بالوقود من إحدى المحطات الواقعة في زحام العاصمة .. !! :: تخيلوا..عربة ترحيل السجناء - من وإلى السجن - تقف وتتزود بالوقود من أية محطة في قارعة الطريق.. ولكن في الدول التي تتمتع عقول حماة القانون فيها بالحرص والنزاهة، لا تتحرك عربة السجناء في شوارع المدينة مثل ( عربة السواح)، بحيث تقف في أي مكان وتتزود بالوقود من أية محطة.. وماذا حدث بالوحدات المسؤولة عن ذاك الهروب ؟.. للأسف، لم يحدث أي شئ .. لا إقالة ولا إستقالة ولا محاسبة، إلى أن عاد المتهم الهارب وترشح لرئاسة أحد أندية القمة .. وعليه، يبدو أن هروب رجال الأعمال من العدالة يكاد ان يصبح (إستثماراً)، بحيث يعودوا من المنافي - بعد أشهر - أقوى (نفوذاً)..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة