من الحماس الثوري إلى التخطيط (9): وزارة الشباب والرياضة بقلم د. مصطفى الجيلي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 09:40 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-14-2019, 06:31 AM

د. مصطفى الجيلي
<aد. مصطفى الجيلي
تاريخ التسجيل: 06-22-2019
مجموع المشاركات: 20

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من الحماس الثوري إلى التخطيط (9): وزارة الشباب والرياضة بقلم د. مصطفى الجيلي

    (المرحلة الأولى من ثورة أكتوبر كانت مرحلة العاطفة المتسامية، التي جمعت الشعب على إرادة التغيير، وكراهية الفساد، ولكنها لم تكن تملك، مع إرادة التغيير، فكرة التغيير حتى تستطيع أن تبني الصلاح، بعد إزالة الفساد.. من أجل ذلك انفرط عقد الوحدة بعيد إزالة الفساد، وأمكن للأحزاب السلفية أن تفرق الشعب، وأن تضلل سعيه، حتى وأدت أهداف ثورة أكتوبر تحت ركام من الرماد، مع مضي الزمن.. والمرحلة الثانية من ثورة أكتوبر هي مرحلة الفكر المستحصد، العاصف، الذي يتسامى بإرادة التغيير إلى المستوى الذي يملك معه المعرفة بطريقة التغيير.. وهذه تعني هدم الفساد القائم، ثم بناء الصلاح مكان الفساد.. وهي ما نسميه بالثورة الفكرية) محمود محمد طه الثورة الثقافية، ١٩٧٢..

    الثورة الفكرية بدأت فعليا في ميدان الاعتصام، وهذه السلسلة من تبادل الآراء والرؤى، بسبيل من المساهمة فيها.. والتحدي الآن، إما أن نعبر إلى التغيير ومشارف الأنوار، أو أن ننهزم فنعود إلى عهد الظلام.. المقال التاسع من هذه السلسلة عن وزارة الشباب والرياضة، وهي من أكثر الوزارات التي يرجى لها أن تسرع بالولوج إلى "المعرفة بطريقة التغيير"، لأنها وزارة "الشباب" الذين خلقوا التغيير، ويملكون المقدرة على تنفيذه، ثم السهر على حمايته..

    مهام وزارة الشباب والرياضة تختلف من دولة إلى أخرى، لكنها في جملتها تدور حول اعداد الشباب وتدريبهم بدنيا وعقليا واكسابهم خبرات تمكنهم من تنمية وترقية شعبهم.. ولم أعثر على مواد تذكر في الموقع الإلكتروني للوزارة، ولكن من شتات الأخبار على الإنترنت، يتضح أن عمل الوزارة يتركز في ولاية الخرطوم، وفيها عن الرياضة البدنية، وفي أنواع الرياضة البدنية عن كرة القدم، ثم في كرة القدم الاعتناء بالفرق الكبرى والفريق القومي.. الوزارة ورثت هيكلها وتوصيف مهامها من العهد السابق، فورثت بذلك عنصر الإخفاق، إذ أنها مصممة لتسيير بيروقراطية جامدة.. فشل أو نجاح هذه الوزارة، تحديدا، يعتمد على قيادتها، فإما أن تمارس تلك البيروقراطية حتى تنتهي مدة ولايتها، وإما أن يكون لها أثرا حقيقيا على امتداد الأجيال، والاختيار هنا، أساسا، بيد السيدة الوزيرة..

    حسن طالعنا يتمثل في عنصرين: الأول، أن السيدة الوزيرة ولاء عصام البوشي من صناع الثورة ومن قياداتها وهي التي اختارت اسم "وزارة الثوار" في مطلع تنصيبها، والثاني أن المطلع على سيرتها: تأهيلها وتدريبها والمهام التي قامت بها، يجد أنه كأنما هيئت على قدر لتكون وزيرتنا للشباب والرياضة.. إن الأمل في إعادة الهيكلة وإعادة توصيف المكاتب معقود على جرأة هذه الإدارة، والتي جاءت كنتيجة للثورة وبتفويض من الثوار..

    الموقع الإلكتروني للشباب والرياضة لولاية الخرطوم ذكر عشرة أهداف لعمل الوزارة.. في إعادة صياغتها أقترح تعديلا في ترتيبها ودقة في توجيهها لتكون تسعة أهداف.. ثم أقترح أن تترجم إلى خطة عمل يقوم بتنفيذها ثلاث إدارات مركزية يعاد بناء عليها توصيف الوظائف وتقسيم المكاتب بالوزارة.. سيناول المقال بالشرح والتفصيل أهداف أي من الإدارات ومهامها، كل على حدة، وهي:
    (١) حقوق الثورة السودانية
    تطوير وترقية القيم الفاضلة والاخلاق الحميدة لثورة الشعب العظيم وتعميق مفهوم الوطن والالتزام
    تشكيل إطار عمل منظم لعمل التغيير المنشود بالمؤسسات العاملة ومكاتب الدولة في تنسيق وتكامل
    العمل على توفير الموارد والوسائل والإطار التنظيمي والاداري والقانوني لتحقيق مشاركة الشباب
    (٢) الأنشطة الرياضية
    تأسيس ونشر وتطوير المراكز والأندية الرياضية والثقافية لكرة القدم وكل أنواع الرياضة للجنسين
    تنسيق ودعم المنافسات الرياضية الثقافية المتعددة، وتحفيز المتفوقين والمبدعين من الشباب
    اعداد وتدريب الشباب بدنيا وعقليا وروحيا واكسابهم الخبرات لتنمية وترقية أنفسهم ومجتمعهم
    (٣) تنمية المجتمع
    استقطاب منظمات المجتمع المدني في دعم برامج العاطلين والمشردين
    رعاية المناشط الشبابية والرياضية وإقامة مراكز لذوي الاحتياجات الخاصة.
    رصد البيانات والمعلومات والبحوث ومتابعة أنماط التغيير.
    (١) حقوق الثورة السودانية:
    الثورة السودانية وصفها مراقبون بأنها عالمية، تناقلتها الفضائيات الكوكبية بإعجاب، ونصح الرئيس ماكرون المحتجين في فرنسا بالتعلم منها ومن السودانيين، وخرج الهولنديون في مظاهرة يحملون صور الكنداكة السودانية.. كذلك تأثر اللبنانيون، وهتف الجزائريون وإعجب التونسيون بشعارات الثورة السودانية.. وعن ثورتنا تحدث إعلاميون وغنى فنانون من جميع أنحاء العالم.. السلمية والتضحية وقيم الفضيلة والشجاعة وتطبيق الديمقراطية والاشتراكية عمليا في الميادين وعلى أرض الاعتصام كانت اسطورة تحكي حلما إنسانيا راقيا ورائعا.. هذه اللوحة الإنسانية الساحرة صنعها الشبان والشابات بدمائهم وعرقهم ودموعهم..

    لا بد من تأمين هذه القامة السامقة والبناء عليها، ووزارة الشباب والرياضة هي المنوط بها عمل هذا، كما أسمتها السيدة الوزيرة "وزارة الثورة".. بداية، يقترح أن يمثل ميدان الاعتصام موقعا تذكاريا يزين بالأعمال الفنية وتحديدا نصب تذكاري يقوم به الفنانون، منحوت عليه أسماء الشهداء وصورهم مع متحف يحوي بقايا أو مقتنيات من الشهداء ونشاطات ومسميات الثورة.. وشيء آخر، يتم تسمية الشوارع القريبة من سكن الشهداء بأسمائهم، كما تقبل نصب تذكارية لهم..

    كذلك يقترح للوزارة أن تشرف على مبادرة "تكوين لجان ثورية" شبيهة بمنظمة "زيرو فساد" تكون جزءا أصيلا مدرجا في جسم أي وزارة.. ولتنظيم وتقنين عمل اللجان، تشكل تحت إدارة بوزارة الشباب والرياضة، ومهمتها مراقبة الفساد ومتابعة التحري عنه وتوصيله للشرطة والجهات القانونية.. اللجان تضم موظف إداري وآخر قانوني ثم أعضاء فيهم أمهات وآباء شهداء وأعضاء مشهود بأنهم كانوا قياديين في الثورة.. يتم تنسيق عمل هذه اللجان ونشرها في جميع المؤسسات ومكاتب الدولة، وفي العاصمة كما في الولايات.. هذه اللجان الثورية يمكن أن تشرف أيضا على اجراء انتخابات للجان الأحياء الشعبية..

    توفر الوزارة لهذه اللجان الثورية الموارد والوسائل المطلوبة لجمع البيانات والتحقيق فيها والمتابعة لها كما توفر لها الإطار التنظيمي، والإداري، والقانوني وتشرف على أن ترفق بكل الإدارات والشركات العاملة وذلك لضبط وتصحيح ما مضي من تجاوزات، ثم تتابع أداء المؤسسات وتنفيذ السياسات الجديدة بصورة مقننة ومبرمجة..
    (٢) الأنشطة الرياضية
    الأندية الرياضية لفرق كرة القدم في المدن الكبيرة للدرجة الأولى والثانية والثالثة والتي تؤمن تدريب وممارسة أنواع رياضة أخرى ككرة السلة والكرة الطائرة، وتمارين الجمباز، والتي ترعى في نفس الوقت أنشطة ثقافية كتقديم محاضرات وندوات في شتى المواضيع هي في الحقيقة نموذج طيب ومغري بالتطبيق والتوسيع أكثر في المدن الكبيرة والصغيرة والقرى.. ثم أن على الوزارة مساعدة الأندية، بتوفير معدات وموارد اعداد وتدريب، وبصفة خاصة كرة القدم التي يحبها السودانيون ويمارسونها بصفة شعبية وتلقائية.. ولا يغفل في هذا الصدد الأندية النسائية التي تقدم الانشطة الرياضية المختلفة التي تناسبهن بالأحياء كما بالمدارس، كما تتم فيها تنمية المهارات..

    يلحق بذلك، أن تنشط الوزارة تنسيق ودعم المنافسات الرياضية القومية ابتداء من إقامة منافسات بين الفرق في المدينة الواحدة، والقرى حولها، ثم منافسات المدن على المستوى القومي.. ثم التشديد والتأكيد على دور الوزارة في تحسين وتجويد المشاركة في المنافسات الدولية لكرة القدم ولمختلف الأنشطة، لما لها من دور كبير في توحيد الشعب وتعميق التواصل بين كل اجزائه، والسودانيون بطبعهم متوحدي المشاعر، وهم مضيافون ومنفتحون على العالم..
    كل اجزائه لنا وطن اذ نباهي به ونفتتن...
نتغنى بحسنه ابدا دونه لا يروقنا حسن...
حيث كنا حدت بنا ذكر ملؤها الشوق كلنا فدى...

    في نفس الوقت، من مهام هذه الأندية توسيع النشاطات الثقافية، بإشعال ثورة في القيم والمفاهيم، وبتنسيق مع وزارة الثقافة والإعلام لدعم المنابر الحرة وإدارة حوار مفتوح بين الأفكار والمعتقدات، وباختصار تنشر وتعمق البرامج التي تعمل على فتح جسور التفاهم، وخلق وعي غزير وسريع..
    (٣) تنمية المجتمع
    على رأس اهتمامات هذه الإدارة الثالثة تأتي برامج إعانة العاطلين والمشردين والذين تعج بهم المدن عجيجا فنطلق عليهم اسم "الشماسة" أو "المشردين" وربما تدخل فيهم فئة "المتسولين" وقد كثر عددهم وانتشروا في الشوارع وأصبحوا سمة ملازمة للعاصمة والمدن الكبيرة... الاهتمام بهذه الفئة يدخل في مهام وزارة الشباب إذ أن الشماسة هم شباب ضحية الأوضاع الجائرة والحظوظ العاثرة، وكثيرون منهم مواطنين ناضجين وأصحاء، لكن حكومة الحيف والإقصاء جعلت منهم فئة منبوذة.. وهم بطبيعة وضعهم مكون ثوري، وبعضهم ضحوا بأرواحهم لنحصل على "المدنية" وليصل وزراؤنا وكبار مسئولينا إلى ما وصلوا إليه.. فيتوجب، على حكومة الثورة المباركة أن تحفظ لهؤلاء حقوقا، وأن تشملهم ببرامج تكفل لهم، على الأقل، الحد الأدنى من المعيشة والحد الأدنى من التعليم والتأهيل..

    الفئة الثانية المدحورة من الشباب هم العاطلون عن العمل.. وهؤلاء، ليسوا بالضرورة بلا عمل البتة، فبعض الأعمال عندنا هي أقساط من العطالة، كأن تحمل ثلاث جلاليب، أو فتيلي عطر، أو جردل ماء مثلج، أو غيرها، وتتجول بها عند تقاطعات الطرق لتناضل في بيعها.. هذه المهن هي عطالة يقاوم بها أصحابها ألا يتسولون للحصول على لقمة عيش.. الوزارة يمكن أن تتولى مكتب تأهيل بسيط وتشغيل أمثال هؤلاء فيما يعود بالنفع للمجتمع.. ولعل في نموذج عمل "قصر الشباب والأطفال" لتأهيل وتدريب الشباب، أطيب مثال ليوسع في المدن حسب الإمكانيات المتوفرة..

    أما الفئة الثالثة فهم المرضى النفسيون ومختلي العقل بسبب الأزمة الاقتصادية أو بباعث الفقر والقهر خلال الثلاثين عاما.. ومع هؤلاء ينضوي "ذوي الاحتياجات الخاصة" بشتى أنواع الإعاقة، ولو مددنا الخيال إلى أن عمل الوزارة يشمل أصقاع السودان، لبرز أن هذه الإدارة تكون أيضا مسئولة عن ضحايا مجازر دارفور، ومحارق جبال النوبة، وما تبعها من يتم وتشرد.. والمعني بالرعاية، في هذا الباب، ليست إقامة أندية لكرة القدم أو للسباحة وإنما لرفعهم من خطر الموت إلى هامش الحياة.. وحقيق في هذا الباب، أن تبادر السيدة الوزيرة بإلحاق دور الدفاع الشعبي، الذي تم حله مؤخرا، للوزارة ومن ثم إلحاقها وتأثيثها لخدمة أعادة تأهيل وتدريب ومعالجة هؤلاء الضحايا..

    بطبيعة الحال، هذه الإدارة متداخلة مع وزارة الرعاية الاجتماعية، وتحتاج الدعم من منظمات دولية مثل اليونيسيف ورعاية الطفولة وغيرها، إضافة إلى أن منظمات المجتمع المدني في حالات كثيرة تعتبر حلقة وصل بين التمويل الخارجي وبين فئات المستضعفين من الشعب – وخاصة الشباب—التي ذكرناها أعلاه.. ويمكن أيضا لوزارة الشباب والرياضة أن تتولى تنسيق برامج إرسال مواد إسعافيه مع جاليات السودانيين بالخارج، حيث ظل يقوم بذلك الدور الكثير من السودانيين بالخارج المشفقين على حالة أهلهم بالداخل، حتى نتخطى هذه الفترة الصعبة من حياتنا..

    أيضا لا بد من قسم بهذه الإدارة لرصد البيانات وتحليل المعلومات وعمل دراسات لرسم الخطط ومتابعة أنماط التغيير.. كذلك يجب بناء موقع إلكتروني نابض يطرح أخبار الوزارة وسياساتها وإنجازاتها، خاصة الجديد في أعمال اللجان الثورية..

    في الختام، نعرف أن طريقنا ليس مفروشا بالورود، وأن الكثير من المنافذ ما زالت مسدودة، لكن نتابع بقلق، تعثر وبطء الأداء، مقارنة بما هو متوقع، فلا تفعيل ناجز للسلطات، ولا إعفاء كبير للنافذين من مناصبهم، لكننا متفائلون، وسنفعل أفضل ما بوسعنا، والعشم كبير، والأمل معقود على الإصلاح، طال الزمن أم قصر..

    (عدل بواسطة بكرى ابوبكر on 11-16-2019, 10:30 AM)
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de