في شهر رمضان في العام 1998 كنت معزوم فطور في الجريف غرب..
بعد الفطور خرجت انتظر المواصلات العامة علي جانب الطريق.. توقفت عربة باترول وناداني من عليها "اركب يا ضابط" ..
فتحت الباب فوجدت سائق العربة النقيب فني طارق عبد الكريم الدفعة 16 فنيين يتبع للخدمات الإجتماعية يرتدي رتبة العميد.. فسألني ماشي وين قلت له ماشي الحلفايا.. وهو الآن لواء ..في الاصل كنا نتبع كلانا الي الفرقة الرابعة مشاه الدمازين.. انا احلت علي المعاش وهو نقل الي الخرطوم..
بدهشة سألته لابس عميد عديل كدا يا طارق.. قال لي انا اصلاً الليلة سادي ضابط عظيم في المنطقة المركزية..
قلت له البلد ما فيها ضباط يسدو فيها خدمة ضابط عظيم.. قال لي هي هاملة بسد فيها اي ضابط..
(فالمنطقة المركزية هي منطقة القيادة العامة والخدمات والإرتكازات في المناطق الحيوية في الخرطوم)..
المهم الراجل مشكور اوصلني الي وجهتي وعرض علي ان أحضر له جوازي في اليوم الثاني في القيادة ليمنحني عمرة.. فشكرته ضاحكاً لانه يعلم عدم مقدرتي من دخول القيادة..
في تلك الايام كنت لا استطيع دخول القيادة لانهم سحبوا مني البطاقة العسكرية قبل ان اكمل إجراءآت المعاش بأمر مباشر من ابراهيم شمس الدين بصورة فيها إهانة وذلة مخالفة للاعراف والقوانين وتلك قصة اخرى..
الضباط الفنيين هم في الاصل إسلاميين مدنيين جاءوا بهم من مؤسسات مدنية ويتم تدريبهم لمدة ستة اشهر في الكلية الحربية ويتم تخريجهم برتب مختلفة حسب تاريخ جلوسهم للشهادة السودانية وما يعادلها في الجيش من رتبة..
فيهم من تخرج برتبة العميد
فضمن ضباط هذه الدفعة عثمان الاغبش والصوارمي خالد سعد وعبد الإله وقتها كان مدير بنك ام درمان الوطني.. والآن جميعهم يسيطرون علي مفاصل الجيش..
اريد ان اوضح كيف تدار الوحدات وبالذات وحدات العاصمة الخرطوم..
هؤلاء القوم لا يعرفون المهنية ولا القوانين لذلك اصبحت القوات المسلحة عبارة عن دمية في ايديهم..
ما ترونهم من قادة هم لا يمثلون القوات المسلحة.. هؤلاء الكيزان لا يدينون بالولاء للجيش.. فولائهم لتنظيم الكهنة تجار الدين الإجرامي..
القوات المسلحة مختطفة تحتاج للتحرير مثلها مثل كل قطاعات الدولة السودانية ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
خليل محمد سليمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست