▪انسان كردفان عموما هو كائن لصيق بالأرض ، الأرض هي محور حياته ، ولذلك فخروجه منها بحثا عن العز في مكان آخر امر نادر. ولا يحدث الا لمن لا أرض له. والأراضي الزراعية على وجه الخصوص لم تخضع لتقنين شامل من قبل الحكومة بحيث تفض كافة النزاعات الناتجة عن التوطن المستمر للمزارعين. آلاف الفدادين الزراعية التي يملكها جدنا تعرضت لاستيطان قبائل عدة ، زرعوا فيها ما شاء لهم من زرع وحصدوا وباعوا حين اهتزت الارض وربت وازينت للمبصرين بلباس الخضرة لتنتج من خيرات الأرض ما قدر الله لها فيه. ولذلك فإن وضع هذه القبائل في الاعتبار كان هاجسا لنا كورثة ، وأخرنا كثيرا عن الاقدام على خطوات قانونية بشأن افرازها. لكن هذا لا يحدث دائما ، خاصة عندما يتعلق الامر بمسائل حياة أو موت ، حتى بين أقرباء الدم. فقبل اسبوع تقريبا وقع حادث بين الجوامعة مع بعضهم البعض وهم أبناء عمومة في منطقة أم دم بمحلية أم دم شمال كردفان. ونتج عن الصدام بين أبناء العمومة جرحى تم نقلهم الى المشفى. وهذا سلوك مستهجن جدا ، وذلك من عدة جوانب: أولا: لا يجوز ان يتم اهدار روابط الدم بسبب أرض مهما كان السبب. ثانيا: كان على المتنازعين اللجوء الى الرجل الحكيم عمدة قبيلة الجوامعة السيد محمد عبد الله محمد آدم قبل اقتراف هذا السلوك المشين. فهذه المنازعات يتم حلها بالتوفيق بين الاطراف وكما قال تعالى (ولا تنسوا الفضل بينكم). ثالثا: كان يجب احترام حكم القضاء الصادر في هذا الأمر ، فالقضاء لا يقضي الا بعد ان يتثبت من ادعاءات كل طرف ، ويمحصها ثم يعطي كل ذي حق حقه. ومن لا يقبل الحكم فأمامه حق الطعن فيه امام الدرجات الأعلى ؛ فإن ثبت الحكم في كل الدرجات أكد ذلك صحته وحاز على الحجية أمام الكافة. وعدم احترام احكام القضاء هو ميل وهوى الى استخدام وسائل العنف وهذا لا يتفق وتحضر انسان كردفان الذي ساهم هو نفسه عبر مثقفيه في ارساء دعائم السلطة القضائية. فرفض الحكم القضائي رجعية وتقهقر ورفض للعدالة عن تعنت وكبرياء. وفوق كل ما سبق ؛ فإن منازعات الأراضي يجب حلها بالتراضي وعدم اللجوء للقضاء الا بعد تعثر الامر وديا وأهليا عبر اللجان الاهلية، وان كان الطرفان يريدا اصلاحا وفقهما الله لذلك ، وإن تعنتا فليس ذلك الا لما خفي في القلوب ، ومن تبع فساد القلب ، أركسه الله في الجهالة ، ولم ينبه الا ما ناب الطرفين من اصابات وجراح بلا مبرر ، فهل الضرب بالسواطير والعصي سيعيد حقا؟ بالتأكيد لا. هناك قضايا ونزاعات كثيرة تتعلق بالأرض في شمال كردفان ، سواء بين الحكومة والمواطنين او بين المواطنين وبعضهم البعض ، ولقد اهتم السيد أحمد هارون والي الولاية بحلحلة هذه النزاعات بروح طيبة تحسب له رغم اختلافي معه سياسيا ، ولذلك فاللجوء اليه أمر جيد في هذه المنازعات. لقد شهدت أم روابة أيضا اشكاليات من هذا النوع تم حلحلتها بفضل قرارات الوالي أيضا ، وبمجهود ابن شمال كردفان البار الأستاذ علم الهدى أحمد عثمان الذي بذلك مجهودا كبيرا يحسب في ميزان حسناته. أخيرا فالدعوة لجميع ابناء شمال كردفان للاصطفاف على قلب رجل واحد ، واللجوء لحكمة العقل ، فالمؤمن كيس فطن. ومن اوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا. واجتنبوا قول السوء وتعانوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان ، حتى يصلح الله من امركم.. وتظل كردفان معطاءة بخيراتها وبسخاء ابنائها. واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أمل الكردفاني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست