تناولنا فى الحلقات الثلاثة الماضية بعضا من الموارد التى طالها الاستغلال الجائر و ليس الاستثمار العادل.و فى هذه الحلقة سنركز على بعض الاثار السالبة الرئيسية لتلك السياسات و التى طالت الجميع بما فيهم بعض المستثمرين الذين لم يهربوا مواردهم للخارج فى شكل تحويلات دولارية او ذهب او لم يجمدوا تلك الموارد فى عقارات. موارد العباد و البلاد فى السودان عديدة متنوعة و قيمة و هنالك فيها ما هو اقيم و اهم من البترول و الذهب و ادل فى الصناعات الاستراتيجية المتطورة مثل التيتانيوم و فصيلته.و تقوم وكالة السودان للانباء باعداد موسوعة شاملة و اسهمت معهم فيها بجزء عن الموارد المتاحة و الممكنة و المستغلة و غيرها.معلوم ان العلم و المعرفة يطوران القيم الممكنة فى كل الموارد المتاحة و الممكنة و المستغلة فى الزراعة و الصناعة و الخدمات.و قيم كل ذلك يتم تبادالها بالنقود ايا كانت ووررقية او نحاسية او بطاقات ائتمان او دفع و خصم فورى
Credit Or Debit Cards
سواء اكانت العملة المستدمة الجنيه او القرش او الريال او التعريفة او المليم.و لكن بالنسبة للمواطن فهو يقدر دائما قيمة نقوده ايا كانت بما تشتريه من سلع و خدمات و تقدير اصوله و خصومه و مدخراته.فهو لا يهمه الرقم فقط بالملاليم او الملايين باللالاف او البلاليين من نصيب الفرد من الناتج المحلى الاجمالى
Per Capita GNP
انما يهمه القيمة الشرائية للنقود
Purchasing Power Parity(PPP)
هذا ما يهم المواطن حقا و ما يجب ان يركز المسؤولون اهتمامه عليه حتى نصوب السياسات و الهمم و الادارة الراشدة فى الاتجاه الذى يجلب النتائج المرجوة و المرغوبة و المطلوبة للوطن و المواطنين.
لناخذ امثلة حقيقية واقعية .فقد كانت تذكرة طيبة الذكر الخطوط الجوية السودانية..و لا اشك لحظة فى اهميتها للدولة و امكانات عودتها بافضل مما كانت عليه حينما كانت تمتلك اربعة عشرة طائرة.لقد كانت التذكرة الخرطوم ود مدنى ذهابا و عودة خمسة جنيهات و اربعين قرشا.و كان رطل السكر بمسة قروش فى خمسينات و ستس=ينات القرن العشرين.و اكرمنا الله انا و المرحومة زوجتى امنة عبدالرحمن حسن باداء فريضة الحج اول مرة فى نوفمبر 1978 و كان التذكرة ذاهبا و ايابا ثلاثة و ثمانون جنيهاو كان الجنيه يساوى اثني عشرة ريال و نصف الريال من العملة السعودية.و كان راتبى و انا مساعد تدريس بكلية الاقتصاد بجامعة الخرطوم حوالي الستون جنيها و كان ذلك يجلب اثني عشرة الف كوبا من الشاي السادة حينا و ستة الاف من اكواب الشاي بالحليب.و كنا نشترى قماش الجلابية البوبلين ثلاثة تفاحات من سوق المحيريبا من دكان عمنا المرحوم عبدالرحمن بن عوف ..و هو من اهل الكاملين بخمسة و اربعين قرشا و يقوم بتفصيله مبارك و د الصاحبالترزى بسوق المحيريبا و لا زال متعه الله بالصحة و العافية بعشرة الى خمسة عشر قرشا حسب الطل اذا كانت الجلابية بعمود ام لا.و عند ما ذهبنا فى البعثة الدراسية الى جامعة جنوب كاليفورنيا بلوس انجلوس فى الولايات المتحدة كان يتم تحويل مائة و خمسين دولارا من راتبنا و يبقى الباقى فى حسابنا ببنك الخرطوم..باركليز السوق الافرنجى سابقا .و كان الجنيه يساوى ثلاثة دولارات و ثلث تقريبا و الجنيه الاسترلينى من نفس البنك بثلاثة و ستين قرشا.الان الراتب الشامل للسيد رئيس الجمهورية و هو اثني عشر الف و ثلاثمائة اربعة و عشرون جنيها كما علمت من مولانا السيد محمد الحسن الميرغنى مساعده الاول .اي انه فى بوفيه كلية الاداب بجامعة الخرطوم يشترى له الفي كباية شاي سادة اما بالحليب فحدث و لا حرج و على ذلك قس.فى العام 2008 كانت القيمة التبادالية بين الجنيه و الدولار حوالي اثنين جنيه و ربع الجنيه للدولار فكم فقد الجنيه من قوته الشرائية الان.و كنت وكيلا لوزارة الطيران حتى احالتى للمعاش بالغاء الوظيفة فى 13/8/2006 الف و ثلاثمائة واحد و اربعون جنيها...اي حوالي ستمائة دولار حينها ..و اصدرت رئاسة الجمهورية بتحديد معاش و بعض الامتيازات الموحدة للوكلاء و التى لم اتمتع بها من حينه حتى الان بالرغم من المخاطبات لكل الجهات المعنية...و هي ثلاثة الف جنيه فكم فقدت من قيمتها من 2006 حتى 2019 بحيث يتراوح الان الدولار من سبعة و اربعين جنيها سعر الالية و حتى السبعين او ما دونه حسب السوق و لو اخذنا سعر الالية فقيمته كانت الف و خمسمائة دولار و الان ستون دولارا امريكيا.الجميع الان يحسب ما عنده و ما يملكه و ما يتقاضاه و ما يربحه و ما يخسره بالدولار و حتى بائعات الشاي و بائعى التسالى يحسب على ذلك.معنى هذا اننا علينا جميعا ان نتخذ من السياسات و الاجراءات الحازمة و الصارمة ما يعيد للعملة الوطنية قوتها الشرائية العادلة و المنصفة لها و الممكنة و المتاحة بحساب الموارد المتاحة و المهدرة او غير المستغلة او تلك التى فى ادنى درجات الاستغلال.
و ههذا ما سنعرض له باذن فى الحلقة الاتية و باقتراحات واضحة و عملية و ممكنة ولكنها تجد مقاومة من المجموعات المنتفعة او غير المدركة او التى ليست لديها الارادة او القدرة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
د.عثمان البدرى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست