:: توقعت ما يحدث حالياً، إذ كتبت - في مثل هذا الأسبوع قبل عام - بان السنوات القادمة حبلى بالمزيد من طلاب العرب والأفارقة.. فالعالم العربي يضطرب من حولنا، وكذلك دول الجوار الافريقي ..وبدلاً عن البكاء والتباكي في الكوارث، فلنتعلم من الأزمات كيفية (سد الثغرات).. وهذا ماحدث في هذا العام، إذأعلنت وزارة التربية والتعليم بداية امتحانات الشهادة السودانية يوم غد الأثنين باذن الله، وقد بلغ حجم الزيادة في عدد الطلاب الأجانب الجالسين لإمتحانات هذا العام (3.400 طالب)..!!
:: نعم، لم يتجاوز عدد الطلاب الأجانب في امتحانات العام الفائت (641 طالباُ)، ولكن إرتفع العدد في هذا العام إلى (4.041 طالب).. وليس هناك ما يَدهش، إذ بلغ عدد طلاب جنوب السودان ( 2.961 طالب)، أي ما يقارب الثلاثة ألاف طالب، أو هكذا آثار الحرب .. ثم جاء طلاب مصر في المرتبة الثانية، بحيث بلغ عددهم (831 طالباً)، أي أكثر من ضعف عدد العام الفائت (400 طالب).. وانخفض عدد طلاب الأردن إلى (7 طلاب فقط لاغير)، وكانوا قد بلغوا المئات قبل أحداث إمتحانات العام قبل الفائت ..!!
:: وهناك طلاب من إريتريا، تركيا، اليمن، فلسطين، سوريا، إثيوبيا، جزر القمر، العراق، نيجيريا ، بورما ، الكنغو، إيران، السنغال ومالي.. و بلغ عدد طلاب السودان هذا العام (528.230 طالب)، أي تجاوز نصف المليون طالب وطالبة.. وعن أسباب إقبال الطلاب الأجانب على الشهادة السودانية، تقول وزارة التربية والتعليم : ( سمعتها والإعتراف بها عالمياً)، وقد صدقت ..ولكن هناك أسباب أخرى، منها حروب العرب والأفارقة، بدليل أن الثلاث سنوات الأخيرة هي الفترة التي شهدت فيها الشهادة السودانية تزايد الطلاب الأجانب من أعداد كانت تعد بالمئات إلى ما هي عليها الآن (4.041 طالب)..!!
:: لقد سدت وزارة التربية والتعليم الكثير من الثغرات التي تسببت في أحداث إمتحانات العام قبل الفائت.. إكمال مرحلة ما قبل الثانوية بنجاح، ثم مرور ثلاث سنوات - أو أكثر - على إكمال تلك المرحلة، ثم الرسوم بالعملات الأجنبية، هكذا كانت شروط الطلاب الأجانب للجلوس لإمتحانات الشهادة السودانية ( من منازلهم)..وهذه الشروط كانت فيها من الثغرات ما كشفتها تلك الأحداث، وهي ثغرة تزوير شهادات مرحلة ما قبل الثانوية..!!
:: ثم كانت هناك ثم ثغرة جلوس الطالب الأجنبي لإمتحان الشهادة السودانية بلا أي تحصيل أكاديمي، وإن كان قد أكمل مرحلة ما قبل الثانوية بنجاح ..أي لا يدرس مناهج المرحلة الثانوية، ثم يجلس في إمتحان الشهادة الثانوية بشهادة تشهد له مرور ثلاث سنوات - أو أكثر - على نجاحه في مرحلة ما قبل الثانوية..و قد تم سد هذه الثغرة بحيث تكون دراسة كل المرحلة الثانوية بالمدارس السودانية ( شرطاً)..هذا أو دراسة السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية بالمدارس السودانية..!!
:: ولكن عند توزيع أرقام الجلوس، كان يجب سد ثغرة عزل الطلاب الأجانب عن طلاب السودان بحيث يتم توزيع أرقام جلوسهم في كل مدارس الخرطوم وبعض الولايات لحد الذوبان في بحر طلاب السودانيين..نعم، ليست من سلامة المراقبة - و لا من حسن التأمين - أن تتكدس كل مجموعة طلابية قادمة من منطقة واحدة في قاعة الإمتحان..ثم نسأل عن مصير المدارس السودانية بمصر و جنوب السودان و بعض الدول العربية والإفريقية، و لماذا لا يتم استيعاب بعض هؤلاء الطلاب في مدارسنا بالخارج؟، ولماذا يتم تجفيفها في أزمنة صار فيها الطلاب العرب والأفارقة يتوافدون بالآلاف ..؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطاهر ساتي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست