معنى أن تكون حـزب أمــة !! بقلم اسماعيل عبد الله

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 06:18 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-24-2018, 02:51 PM

اسماعيل عبد الله
<aاسماعيل عبد الله
تاريخ التسجيل: 10-25-2013
مجموع المشاركات: 704

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
معنى أن تكون حـزب أمــة !! بقلم اسماعيل عبد الله

    01:51 PM November, 24 2018

    سودانيز اون لاين
    اسماعيل عبد الله-
    مكتبتى
    رابط مختصر


    إنّ ألتحزب و التنظيم السياسي هو الوسيلة التي يسعى عبرها الطامحون للوصول إلى السلطة , و الحالمون بصناعة غدٍ أفضل لمجتمعاتهم و الإرتقاء بها نحو الرفاه , لذلك تجد التنظيمات و الاحزاب السياسية المؤسسة على مباديء الديموقراطية , تمثل الملاذ الآمن لكل مجتهد وباحث عن السبل المؤدية إلى خدمة وطنه , فيكون التنظيم و الحزب السياسي هو الحاضن الموثوق به , والراعي الأمين لهذا العضو الطموح والهاضم لأفكاره , والذي يعلم أن جهده و مثابرته من أجل تحقيق أهداف و أجندة الحزب التي يؤمن بها لن تضيع هباءً منثورا , بل ستتشكل وتصبح مكسباً تراكمياً يصب في تثمين وإثراء سيرته الذاتية , ويسهم إيجاباً في الترقي التنظيمي للمتحزب أو المنظم داخل أروقة الحزب , حيث تكون الكفاءة هي المعيار في حسم وتحديد عملية تقدم و تطور المنتمي للتنظيم السياسي , وتكون الديموقراطية الحقيقية التي لا تشوبها شائبة هي الوسيلة المثلى لتعاطي الفعل السياسي , فهذا هو الوضع الطبيعي لأي حزب و لكل تنظيم سياسي , ينشأ في ظل بيئة تمارس فيها هذه الديموقراطية , فلا يمكن لبلد يرزح تحت بؤس الرجعية و التخلف الثقافي ويعاني تحت وطأة حكم الطاغوت , أن يحفل بأحزاب وتنظيمات سياسية تؤمن بالديموقراطية و تمارسها , ويستحيل على بلد تستحوذ على مخيلة سكانه التبعية الطائفية والكهنوت , أن ينتج حزباً سياسياً تعي قيادته وعضويته معاني الحرية والديموقراطية وحقوق الانسان , و تستجيب لدواعي المحاسبة و تخضع لمقاييس النزاهة والشفافية , و تحترم وتقدس اللوائح و القوانين التي يتساوى أمامها الجميع , وترضى بالحكم القضائي الذي تفرزه نصوص هذه القوانين , فمؤسسات الأحزاب التي تنمو نمواً معافىً من الأمراض آنفة الذكر , وحدها التي تستطيع أن تهب الناس حزباً سياسياً , وتنظيماً جماهيرياً حقيقياً يمكنه ان يسير دولاب الحكم بمهنية وكفاءة عاليتين , فمعظم البلدان التي وقعت فريسة لحكم وسيطرة نظام الحزب الواحد , هي في الأصل مجتمعات تهيمن عليها النزعات الدينية و الطائفية و الجهوية و المناطقية , فهذه النزعات بمثابة الوقود الحيوي الداعم و المساند لديمومة الأنظمة المتجبرة و المتسلطة و الباطشة بشعوبها , وكما تكون العقلية الجمعية للشعوب يكون شكل و نوع نظام الحكم الذي تستأهله , فمن السذاجة أن نتأمل خيراً من حزب مر على مكوث رئيسه وأمينه العام على دفة القيادة فيه أربعين عاماً , أن يعمل على ترسيخ قيم الديموقراطية و الرقابة والمحاسبة و المراجعة , أو أن يصدر الأحكام بحق المخالفين لمواد الدستور و القانون واللوائح الداخلية , لأنه إن فعل ذلك فقد حكم على نفسه بالفناء , كونه جسماً أسس على غير مباديء الديموقراطية و لم يجعل من المساواة أساساً للتعامل بين عضويته , ما يعتبر مسلكاً معوجاً ومكرساً لنهج الوراثة والتوريث لرئاسة وزعامة الحزب , الأمر الذي يظلم الأعضاء الذين لا تربطهم وشائج الدم مع زعيم الحزب , و يجعلهم لا يحلمون مجرد الحلم بالترشح لشغل موقع الرأس الكبير , ذلك الوارث الأوحد لعرش مثل هذه الكيانات الحزبية العاشائرية والطائفية.
    لقد توالت الصدمات و اللكمات على الشباب والطلاب من عضوية حزب الأمة القومي , الفائز بغالب أصوات الناخبين في آخر انتخابات ديموقراطية حرة و نزيهة قبل أكثر من ثلاثين عاماً , فآخر هذه الصدمات حدثت عندما قدمت إلى بلادها من مهجرها الإختياري , القيادية بحزب الأمة وإبنة زعيم الحزب والمعارضة لنظام حكم البشير , واستقبلها ثم اصطحبها من داخل صالة كبار الزوار , شقيقها مساعد ذات البشير وساعده الأيمن , قاطعاً الأمل على شباب الحزب وكوادره الطلابية والشبابية , في أن يحظوا ويسعدوا بلحظات استقبال (بي نظير بوتو السودان) , كيف لا وهم الذين توافدوا زرافافات ووحدانا , وقضوا الليل بالنهار في انتظار مقدمها الميمون , بعد أن أعلنت عنه في تحدٍ زائف للسلطة التي يشغل شقيقاها فيها الوظائف التنفيذية و الأمنية العليا , مختزلة إسم هذا الحزب الأممي الكبير في هموم واهتمامات عائلة أبيها , هذا الحزب الذي بنى تاريخه ومجده على نضالات وتضحيات شهداء الثورة المهدية , الذين جاء أحفادهم يحملون رايات الحفاوة لاستقبال حفيدة الإمام الأكبر مفجر الثورة الكبرى , ولكن للأسف قد سار أحفاد هذا الإمام الأكبر في ذات الطريق التي سار عليها بنو أُمية , الذين أحالوا الخلافة الراشدة إلى ملك عضود وحصري على سلالة جدهم حرب بن أمية , فخالفوا ديموقراطية رسولنا الكريم وتجاوزوا شوراه , التي أتت بأبي بكر وعمر وعثمان وعلي خلفاء بعضهم أعقب بعض , في الوقت الذي لا توجد فيه رابطة للدم تصلهم بالرسول الأكرم , إنّه دستور الحق والقسط الأخلاقي المنصف و العادل الذي جاء به أبو فاطمة الزهراء , ورفع به مقدار أمم لا تدين بدين الإسلام درجات عُلى في عالمنا اليوم , فهو ذات الدستور الأخلاقي الذي أتى بــ (حليمة يعقوب) رئيسة لدولة سنغافورة وهي من أب هندي و أم ميلاوية , في بلد غالبية سكانه ينتمون إلى العرق الصيني , إنّه المنهاج الذي لا يعير أدنى اعتبار للعرق و القبيلة و الجهة و اللون و اللسان , بل يجرم التوريث في شئون الإدارة والحكم و الولاية , ومن سخرية الأقدار أن الإمام الأكبر محمد احمد المهدي , عرّاب الحراك الوطني في ذلك الزمان الغابر , لم يستن سنة التوريث حتى بعد أن دانت له جميع أركان البلاد , وخضعت له رقاب العباد , بعدما انتفض وثار في وجه الغزاة المعتدين من انجليز وتركمان ومصريين , فقد أسس ألوية جيشه و دق أوتاد حكمه ورفرفت أعلامه براياتها الأربع المعروفة , بعيداً عن هوس القبيلة وعصبية العشيرة ومحاباة ذوي القربى , فلا ندري من أين جاء ابنه عبد الرحمن (مؤسس الحزب الحديث) بهذه الصفوية وتلك الأموية الجديدة ؟.
    أن تكون عضواً بحزب الأمة في مطلع الألفية الثالثة , وما يزال الحزب يزحف سلحفائياً تحت رهق إدارة السيد الصادق و أولاده الموالين وكريماته المعارضات , فانت بلا شك تعيش في عصر الرومان حينما كانت الديموقراطية نسياً منسيا , وعندما كانت القداسة للملوك والأباطرة , و كان منتهى الإمتاع و الانتشاء الذي يستميت في البحث عنه الأتباع و المريدون , هو أن يطأهم الأمبراطور بحذائه ويزجرهم و يحط من قدرهم , وحتى هذه الوطأة وتلك الزجرة لا يحظى بها إلا المقربون وذووا الحظ العظيم , مثل تلك الهالة الروحية التي يُطوّق بها أحفاد المهدي الأكبر , من قبل (الأنصار) في غرب السودان بعد منتصف القرن الفائت , ومن الحسرة والحزن المؤلمين أن أبناء العامة من (الأنصار) , ما يزالون يؤدون ذات الطقوس من الطاعة العمياء , ألتي كان آباؤهم وأجدادهم يقومون بأدائها , في خنوع واستسلام وإخلاص إرضاءً لجناب أحفاد المهدي , قد يكون الفارق الوحيد بين هذه القداسة المبذولة للسادة المهدويين ما بين دراويش الأمس و حواريي اليوم , هو تبدل طرائق و وسائل الإمتهان و الزجر , وتحول هؤلاء السادة إلى ممارسة التجاهل و اللامبالاة تجاه الأتباع و المريدين , و الاستخفاف بهم وإهمالهم , تماماً مثل الإهمال الذي بدر من حفيدة الإمام الأكبر بحق الحشود التي افترشت تراب مطار الخرطوم , وغبّرت أرجلها بحثاً عن (البركة) من لدن الأميرة المبجلة , فالحشود ما زالت هي الحشود والمتعصبون هم ذاتهم المهوسوون , الذين كانوا يسعون إلى الحصول على البركة بالتمسح بالتراب والغبار , الذي يعلق بسطح الطائرة المروحية التي كان يستغلها رئيس الحزب المؤسس وإبنه , في خمسينيات و ستينيات القرن الماضي أثناء تجوالهما حول الأقاليم الغربية المكتظة بهؤلاء المريدين , فالآن ونتيجة لاستمرار هذه الممارسات التي عفا عنها زمان العولمة و الثورة الرقمية , أصبح من حكم المؤكد أن حزب الأمة تحت قيادة الصادق المهدي , سوف يصير ويصبح قطعة أثرية من آثار الماضي , و على كل من يريد ان يصبح تمثالاً ونحتاً تذكارياً من الخزف , من طلاب وشباب الحزب الذين تجري في عروقهم الدماء الحيّة , أن لا يستنكر دهشة مرتادي هذا المتحف الأثري , عندما يطلب منه السائحون والجائلون في فنائه أن يكون خلفية لصور (السيلفي) , التي يلتقطونها تخليداً لذكرى هذه التماثيل المعبرة عن حقبة تليدة وقديمة من تاريخ الأمم السودانية السالفة.


    اسماعيل عبد الله
    [email protected]























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de