من خرّب إقتصاد السودان ؟ بقلم اسماعيل عبد الله

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 11:57 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-04-2018, 05:39 PM

اسماعيل عبد الله
<aاسماعيل عبد الله
تاريخ التسجيل: 10-25-2013
مجموع المشاركات: 704

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من خرّب إقتصاد السودان ؟ بقلم اسماعيل عبد الله

    04:39 PM February, 04 2018

    سودانيز اون لاين
    اسماعيل عبد الله-
    مكتبتى
    رابط مختصر


    إن الخراب الذي حل بالاقتصاد السوداني تتحمل تبعاته جميع الحكومات التي اعقبت خروج المستعمر من البلاد , ونصيب حكومة الجبهة الاسلامية من هذا الخراب هو نصيب الاسد , يتضح ذلك من خلال مقارنة سعر الجنيه السوداني مقابل الدولار الامريكي في شهر يوليو من العام 1989 , مع قيمته هذه الايام القليلة من شهر فبراير من هذا العام 2018 ميلادي , فالراصد و المتتبع لمؤشر ارتفاع ونزول سعر الجنيه السوداني يلاحظ التسارع الكبير في انهياره في حقبة هذه المنظومة الانقاذية , وخاصة بعد انقسام وانشطار القطر الى دولتين , وذهاب اكثر من سبعين بالمئة من ايرادات النفط الى دولة جنوب السودان , فالقائمين على امر ادارة البلاد من رموز الجماعة الاخوانية , ارتكبوا خطئاً فادحاً بمجرد تسلمهم السلطة , بعد نجاح انقلابهم العسكري المشئوم , وذلك باعلانهم الجهاد وحربهم المقدسة على امريكيا وروسيا , في آن واحد , في سلوك يفتقر الى ابسط ابجديات العمل السياسي و الدبلوماسي , ليس ذلك وحسب , بل شن نظام الاخوان المسلمين حملة اعلامية شعواء على جيرانه لا مبرر لها , في حديث صباحي كانت تبثه الاذاعة السودانية , اشتهر بتقديمه احد ضباط الجيش من الاسلاميين , يدعى يونس محمود او كما يحلو للمعارضين لنظام الانقاذ ان يطلقوا عليه اسم (ديك الصباح) , فتلك كانت حماسة طائشة لم تستند الى عقل ولا منطق , خسرت البلاد بسببها اقوى العلاقات التجارية في محيطها الاقليمي , وبطبيعة الحال ان خسران العلاقات الدبلومساية يعقبه فقدان وضياع للمنفعة الاقتصادية , فوضعت جماعة الهوس الديني البلاد في مواجهة عدائية مع المجتمع الدولي , وصل هذا العداء الى اقصى مراحله , بقيام هذه الجماعة بمحاولة فاشلة استهدفت فيها إغتيال رئيس دولة جارة , فبعدها ولأول مرة في تاريخ الدولة السودانية الحديثة , يلطخ اسم السودان ويوسم بالارهاب و يضمن في قوائم الدول الاكثر شراً وسوءاً , هذا اضافة الى استباحة البلاد من قبل كل رموز التطرف الديني الاسلامي في العالم , بفتح اخوان السودان لبوابة البلاد على مصراعيها , لكل من هب ودب من الموتورين و معتنقي المذاهب الدينية المتطرفة والمتشددة والمثيرة للكراهية بين سكان كوكب الارض.
    هذه الفوضى المهووسة التي غرست مخالبها عميقاً في ارض ومجتمع السودان , حرمت البلاد من الانسياب الطبيعي لحركة التجارة الخارجية , فتعطلت المصانع والسكك الحديدية , وانهارت شركة الطيران الوطنية الشهيرة الخطوط الجوية السودانية , بسبب الحظر الاقتصادي الدولي الذي فرض على البلاد , نتيجة لجهالة هذه الجماعة المهووسة دينياً , فاخفقت هذه المؤسسات الوطنية العملاقة في ان تواصل عطائها , وذلك لعدم توفر قطع الغيار لآلياتها امريكية الصنع , وانه كان من السذاجة بمكان ان اعلنت جماعة الاخوان المسلمين في السودان الحرب على امريكا , في ذات الوقت الذي كانت تستخدم فيه طائرات وقطارات مطبوع عليها عبارة صنع بالولايات المتحدة الامريكية , لقد بدأت هذه العملية التخريبية للاقتصاد الوطني , من خلال تلك الاطروحة الخيالية المسماة بالمشروع الحضاري , ذلكم المشروع الهلامي الذي فشل في استثمار ارضنا الزراعية البكر , فلم ينتج لنا قمحاً من مزارعنا ولم يصنع لنا كساءاً من مصانعنا , وهنا يتسائل الناس اين ذهبت اجندة مؤتمر القطاع الاقتصادي الاول ؟ , الذي عقدت جلساته في قاعة الصداقة في العالم 1990 ؟ , واين تلك الخطط الخمسية و العشرية للتنمية الاقتصادية التي طرحت في ذلك الزمان ؟.
    بعد استخراج البترول السوداني , تحولت جماعة الاخوان المسلمين الى طبقة طفيلية من المنتفعين من مبيعات هذا الذهب الاسود , ولم تكن اجندة النهضة الاقتصادية الشاملة للبلاد من اولوياتهم , فاستحوذوا على هذه الثروات و اودعوها في حساباتهم بالبنوك الاجنبية و اخفوا ارقامها الحقيقية , فلم تعد تطرح في برلمانهم السكوتي الباصم بالعشرة , ولم تدخل في اي دعم لاي مشروع تنموي , فالفضيحة الكبرى تبينت اخيراً في ان المشروعات التنموية القليلة التي تم انجازها في عهد هذه العصبة الباطشة , قد نفذت بمساعدات و قروض صينية وهندية بالاضافة الى جهات اخرى , بمعنى ان جشع هذه المنظومة جعلها تزيد وتراكم حجم الدين الخارجي بهذه القروض , في الوقت الذي كان فيه انبوب البترول يضخ آلآف البراميل يومياً على ظهور حاملات النفط الرابضة بميناء بشاير و المتوجهة صوب اسواق شرق اسيا , فهذه الجماعة الضالة قد استباحت مقدرات البلاد الاقتصادية , و اكتنزت مواردها في حسابات فردية غير خاضعة لاجراءات الاجهزة المحاسبية و الرقابية , هذا كله تم تحت راية المتاجرة الرخيصة باسم الدين , فجريمة تخريب الاقتصاد السوداني ونهب ثرواته , تتحملها هذه العصبة المتحالفة مع بعضها لتحقيق هدف واحد , هو استنزاف الموارد المالية للبلاد الى اقصى درجات الاستنزاف , ومن ابشع واخطر الممارسات التخريبية لاقتصاديات البلاد , هو ما قامت به منظومة الهوس الديني من تأسيس وبناء لامبراطورية كبرى للفساد , التي يمثل رموزها وركائزها الاساسية عدد من رجال ونساء النظام المتنفذين و المتنفذات , تلك الامبراطورية التي فتكت بقطاع الاراضي في مدن السودان المختلفة , فحولت مؤسسات الدولة السيادية من شاكلة مصلحة الاراضي الى مكان لتجمع السماسرة , و سوق لعقد الصفقات المشبوهة لتزوير وبيع و شراء الاراضي , فتحول موظف الدولة في ظل هذا الحكم الانقاذي الى باحث عن الرشوة و الارتشاء , تيمناً بمديريه الذين ينتهجون ذات النهج السالب في الفساد و الافساد , فاصبحت مسألة المحاسبة مستحيلة , فمن يحاسب من ؟ , فما يطرح من بعض الدوائر الرقابية من مطالبة بضرورة اجتثاث شجرة الفساد من جذورها , ما هو الا لعب على الذقون و ضحك على سذاجة هذه الشعوب السودانية البسيطة.
    إنّ التخبط في السياسة الاقتصادية لمنظومة الانقاذ , بدأه وزير المالية الاسبق عبد الرحيم حمدي , بتطبيق سياسة تحريرية لاقتصاديات بلاد كانت ولم تزل ترزح تحت حظر اقتصادي دولي متحكم , ومن عجب ان يطل علينا هذه الايام هذا الوزير عبر النوافذ الاعلامية , ناصحاً و مرشداً ومحذراً من عواقب هذا الانهيار الاقتصادي , الذي كان هو سبباً رئيسياً في وضع لبنته الأولى في بدايات حكم جماعته , فمثل حمدي هنا كمثل ابليس و بني آدم , فبعد ان زين لقومه عمليته الجراحيه الفاشلة التي هشم بها ما تبقى من عظم في بنية الاقتصاد الوطني السوداني المتواضعة آنذاك , جاء اليوم ليضحك على رفقاء امسه ويقول لهم اني بريء مما تفعلون , ونسى او تناسى ان سياسة التحرير الاقتصادي التي تبناها في ذلك الزمان , هي التي ادت الى وضع البلاد في طريق التدهور و الاضمحلال المستمر , الذي ختم بحالة الانهيار الشامل و الانفلات غير المسيطر عليه في سعر صرف الورقة الخضراء هذه الايام.

    اسماعيل عبد الله
    [email protected]
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de