مياه النيل هبه من الله سبحانه وتعالى ، ليس لدولة الحق فى إحتكارها أو السيطرة عليها لكن يحق لدولة المنبع أخذ كفايتها من تلك المياة حسب سالعرف ومن ثم دول العبور والمصب . الحقوق المكتسبة للسودان من مياة النيل 4 مليار متر مكعب ولمصر 48 مليار متر مكعب لكن منذ إستقلال السودان ظلت المباحثات بينه وبين مصر بخصوص حصة المياة حيث تم الإتفاق فى نوفمبر 1959م على أن يمنح السودان من مياة التى تصل الى بحيرة السد العالى 14.5 مليار متر مكعب ومصر 7.5 مليار متر مكعب وذلك حسب المعطيات السياسية والإقتصادية والسكانية 0 بعد هذه الإتفاقية أصبح نصيب السودان يعادل نسبة 25% من المياة التى تعبر أراضيه (18.5 مليار مترمكعب ) سوى من النيل الأبيض والآزرق وروافدهم ونصيب مصر 75% (55.5 مليار متر مكعب ) من تلك المياة0 السودان غير راضى بهذه الإتفاقية وخاصة بعد قيام مشاريع زراعية جديدة وزيادة السكان والثروة الحيوانية وزيادة الطلب على المياة وطالب كثيرا بتجديد الإتفاقية التى تحكمت فى أستمرارها الظروف السياسية التى مر بها السودان لانه ليس من العدل أن يكون نصيب السودان أقل من الربع ويقطع النيل عبر أراضيه أكثر من 1800كليومتر . الآن وبعد إنفصال الجنوب و التوسع الزراعى وزيادة السكان والثروة الحيوانية والجفاف الذى يضرب المنطقة وإنشاء سد النهضة الأثيوبى سعت دول المنبع والعبور والمصب الى تجديد الإتفاقية فيما بينها و يحتاج السودان الى تجديد الإتفاقية بينه وبين مصر التى إستغلت فائض حصة السودان طوال 58 عاما الماضية . فى ظل المتغيرات الدولية والعدائيات التى تواجه الحكومة السودانية وخاصة من دول الجوار بدعم من بعض الدول الكبرى وبعد إنفصال الجنوب حان الوقت للسودان أن يطلب عبر المنظمات الدولية ودول حوض النيل والمنظمات الإفريقية والعربية بالضغط على مصر بإعادة تقسيم المياة والمطالبة بتعويض عن كمية المياة التى كانت تستغلها مصر والتى قدرتها بعض المصادر بأقل كمية 1.5 مليار متر مكعب سنويا تقريبا أى بمعدل 88 مليار متر مكعب منذ عام 1959م وحتى عام 2017م بجانب المطالبة بتعويض سكان حلفا القديمة والتى إلتزمت به مصر فى تلك الإتفاقية مبلغ 15 مليون جنية فى تلك الفترة بتقييم اليوم . السودان قدم الكثير الى مصر الجارة لكنها إعادة للسودان ذلك بالجحود والنكران والمكر حيث كانت تقف ضد السودان فى المحافل الدولية وكانت تدعم الحركات المسلحة وتقوم بإمدادها بالسلاح وتعالج جرحاها وتصدر لنا خضروات والفواكة الملوثة وبعض البضائع التى لا تطابق المواصفات وقامت بإحتلال حلايب وشلاتين وقد خسر السودان من مصر الكثير وخاصة فى العلاقات العربية والدولية والقرارات الجائرة التى مازال يعانى من تأثيرها الشعب ومازالت تعتبر السودان تحت وصايتها ويجب عليه طاعتها وتنفيذ تعليماتها . المرحلة القادمة هى مرحلة حرب المياة و المصالح المشتركة والتعامل بالمثل ويجب على القائمين على رأس حكومتنا أن يتعاملوا بالمثل وأن تراجع وتجدد إتفاقيات المياة والحدود والتجارة والحريات حيث أن السودان يحتاج الى 30 مليار متر مكعب من المياة أى نسبة 40% من المياة التى تعبر أراضيه وخاصة فى الفترة القادمة . وليعلم الجميع مهما كانت مخاطر سد النهضة هى أفضل بكثير من مخاطر سياسات مصر إتجاه السودان إلأ إذا الشعب المصري قيم مصالحه وأمنه وإستقراره وإحترم جيرانه بعيدا عن تعامل دولته .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر الشريف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست