(مشكلة الناس الهلع والخوف وليس الوقود وإنعدام السيولة ) ، هذا تصريح للقيادي بالمؤتمر الوطني الحاج آدم في لقاء ببرنامج العاشرة الذي تبثهُ قناة الخرطوم الفضائية ، ثم أردف سيادته كإستزاده في مادة الإستهزاء بعقول الناس ومشاعرهم الجملة التالية : (بعض العاملين في قطاع النفط يتقاضون مرتبات تفوق العشرة ألف دولار والوزراء المساكين لا يتجاوز راتبهم الشهري العشرة ألف جنيه سوداني) ، والشعب السوداني المغلوب على أمره بالتأكيد لم يعُد ينتظر إلتفاتة عطف أو إهتمام من ولاة أمره المنتمين إلى فئة (المفصومين) عن واقع الحياة اليومية وآلامها وجراحها المتتاليه ، فضلاً عن تداعياتها التي قد تصل بكل بساطة إلى فقدان الكثير من الغبُش البسطاء حياتهم لأنهم لم يسلموا من مغبة إنفراط أمر الفساد في مغبة إقتلاع حقوقهم قبل أن تصل جيوبهم بإسم الدين والتمكين والعديد من الشعارات الفجة والفضفاضة ، فحين تخلو قرية نائية من قرى السودان من نقطة وقود تتحرك بها العربة الوحيدة المتوفِّرة ، يصبح أمر وفاة الأمهات بسبب تعثر في الولادة يتطلب النقل السريع إلى أقرب مستشفى أمر طبيعياً وعادياً ومُمكن الحدوث يومياً ، كما أن موت الفقراء وارد ومُتاح يومياً في دهاليز المستشفيات ومكاتب إستقبالها التي لم يعُد يعنيها شيئ غير تحصيل المال الوفير ، ولو أدى ذلك لوفاة المريض أثناء ترحاله مع ذويه من مستشفى إلى أخرى فقط لأن مرافقية لا يستطيعون الحصول على أموالهم وحلالهم من البنوك بقدر ما يتطلَّبه منهم الموقف ، ويموت آخرون وهم يحاولون تدبير مبالغ شراء الدواء أو إجراء الفحوصات أو إنتظار أهل الخير لإكمال ما تطلبه مافيا السوق الطبي من أموال لإجراء العمليات الجراحية ، أما الهلع والخوف أيها الحاج آدم فإن أسبابهما بالفعل ليس شُح الوقود ولا إنعدام السيولة ، إنه سيدي (شُح الأخلاق وإنعدام الضمائر) في من يتولون أمر إدارة مصالح البلاد والعباد ، وإذا كنت من المتفائلين بحيث لم ترى في ظلامية هذا الزمان القميء المعالم غير إشراقات لا يراها إلا أمثالكم من المغيبين عن واقع الناس بحُمى السلطان والنفوذ ، فأعلم أن أولئك الذين يتقاضون رواتبهم بآلاف الدولارات في الوزارات المُميَّزة والمنَّظمات الرفيعة ، لا علاقة لهم بعامة الناس وبسطائهم حتى لو حازوا المؤهلات التي تؤهلِّهم لولوجها لأنهم ببساطة ليسوا من المحظيين الذين يتولون مناصبها ووظائفها بقُدرة التمكين السياسي وآفة الولاء والتطبيل والواسطة ، أما الوزراء المساكين الذين تطاولت قصورهم في الأحياء المخملية و تعدَّدت مركباتهم وتوسَّعت مخصصاتهم ، فأعلم أننا نعرف من أين يأكلون الكتِف ، فالمرتب بالنسبة إليهم لا يمثِّل شيئاً فيما يجنون من أموال ، ولعمري لو منعته عنهم لن يحتجوا أو يحاولوا التزحزُح من مواقعهم ، فهناك السفريات الخارجية والبدلات والحوافز والمُخصصات والعمولات والتسهيلات والعلاقات و(الحركات) ، هذه الدولة المنكوبة أثرى أثرياءها هم فئة الموظفين وأصحاب المناصب والنفوذ ، فبالله عليك أما كان حريَّاً بك أن تختصر أسباب الهلع الذي عم قلوب الناس وأخافهم من مُقبل الأيام في ما يسود من فسادِ عام غطى بل أزاح معالم مؤسسية الدولة وحوَّلها إلى مُجرَّد هياكل خاوية من العطاء ولافتات مزركشة لا تنتج شيئاً ولا تخدم أحداً سوى من جلسوا على رأس قيادتها والمقربين من أهل الولاء والطاعة .. كُفوا عنا تصريحاتكم فقد بلغ السل الزُبى .
الأخ الفاضل / هيثم لكم التحيات قلنا لعمر البشير تعال نعمل صف طويل يسمى صف التوزير ،، ذلك الصف الذي يقف فيه كل أفراد الشعب السوداني ( كبير وصغير ) ،، بمعنى من يصل الشباك بعد السنوات والجهد الطويل يصبح وزيراً في الدولة لمدة 6 شهور فقط ،، وذلك تحت أي مسمى من مسميات النفاق الشائعة لدى الإنقاذ ،، وخلال تلك الشهور ال 6 هو وشطارته في النهب والسلب والسرقة والتملق والنفاق ،، والشعب يرى أن ذلك المطلب يحقق عدالة بين أفراد المجتمع السوداني في الواجبات والحقوق ،، كما يحق العدالة في فرص النهب والسرقات والفساد ،، وما فيش حد أحسن من حد ،، ويجب أن يكون هنالك بند في الدستور السوداني يقول : ( سرقة الخزانة العامة مباحة لمن أستطاع إليها سبيلاً ) .
أنصحك يا أخي ( هيثم ) أن تبادر فوراً للوقوف في ذلك الصف المصيري القاتل ،، وقد يقول قائل ما الضمان في أن ناس الإنقاذ لا يقفون الآن في مقدمة ذلك الصف المقترح ؟؟؟. ،، فنقول هي تلك مشكلة الشعب السوداني يهدر الأوقات في الكلام الفارغ في الوقت الذي فيه يعمل أهل الإنقاذ دون أن يهدروا السانحة في الكلام .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة