إستمعت الي حديث إبراهيم محمود رئيس الوفد الحكومي لمفاوضات المنطقتين في لقاء خاص مع قناة الشروق الفضائية مساء امس الاثنين فهو حديث في غاية الأهمية لانه حدد فيه بوضوح استراتيجية النظام للمفاوضات المرتقبة مطلع فبراير القادم مع فصيل الحركة الشعبية بقيادة عبدالعزيز الحلو وكذلك اللقاء التشاوري مع الموقعين علي خارطة الطريق واهم مرتكزات تلك الاستراتيجية يمكن استخلاصها من حديثه في النقاط التالية ١/ ان المفاوضات تبدأ من النقطة التي توقفت عندها في الجولة السابقة بالمرجعيات المتفق عليها وهي CPA والإتفاق الإطاري وخارطة الطريق وهذا يعني انه لا مجال للحلو من إقحام حق تقرير المصير في اى مرحلة من مراحل التفاوض ٢/ شدد ابراهيم محمود في حديثة حول مسألة الترتيبات الأمنية علي جزئية مصير الجيش الشعبي وقال بالحرف الواحد اى مطالبة للاحتفاظ بالجيش الشعبي هي مرفوضة من جانبنا لانها تحمل إشارة للعودة الي الحرب ، هذا يعني ان بقاء الجيش الشعبي لمدة محددة كضمانة لتنفيذ الاتفاق غير واردة بالمختصر ابراهيم محمود يقول الجيش الشعبي يضع سلاحه ويندمج في جيش المؤتمر الوطني وفقا لترتيبات أمنية فورية ٣/ ابراهيم محمود في حديثه شهر بورقة جديدة وهي القبلية وإستخدام الضغط الشعبي لسكان المنطقتين وقبائل جبال النوبة وافصح عن لقاء مع قبيلة المورو أعربت فيه عن رفضها للحرب، طبعا اللعب علي وتر القبلية واستخدامها لخلخلة النسيج الاجتماعي هي هواية النظام التي يجيدها ٤/ حديثة عن الجانب الإنساني والمبادرة الامريكية قال فيه بوضوح شديد بعد التوقيع علي وقف إطلاق النار الشامل ووقف العدائيات لا نحتاج للمبادرة الامريكية والحكومة عندها تستطيع الدخول الي اى منطقة وتقدم المساعدات المطلوبة ، هذا يعني تطبيق نموذج توزيع المساعدات الانسانية في دارفور الذي تستغله الحكومة كسلاح ضد المواطنين من يوالي المؤتمر الوطني يحصل علي الغذاء ومن يعادي يحرم منه ٥/ بالنسبة للمفاوضات السياسية حدد سقفها بالتمييز الإيجابي وذكر نموذج إتفاق سلام الشرق فالرجل حجز للحلو كرسيا بجوار موسى محمد احمد ٦/ الحديث الأهم هو ما ذكره بشأن اللقاء التشاوري مع الألية الافريقية الذي سوف يعقب التفاوض بأيام حيث حدد له يومي الرابع والخامس من فبراير للتشاور مع الموقعين علي خارطة الطريق فقط و ذكرهم بالإسم وهم الحركة الشعبية وحزب الأمة وحركتي العدل والمساواة وتحرير السودان وقال لا مكان لنداء السودان وقال اذا سارت المشاورات بشكل جيد سوف يتم دعوة عدد من اعضاء اللجنة العليا لتنفيذ الحوار لمناقشة كيفية إلحاق اطراف خارطة الطريق بالوثيقة الوطنية اما بقية احزاب نداء السودان يتم التحاور معها بالداخل للتوقيع علي وثيقة الحوار ، طبعا كلام ابراهيم محمود اكثر من مستفز الرجل يتحدث من برج عالي وكأن حزبه مالك للسودان يحدد من يحضر ومن لا يحضر ومن يوقع بالداخل ومن يوقع بالخارج فالرجل يتحدث وكأن هناك لا شئٍ يحدث نذكر السيد ابراهيم محمود بأن الارض تمور من تحت اقدامكم ٦/ تحدث ابراهيم محمود عن الحركة الشعبية بقيادة عقار بإعتبارها غير موجودة ،وهي دعوة صريحة لها ان تكبر وتزيد عتادها وعدتها حتي تتفاوض معها الحكومة هذا حديث مجافي للواقع يذكرني بعرض أسعار العملات عقب نشرة اخبار العاشرة علي تلفزيون السودان برعاية مطاحن سين وشاي الغزالتين حيث تعرض الدولار بثمانية جنيهات وهو في السوق العربي علي مشارف الأربعين الخلاصة ان النظام سادر في غيه وليس لدية اى جديد يقدمه وهو يدخل هذه الجوله من المفاوضات بذات العقلية الغير راغبه في تحقيق سلام عادل وشامل ، النظام يدخل هذه المفاوضات لتحقيق هدفين الاول هو عزل الحركة الشعبية والجيش الشعبي من الحاضن الاجتماعي لها وهو شعب المنطقتين وذلك بإستغلال دواعي وقف الحرب وتوصيل المساعدات الانسانية الثاني شق وحدة المعارضة وعزل حزب الأمة عن الحراك الشعبي الذي ينتظم البلاد تحت شعار إسقاط النظام هذه هي إستراتيجية النظام ولقطع الطريق عليها يجب رفض دعوة الالية للمشاركة في اللقاء التشاوري وشروع فصيلي الحركة الشعبية في ترتيبات إعادة توحيدها والإلتحام مع القوى المدنية لتصعيد المقاومة الشعبية للإطاحة بالنظام لتجنيب البلاد من الانزلاق في فوضى لا تبقي ولاتزر
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
اسامة سعيد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست