أدبيات الثورة الشبابية المقدسة ، لم تخلو من طرائف وكوميديا الموقف الإرتجالي ، تم نسجها من وحي السجال السياسي ووقائع الحركة الميدانية للشارع ، فضلاً عن تصريحات المسئولين وما يدلون به من معلومات وإشارات و(حركات) ، أحدهم أورد في وسائط التواصل الإجتماعي نكته عبارة عن تعليق (لأدروب) إبن شرق السودان الناضح بالمروءة والكرامة والشهامة والوفاء للوطن وهذه الأرض الطيبة مُخاطباً صلاح قوش بعد تصريحه الأخير المتداول الذي قال فيه أن للأمن أقمار صناعية مزودة بكاميرات متقدمة وعالية الدقة إستطاعت أن ترصد وتصور وتسجِّل حادثة إغتيال الدكتور الشهيد / بابكر عبد الحميد أنار الله قبره وجعل مقامه الفردوس الأعلى ، يقول أدروب لصلاح قوش (ستلايت صلاح قوش مُتزاهرين يشوف .. تيارات إسرائيلية ما يشوف !!) ، في إشارة إلى إزدواجية المعايير في إتجاهات الخطاب السياسي والأمني حتى لو كان مشكوكاً في مصداقيته ومنطقيته إذا ما تم قياسه ببديهيات الأشياء وقرائن الأحوال ، وفي نفس الصياغ الذي كان مصدراً لطُرفة أدروب قال صلاح القوش واصفاً الشباب الذين يؤجِّجون ثورة العدالة والحق والإنعتاق في الشوارع بإسم الوطن والمغلوبين على أمرهم من عامة الكادحين والضائعين في هوجة صراعات وسجالات التنافس الشرس لمنظومة المؤتمر الوطني وحلفائه من أحزاب المنفعة واللا مبدأ فيما ينهشون من خيرات وثروات هذا البلد المعطاء وما يهدمون من صروحه الشماء ، يصف الشباب بأنهم هم الذين قامت دولة الإنقاذ بإحتوائهم وتعليمهم وتوجيههم ، واصفاً إياهم بأنهم (فقط زعلانين) ، لأن الحكومة أقدمت على أفعال ليست ذات جدوى ولا إستراتيجية من أهمها إغلاق شارع النيل وما كان يحتويه من طاقات الشباب (يقصد التلكوء في مجالس ستات الشاي وتدخين الشيشة والسمر حتى الساعات الأولى من الصباح) ، وبغض النظر عن رداءة الوصف وضيق آفاق الرؤى التي يُحلِّل بها الرجل حراك الشارع السوداني الذي بقيادة الشباب ، عليه أن يعلم أن قدرة الله سبحانه وتعالى ومعجزته الإلهية الكبرى قد تجلَّت فيما حصل عليه شباب حقبة الإنقاذ من وعي ومواهب في فنون التواصل الإعلامي والتحليل السياسي والتخطيط الميداني ، بالرغم من إجتهادكم وتفانيكم في تغييب التاريخ السياسي الساطع لهذا الوطن من دائرة معارفهم ، وبالرغم من البوق الإعلامي والتأثيري الذي لم يهدأ يوماً على مستوى المناهج التعليمية وعلى مستوى الإستلاب القسري لمصادر البث الإعلامي المرئي والمسموع ، فعلاً ما يفعله الشباب السوداني اليوم ليس بأقل من معجزة ربانيه نحمد الله تعالى أن جعل موقعها وعياً في عقول الشباب وقوةً وشكيمةً في سواعدهم ونقاءاً وصفاءاً في ضمائرهم .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة