علينا أن نتفق ان حكم العسكر يعني شلل تام للأحزاب السياسية خاصة فيما يختص ببناء مؤسساتها والمران علي إدارة الخلافات الحزبية وترسيخ أسس الديمقراطية وإيقاف كافة الأسس التي تدعم مفهوم الحرية و الحقوق والواجبات.... .. 30 عام من حكم العسكر عبر قلة تتحكم في البلاد والعباد، استندت علي السلطة الأمنية والعسكرية مزقت الأحزاب عذبت وقتلت المعارضين و دجنة الإعلام وقامت بتكميم الأفواه... صمتنا خوفا من البطش الي أن استبدوا وفسدوا ونهبوا ودمروا..... مع كل هذه السياسات الجائرة و اتباع سياسة القمع لم تتوقف عجلة المعارضة ، لم يموت الحراك الشعبي وان كان إيقاعه في البداية بطئ ومتقطع... .. هذه المرحلة تم فيها توحيد الخط النضالي و تلاشت الخلافات الحزبية واصبح الهم الأكبر كيفية التخطيط من أجل الخلاص... كونت جبهة معارضة وان تنازعتها بعض الصراعات والخلافات ولكنها تمكنت من هز قصور الظالمين الذين فسدوا.....تم اقتلاع النظام بقوة سلمية في مواجهة ترسانة أمنية مسلحة و عسكر و كتائب ظل ومليشيات تتبع للنظام.... انتصرت الأغلبية بقوة العزيمة والوعي ووحدة الهدف.... ماذا حدث بعد سقوط النظام؟ بدأت الأحزاب تنبش في الماضي وتتهم بعضها البعض قبل أن يتم اقتلاع النظام البائد ومحاسبة سدنته وارجاع المنهوب رجعت الأحزاب الي عادتها القديمة خلافات وإساءة واتهام وووالخ دون أن ان يضعوا في دائرة اهتمامهم خطر حزب كان متمكن من البلاد طيلة 30 عاما ... مسيرة بقايا النظام التي حدد لها يوم 14 تحت شعار الزحف الأخضر تؤكد مدي ضعفنا الذي أدي إلي خروج تصريحات تهدد وأخري تدعم مسيرة ضد الثورة.... لهم الحق أن يفعلوا ذلك إذا انشغلنا بخلافاتنا الأيديولوجية وتركنا الساحة للاعداء يتحركون كما يشاؤون... توقعت أن تكون هذه المرحلة مرحلة بناء مفاهيم تدير هذا الاختلاف بوعي بناء يخلق مزيد من التماسك الذي يجعل أعداء الثورة يرتجفون ويقفون بعيدا... حتي خلافنا يجب أن لا يخرجنا عن الحوار العقلاني بعيدا عن الإساءات الشخصية..... ان كان هذا ليس وقت خلاف فالأخطار مازالت تحيط بالثورة و الأرضية التي انطلقت منها مازالت ملغمة بكثير من القنابل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية... علي الجميع أن يدركوا أن هذه الخلافات ستهزم القضية الكبري التي من أجلها بذلت الأرواح... وان بقايا النظام سيجدون مساحة ينطلقون منها... علينا تناسي الخلافات والعمل علي إزاحة آثار 30 عاما من الفساد والنهب والتدمير الممنهج. andandandفي اختلاف الأصدقاء شماتة الأعداء ، و في اختلاف الإخوة فرصة المتربصين ، و في اختلاف أصحاب الحق فرصة للمبطلين. مصطفى السباعي حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة