مجلس الجنرال عبد الفتاح البرهان الذي نصب نفسه حاكما على السودان دون إذن من الثوار يوم 11/4/2019، مليء بالإسلاميين وبأعوان المخلوع عمر البشير، وكان هذا هو سبب المطالبة الشعبية الملحة بضرورة تطهيره وكنسه من هؤلاء السدنة الفسقة. وفي وقت متأخر من مساء يوم الأربعاء 24/4/2019، أعلن المجلس العسكري الانتقالي في السودان استقالة ثلاثة من أعضائه، استجابة لضغط المعتصمين الذين يتهمون الثلاثة بأنهم من رموز نظام الرئيس المخلوع عمر البشير. والثلاثة المستقيلون هم رئيس اللجنة السياسية في المجلس عمر زين العابدين، والفريق أول جلال الدين الشيخ، والفريق أول شرطة بابكر الطيب. وكانت قوى الحرية والتغيير أعلنت أن المجلس العسكري وافق على إقالة ثلاثة من أعضائه يعتبرهم الحراك الشعبي من رموز النظام السابق. الخطوة التي أقدم عليها مجلس عبدالفتاح البرهان بإقالة ثلاثة من رموز النظام السابق رغم انها أتت بضغوطات شعبية رهيبة، إلآ أنها خطوة إيجابية تشير نحو التغيير الشامل الذي تطالب به الثورة الشعبية الديسمبرية. الخطوة القادمة إذا أراد مجلس عبد الفتاح البرهان نيل شرعية وثقة الشارع، هي أن ينظف مجلسه تنظيفا جماعيا -أي تنظيفه من كل العناصر الإسلامية الكيزانية ومن فلول النظام السابق بشكل جماعي، لأن إبقاء على أي منهم في المجلس سيعيق التغيير الذي يطالب به الثوار الذين قدموا أرواحهم رخيصة. المجلس العسكري الحالي بالرغم من استقالة ثلاث من الضلالين الكيزان منه، إلآ انه يظل ذات المجلس الذي كونه المخلوع عوض ابن عوف، وما زال فيه كيزان مندسين وأعوان للنظام السابق، الأمر الذي يتطلب من الجنرال عبد الفتاح البرهان أن يتخذ خطوات ملموسة وكبيرة لهيكلة هذا المجلس وجعله خاليا من أي إسلامي وحتى من من يتعاطفون معهم. الجنرال البرهاني له تفويضا شعبيا ثوريا يعطيه حق تنظيف مجلسه من الذين يعتقدون أن الدين الإسلامي -دين ودولة، وينادون بإقامة حكومة ملتحية، لأن الشارع كان واضحا في مطالبه، والسودان بعد ثورة ديسمبر لن تكون دولة اسلامية نظاما وحكومة وبرلمانا ودستورا وقانونا. يجب على الإسلاميين وأئمة المساجد وأصحاب الفتاوى الجهادية والتكفيرية، أن يتركوا أوساخ السياسة لأهلها ويتفرغوا لنقاء الدين كما أراده الله سبحانه وتعالى، أو أن يقبلوا بنظام ديمقراطي حر عبر فصل الدين عن الدولة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة