أولاً/ نهنئ دولة جنوب السودان شعبا وحكومة على اتفاقية السلام التي تم التوقيع عليها مؤخرا في احدى عواصم الدول الأفريقية، مع تمنياتنا لهم ببناء دولة قوية مستقرة أساسها المساواة والعدل، عن طريق تعزيز دور كل من الديمقراطية والشفافيّة في بناء وتطور الدولة الوليدة وذلك بإشراك المواطنين بالحكم وضمان حقوقهم وواجباتهم. ثانياً/ في حوار صحيفة المجهر السياسي مؤخرا مع وزير خارجية جنوب السودان السيد مايكل مكوي، سألته الصحيف عن دور دولة جنوب السودان المرتقب في سلام السودان، وما إذا كان لدى قادة جنوب السودان اتصالات حالياً بالحركة الشعبية شمال، مجموعة “عقار” أو حركة “عبد العزيز الحلو”؟ فأجاب وزير الخارجية بالقول: عندما كنت في أديس أبابا قابلت “مالك عقار”، ومالك” أداني رسالة قال لي أمشي للرئيس “سلفاكير” وقول له: (نحن عايزين نجئ للسلام)، وهم كانوا ممنوعين من دخول الجنوب، فقال لي: كلم الرئيس “سلفاكير” نحن عايزين نجئ، وعندما كلمت الرئيس “سلفاكير” قال لي: أنا بكلم أولاً الأخ الرئيس “البشير”. وعند زيارة “سلفاكير” للخرطوم رفع الكلام” للبشير”، والبشير” أداهو الموافقة. والرئيس “سلفاكير” نادى “عبد العزيز الحلو” في جوبا، وقال له: نحن عايزين سلام، ونشوف الآلية البننفذ بيها السلام.. وفي يوم الأربعاء 31 أكتوبر 2018م قال مصدران للجماهير، أن رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال عبد العزيز الحلو، رفض ثلاث طلبات للقاء مالك عقار وياسر عرمان في عاصمة جنوب السودان جوبا. وأبلغ مصدر رئاسي في جنوب السودان “الجماهير” أن مساعي رئيس جنوب السودان سلفا كير لجمع الحلو وعقار وعرمان لبحث إمكانية توحيد الحركة الشعبية تواجه صعوبات حتى الآن. واضاف المصدر، مشترطا عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول للحديث لوسائل الإعلام "منذ الأسبوع الأول من أكتوبر وصل عقار وعرمان إلى جوبا قادمين من العاصمة اليوغندية كمبالا للقاء الحلو لكنه متمسك بالرفض". وتابع هناك مطالب سودانية ملحه حملها رئيس المخابرات صلاح قوش الى جوبا قبل أسابيع بجانب ضغوط غربية لتوحيد الحركة في اسرع وقت. وقال مصدر صحافي من جوبا، مفضلا حجب اسمه، إن وفد الحركة الشعبية بقيادة عقار يقيم في فندق قرب مطار العاصمة جوبا وسط إجراءات أمنية مشددة. وذكر “ألقيت التحية على عرمان في الفندق قبل أيام، لكن الإجراءات الأمنية هناك غير مسبوقة وغاية في التعقيدات امن الفندق لم يسمح لي بالتقاط الصور". الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال بقيادتها وهياكلها التنظيمية الجديدة تقدر وتثمن اهتمام فخامة الرفيق/سلفاكير ميارديت بالحركة شمال، لكن ما لا يمكن تقديره هو تلك الأخبار التي تزعم بأن الرفيق سلفاكير يتعرض لضغوط شديدة من نظام الإبادة الجماعية ذات التوجه الإسلام عروبي، ليمارس نفوذه لتوحيد الحركة الشعبية في أسرع وقت -الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال بقيادة الفريق/عبد العزيز آدم الحلو، والحركة الأسافيرية برئاسة مالك عرمان. ولأن هناك مغالطات وتضليل متعمد حول موضوع انشقاق الحركة الشعبية من عدمه، عليه يجب توضيح الحقائق التالية: 1/ الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال موحدة وقوية اليوم أكثر من أي وقت مضى. 2/ مالك عقار وعرمان تم اقالتهما فقط من قيادة الحركة -أي انهما ما زالا عضوان فيها. 3/ الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال اقامت مؤتمرها الإستثنائي في شهر أكتوبر 2017م وتم انتخاب قيادة وهياكل تنظيمية جديدة. 4/ مالك عقار وياسر عرمان رفضا قرارات مجلس التحرير، وقاما بتكوين تنظيم إسفيري وهمي بهما -أي انهما اختارا بإرادتهما الحرة الخروج من صفوف الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال. 5/ رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال الفريق عبد العزيز آدم الحلو لا يقرر أمور الحركة لوحده إنما بالتوافق مع الهياكل التنظيمية المكونة، وطلب عرمان وعقار مقابلته في جوبا لا يُسمن ولا يغني من جوع. 6/ إذا أراد عرمان وعقار العودة إلى صفوف الحركة الشعبية، فالطريق مفتوح شريطة أن يعتذرا صراحة لمجلس تحرير المنطقتين على استخفافهما بقرارتهما. 7/ مطلب حق تقرير المصير للمنطقتين الذي أزعج عرمان وعقار، يظل مطلبا أساسيا للحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال، فلماذا إذن يريد الرجلين العودة إلى صفوفها؟ ومن خلال هذا التوضيح، نستطيع القول أن الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال لا تمر بأزمة داخلية كما يدعي أصحاب الغرض الذين يقيسون مدي انتماؤهم ووفاؤهم للتنظيم بمقدار ما يحصلون عليه من موازنات ومراتب وامتيازات شخصية، بل المشكل في عرمان وعقار اللذان يعتقدان أن قيادة الحركة الشعبية لهما ودونهما ليس هناك تنظيم بهذا الإسم. الحركة الشعبية لتحرير السودان، حركة تحريرية، لم تختار الحلول السهلة المائعة التي لا لون لها، ولم تلهث وراء المظاهر الخداعة والإثراء المذموم، بل اختارت النضال المسلح طريقا لها. والنضال عند الرفاق حملة السلاح غاية منبعها الوعي والأخلاق والحس الجماهيري، وحضور وتجذر وانتماء، ووعد ووفاء بالعهد. ولن يقبلوا أبداً أن يدخلوا في تسويات سياسية تُبقي على احتمالات تجدد الصراعات والحروب مفتوحة متى ما توفرت الظروف الملائمة لها. ولن يقبلوا في صفوفهم بمن يعتقد أن النضال مجرد كلمات تتردد في جلسة هادئة علي رائحة القهوة وفي البارات والملاهي الليلية، بل مجرد تأريخ وماضي يُحكى. الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال، ولدت لتبقى بشعارها ومشروعها وبمفهومها للسودان الجديد..... هذا الشعار كان صحيحا في الماضي، وهو كذلك اليوم، وسيبقى كذلك غداً وبعد غد لطالما هناك مناضلين حقيقيين لا يستقيلون ولا يتركون الميدان، يناضلون بكافة السبل وفي كل وقت، لا يركنون ولا يحتاجون إلي إجازات ولا إلي استراحة، ولا يتقاعدون. ولطالما كانت الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال، تبحث عن سلام دائم وعادل وشامل، فهي تنتظر من المجتمع الدولي والإتحاد الأفريقي ودول الإيقاد والرفيق سلفاكير ميارديت، ممارسة اقصى الضغوط على الخرطوم لوقف حربها الملعونة على شعبي جبال النوبة والنيل الأزرق وفتح الممرات الآمنة لتوصيل المساعدات الإنسانية للمحاصرين والمتضررين في المنطقتين. أما عرمان وعقار وجلاب فهم من أصحاب النفوس التواقة إلى الحلول السهلة المائعة التي لا لون لها، لاهثين وراء الإثراء المذموم ولا تعنيهم مصلحة الشعبين إلا بقدر ما تقربهم من السلطة، أو تحفظ لهم مظاهرهم الخداعة.. تقصر عزائمهم عند الشدائد، فيظهر تقزمهم في المواقف، وتبدو ضحالتهم حين تشتعل المعارك الكبرى. فالحركة الشعبية غير معنية بهم، عادوا إلى الخرطوم، أم مكثوا في جوبا وفي الفندق الذي يقيمون فيه للأبد. أما قادة دولة جنوب السودان الذين يروجون لوجهة نظر مالك عرمان أن يخجلوا من أنفسهم، وأن لا يشغلوا الناس بفرية وجود انشقاق في الحركة الشعبية -شمال، وبدلاً، عليهم التركيز على إجراء مصالحات قبائلية وشعبية في الدولة الوليدة وتثبيت الاتفاقية الموقع عليها مؤخرا، فالحركة الشعبية شمال تعرف لماذا تحارب وماذا تريد فلا تحتاج لنصائح أحد.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبدالغني بريش فيوف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست