> والعنوان صحيح... ولا نعني الموالاة.. > وإن كانت المفردة الثانية هذه تصلح أيضاً عنواناً لكلمتنا اليوم.. > فسوف ترد في سياقها...كوجه آخر لعملة العنوان.. > ونبدأ بحكاية من بلدنا...(ما من بره البلد) ، بطلاها حسن وحسينة.. > أو فلنسمهما هكذا...هرباً من استحقاقات (الخطوط الحمراء).. > فربما لهما بنين وبنات وحفدة...فلا يصح ذكر الاسمين الصحيحين.. > ومبتدأ الحكاية أن حسينة كانت بائرة...(فاتها القطار).. > فهي ما كانت ذات حظ من جمال...ولكنها أُوتيت حظاً من الحكمة.. > وعكسها تماماً كان حسن...وسيماً و(عويراً).. > وأعرضت عنه أيما فتاة تقدم أهله لخطبتها له... حتى (بت السرة) رفضت.. > فرأى عقلاء أسرتيهما أن يحصل (تكامل).. > بين الأسرتين من جهة... وبين (البائرين) هذين من جهة أخرى.. > ولم تدر البلدة أيهما كان أشد فرحاً بهذا المقترح.....حسن أم حسينة؟.. > ولكن الزواج كان مشروطاً بشرط... من تلقاء أهل الأول.. > وهو أن تمشي حسينة على آثار زوجها (الكلامية).....قصصاً.. فتمحو ما يجلب لها - وله - المشاكل منها بفضل حنكتها... وما أكثر زلاته اللسانية.. > فوافق أهل حسينة...ووافقت هي، فما أهونه من شرط.. > ولكن لا الأهل - ولا حسينة - كانا يدركان كلفة هذا الشرط، فجلطات حسن قاتلة.. > سواءً التجارية منها... وقد كان يساعد أباه في أعماله.. > أو المجتمعية...فهو لا يسمع بمناسبة اجتماعية إلا وكان حضوراً في قلبها.. > ثم يجرح بلسانه هذا... ويؤذي ذاك... ويستمطر دمع تلك.. > فتجول حسينة بين هذا وذاك وتلك، اعتذاراً...واستعفاءً...وتطييب خواطر.. > وملاواة أيضاً إن لزم الأمر...إن كانت المصيبة أكبر.. > والمهمة الأخيرة هذه هي أكثر ما أرهق أعصابها... وأتعب نفسياتها.. > فما أصعب الإنكار مع وجود شهود.. > وبعد نحو عامين ذهبت بنفسها إلى أهل حسن تطلب الطلاق... بعد أن (لاواها).. > وقالت (كان أخير البورة من جنس العرسة دي).. > وكل الحكاية الطويلة هذه لأخلص إلى راهن مماثل... يعاني منه إعلام الموالاة.. > سيما أهل الصحافة المساكين منهم... فعليهم التعويل.. > ومطلوب من كل منهم أن يمشي بقلمه على آثار زلات مسؤولي حزبهم.. > فتارة يكتبون به : لقد فهمتم هذا (غلط)...لم يقصد كذا.. > وتارة : لقد تم نزع حديث ذاك عن سياقه... والسياق كذا وكذا.. > وتارة : لقد حوّرتم كلام تلك... فهي لم تقله هكذا.. > ثم - وفي أيامنا هذه بالذات - لم تجد هذه الأقلام خياراً سوى أن (تلاوي).. > وكثرت الملاواة، مع كثرة الأغلاط... والكوارث.. > بل فاقت كل ما اجتهدت فيه حسينة من ملاواة...طيلة فترة اقترانها بحسن.. > وبلغ الأمر ببعض هذه الأقلام حد التنكر...عوضاً عن الإنكار.. > وهو الحد الذي بلغته حسينة !!.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة