هو هكذا وهم هؤلاء إمتدادا لشباب فتحوا صدورهم عارية وبجسارة وعزيمة ليتعافي الوطن وخضبوا بدماء غزيرة فاقع لونها ميدان الاعتصام حينما غدر بهم المدججون بالسلاح في ليلة من اكثر ليالي الله سماحة وتسامحا وسخاء لكنها ضريبة الاطان ملح الارض جيل الشباب المستنير ذو البصر والبصيرة والذي ترعرع في عهد الانقاذ الظالمة والظلومة وإن انتفض متاخرا لأجل الحياة الكريمة والعدالة والحرية والسلام وبعد ثلاثون عاما بالتمام ها هو اليوم يسجل في صفحات التاريخ باحرف من نور انه ومنذ ان خلع مقطوع الطاريء يناضل ويهتف بحناجر قوية مدنية مدنية لان له اهداف نبيلة وهناك من لا يريد استيعاب الدروس ويتربص بالثورة واستحقاقاتها ومن أراد اختطافها وتغيير مساراتها ومن اراد تلويثها او التدثر باثوابها او حتى باطرافها وبرغم ذلك فملح الارض متحفز ويقظ لانه نبتا طيب من هذه الارض الطهور ولارحام حواء السودانية التي ظلت دوما حبلى بالخيرات تمام كباطن الارض الولود طيلة الشهور الماضية ظل العسكر اللذين استطاب لهم القصر الرئاسي ومقاعده الوثيرة وبين الفينة والاخرى يطلقون التصريحات المتناقضة حينا يسموا اقوالهم انها انحيازا لخيار الشعب وتارات اخر يتحدثون عن نيتهم تشكيل حكومة مدنية واخريات يستجلبون صفيقة وهتيفة ولابسي الجلاليب والعمائم المطرزة ويعقدون اتفاقيات مدفوعة الثمن ووووو. ويجهلون ان المدنية التي يتنادى بها الشارع ما هي تغيير وجوه بآخر او ازياء عسكرية باخر مدنية ولا باستدعاء جلباب ابي من حواشاتهم وخلاويهم وهم يعلمون جيدا ان الشارع يقدر كباره ويمجد هيبتهم ولكن عقارب الساعة وبوصلة التغيير مبرأة من خلط الكيمان ولا تقبل المساس بالعمق الاجتماعي والمكون الاجتماعي فمدنية الشارع هي الحداثة هي النهضة والتنمية المستدامة هي الانتاج بأحدث ما وصلت له المكننة والازرار هي لغة القانون والمساواة والحرية وهي الاستحقاقات الانسانية وبسط رقاع الرفاهية ودولة العلم والمعرفة للمدن وللهامش وهي القصاص لدم الشهداء وترطيب قلوب الثكالى والايتام واسكان اللاجيئن واسترداد حقوقهم واعادة كرامتهم والتصالح القبلي وتشابك الايادي للاصلاح بعيدا عن لغة السلاح ومراراته مدنية الشارع التي يناضل من اجلها ملح الارض هي التحام الايادي السمر بعضها بعضا بعيدا عن الالتحاف باثواب الاخرين ولا باموالهم واجندتهم ووصاياهم التي لا تعالج الجروح الغائرة طال الزمن ام قصر فهي لتحقيق مصالحهم ولا غير مصالحهم تماما كما الملتحفون بالداخل خوفا ورعبا من سياط العدالة وفتح ملفات الفساد والافساد وكشف المستور ملح الارض الذي خرج إنصياعا لنداء قوى الحرية والتغيير نهار اليوم ٣٠ يونيو له قضية عميقة وفكر مستنير لكيف تقتلع الحقوق ولكيفية قيادة سفينة الوطن فقط افسحوا له الطرقات ليقول كلمته وعبدوا له المسارات لتشكيل حكومة مدنية شابة وكفء مبراءة من الانتماءات الضيقة والمكاسب المحدودة فيا ايها العسكر المددجين بالسلاح عودوا لرشدكم والتحموا بالشارع لاجل وطن يحتاجكم حماة وعزوة واعيدوا مقولة اجدادنا " كان نجح للعسكرية وكان سقط للطورية " فنجاحكم هو حماية الثغور وحراسة الحدود واسترجاع الجزء المبتور من وطن كان مليون ميل وكفاكم فذلكة للحديث وتغييب للحقائق والتي شهد العالم عليها شرقا وغربا فقط لان ملح الارض حصيف وواعي وهو الذي يصلح للمرحلة القادمة التي تحتاج لكل المخلصين وكلا في مجاله ووفق قدراته والوطن يسع الجميع . عواطف عبداللطيف اعلامية مقيمة بقطر
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة