|
|
 مصير البشير بقلم حامد جربو
|
03:21 PM March, 05 2019 سودانيز اون لاين
حامد جربو-
مكتبتى
رابط مختصر
يتساءل الكثيرون عن مصير الرئيس البشير أو " مصير مشير البشير " في الوضع الراهن , يرى المراقبون أن مصير الرئيس البشير وقدره مرتبط بملفات مهمة وحرجة وخطيرة وفي مقدمة هذه الملفات :
- المحكمة الجنائية الدولية
- مليشيات الرديفة
- الحزب والقلة المستفيدة ( oligarchy)
- نفوذ القوى الخارجية
- ملف الحسابات الداخلية
تعتبر فترة حكم النظام الحالي هو الأطول في تاريخ الحكومات السودانية , هذه الفترة تساوي نصف عمر الدولة السودانية المستقلة منذ مطلع يناير 1956م من القرن الماضي حتى اليوم .بنظرة خاطفة إلي" بياغرفي" الفترة تتضح ذلك ...
الحكم المدني الأول ( أول يناير 1956- 17نوفمبر 1958 ) سنتان
الحكم العسكري الأول ( 17نوفمبر 1858م – 31 أكتوبر 1964م ) ست سنوات
الحكم المدني الثاني (31 أكتوبر 1964م – 25مايو 1969م ) خمس سنوات
الحكم العسكري الثاني (25مايو 1969م – 6ابريل 1985م) 16سنة
الحكم المدني الثالث (6ابريل 1985م – 30يونيو 1989م ) أربع سنوات
الحكم العسكري الثالث (30يونيو 1989م – حتى لحظة كتابة هذه السطور ) 30سنة , بمنطق الرياضي سوف يتكرر هذا النمط ..! ونحن لا نريد تكرار ذلك , فقط نريد أن يتوقف عند الحكم المدني الرابع ..!
لم يألف الشعب السوداني رئيس بصفات رئيس عمر حسن أحمد البشير, جنرال جاء إلي السلطة تحت مظلة حزب مدني , ظل رئيساً للبلاد في إبط الحزب ..ثم انقلب علي الحزب وتأبط الحزب وأصبح هو رئيساً للحزب والبلد ..! حزَب الجيش فتأبط الحزب والجيش فصار القائد الأعلى للجيش والقوات النظامية ورئيساً للحزب والجمهورية ..! , زهاء ثلاثون عاماً وفي خلال هذه المدة جرت كثير من المياه تحت الجسر وصاد البعض في الماء العكر, حصل المفاصلة وكثير من الانقسامات والانشقاقات , ولكن ما يهمنا هنا والتي نحن بصددها هي الملفات التي تهدد وتحدد مصير رئيس البشير فالي الملفات :
المحكمة الجنائية الدولية :
أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني عمر حسن احمد البشير بتاريخ 4مارس 2008م بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب في إقليم دارفور غربي السودان, والمحكمة الجنائية الدولية تأسست في عام 2002م مقرها لاهاي بهولندا .ما زالت مذكرة التوقيف تلاحق الرئيس البشير منذ مارس 2008م لا احد يستطيع إلغاء أو تعطيل أو أبطال مفعول المذكرة في حق الرئيس البشير, بل على الرئيس أن يمثل أمام المحكمة الجنائية الدولية لأن المذكرة مسنودة بقرار من مجلس الأمن حيث صوت على القرار أكثر من ثلثي أعضاء الدائمين من دون اعتراض من أحد , وتتهم المحكمة الرئيس البشير بأنه الرأس المدبر لأعمال العنف في دارفور التي أودت بحياة نحو ثلاثمائة ألف شخص منذ 2003م وتسبب في نزوح وتشريد الملايين وفق منظمات وهيئات الأمم المتحدة .
مليشيات الرديفة :
منذ اندلاع الثورة في دارفور 2003م جندت حكومة المؤتمر الوطني مليشيات لقتال الثوار في دارفور , بدءً بالدفاع الشعبي – الجنجاويد – حرس الحدود – الدعم السريع ..الخ, كلها أسماء لمليشيات حكومة المؤتمر الوطني , تختلف الأسماء في كل مرحلة من مراحل الصراع ولكن المهمة هي نفسها , ألا وهي قتال التمرد في دارفور ..! في الحقيقة لا تتبع هذه المليشيات فعلياً لأي قوة نظامية في السودان, لا وزارة الدفاع ولا الداخلية فهي تتبع لرئاسة الجمهورية مباشرة , مصير هذه المليشيات مرتبط ارتباط وثيق بمصير الرئيس البشير ..! في الوقت الراهن تجتمع هذه المليشيات تحت قيادة محمد حمدان دقلو " حمدتي " والجدير بالذكر أن بعض كتائبها تقاتل في اليمن ضمن قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية , لا ادري كيف يكون وضع هذه المليشيات في حالة خلع الرئيس البشير ..!
صقور الحزب والقلة المستفيدة ( oligarchy)
يعلم الجميع أن الرئيس البشير يجمع التناقضات ..! مشير وقائد الأعلى للجيش ويتأبط حزب مدني وفي نفس الوقت رئيس الحزب ورئيس الجمهورية ..! بعيد صدور مذكرة التوقيف في حقه التف حوله صقور النظام والقلة المستفيدة وربطوا مصيرهم بمصير الرئيس فبايعوه سراً رئيساً لمدى الحياة , لحمايته من الملاحقة الجنائية الماثلة , ولكن هذه الحماية والمبايعة والمناصرة الأبدية لها ثمن باهظ, من يدفع الثمن ..؟ الشعب السوداني..؟ نعم الشعب السوداني, هو من يدفع الثمن بكل أسف ..! يرهن الشعب بمذكرة التوقيف ,والقلة المستفيدة تمن علي الرئيس وتنهب الدولة ,فيصبح مستقبل الدولة والشعب في مهب الريح ..! بالتالي حياة الرئيس صار في كف عفريت لا تبدو أمامه خيارات كثيرة ,إما القصر أو السجن مدى الحياة ..! أما القلة المستفيدة أو " الثالث الضاحك " في سباق مع الزمن " الحشاش يملأ شبكته " أن يحوش اكبر قدر ممكن من مال الشعب " خسرانه ..خسرانه ," خسرنا الرئيس والشعب..!, وتريد هذه القلة المستفيدة أن تحتفظ بحكومة اللصوص ( kleptocracy) بأي حال من الأحوال إلي أقصي مدي ..!.
القوى الخارجية :
مع أن الدكتور الحسن الترابي زعيم الحركة الإسلامية في السودان والرئيس الجبهة الإسلامية القومية فيما بعد ومهندس الانقلاب الذي جاء بجنرال عمر حسن احمد البشير إلى السلطة ليس عضواً في جماعة الأخوان المسلمين العالمية , إلا انه أنشأ جماعة إسلامية موازي للإخوان في عام 1991م تحت مسمى " المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي" بالخرطوم لتوحيد العناصر الإسلامية في العالم غير المنضوية تحت جماعة الإخوان , وبالتالي أصبح هو الزعيم أو الأمين العام لمؤتمر الشعبي العربي الإسلامي العالمي ..! ومنذ ذلك الحين انضم جماعات إسلامية عديدة تحت قيادة المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي العالمي لذلك اتجه كثير من جماعات إسلامية صوب السودان الخرطوم وارتبطت بالحزب الحاكم في السودان بزعامة الدكتور حسن الترابي يومذاك , وزلت هذه الجماعات مرتبطة بالحكومة حتى ما بعد المفاصلة ..! فلذا لدي حزب البشير روابط وامتداد خارج القطر لا يستطيع الفكاك منها على الأقل في الوقت الراهن لأسباب ايديلوجية واستراتيجيه وجيوسياسية ..!ومثال على ذلك علاقة حكومة المؤتمر الوطني بدولة القطر وتركيا , وشاهدتم تدخل القطري في شئون الحزب وكان أخره لحظة إعلان حالة الطوارئ في السودان قبل أسبوع .
ملف الحسابات الداخلية :
منذ فجر30 يونيو 1989م ارتكب النظام جرائم وفظائع في حق الشعب السوداني ومازال يرتكب .!,بيوت الأشباح والزنازين التعذيب ,ومسلسل القتل والاعتقال مستمر ولم يتوقف حتى اليوم , بدأ مسلسل اغتيالات والتصفيات بإعدام مجدي وجرجس ..! ومجزرة ضباط الثمانية وعشرين في 28 رمضان الموافق ابريل 1990م , والتي تمت في سرية تامة لا احد يدري كيف جري المحاكمات بحقهم , وكذا شهداء مجزرة معسكر العيلفون لطلاب الدفاع الشعبي في عام 1998م في عشية يوم عيد الأضحى المبارك الموافق 2ابريل, حصد رصاص حراس معسكر العيلفون الخاص لتجنيد الإلزامي " لتدريب المجندين قسراً " أرواح 140طالباً من طلاب المعسكر..! ودفنوا سراً لا احد يدري مقابرهم . في 29 يناير 2005م حصد رصاص أمن الحكومة أرواح 39 شاب في مدينة بورتسودان كانوا في مسيرة سلمية ..! وفي 13 يونيو 2007م خرج مواطنو قري كجبار في ولاية نهر النيل في مظاهرة يعبرون عن رفضهم بناء سد في كجبار , وعلى بعد 7كلم من موقع معسكر العاملين بالسد أطلقت الشرطة وابل من الرصاص على جموع المتظاهرين فقتل أربعة منهم وجرح تسعة وعشرين من أهالي كجبار ..! ويتكرر المشهد تباعاً في ابريل من عام 2012م ’ اقتحم عناصر من جهاز الأمن حرم جامعة الجزيرة وقاموا بضرب وإرهاب طلاب دارفور المعتصمين في داخل حرم الجامعي واختطفوا عدد منهم وتم تصفيه أربعة طلاب وألقوا بجثثهم بعد أن مثلوا بها في ترعة بعيداً عن الجامعة , .وفي مارس 2007م قتل مقدم شرطة عماد الدين سعد حسن في اشتباك مع حرس مني اركو مناوي في المهندسين , بدلاً من القبض على الجناة محاكمتهم , قام جهاز الأمن والشرطة بقوة قوامها مئة عربة مدججة بسلاح وتدعمها الدبابات بقيادة اللواء شرطة دهب والفريق صمت عبدا لرحمن قائد العمليات بالقوات المسلحة بقذف البيت الذي يقطن فيه حرس مناوي ومرضي حركة التحرير وهدموا البيت على رؤوسهم وقتل جميع من كان في داخل البيت وعددهم ثمانية من أفراد الحركة وهذا بالإضافة إلى شهداء سبتمبر 2013م وشهداء الثورة المستمرة الآن .., اعتقد يجب أن لا يمر ملف الحسابات الداخلية من دون مراجعة دقيقة, وتحديد علي من تقع المسؤولية الأرواح المهدرة .
حامد جربو
|
|
  
|
|
|
|
حامد جربو
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست