ما يحدث في الساحه السياسيه الان في السودان ، ما هو الا مشهد مكرر شهدناه حينما اتت الانقاذ لاول مره مبتسمه ضاحكه ، واعده حالفه ، فتمكنت وطغت -اصرار المجلس العسكري علي قياده البلاد لفتره انتقاليه مدتها عامان ما هي الا سياسه الاخوان المسلمين والدوله العميقه ليحكمو عهدا اخر بنفس السياسه الحالكه القديمه التي تعتمد علي مبدا فرق تسد ، وان القوي اعلي والضعيف في القاع ، السياسه التي تقوم فيها الدوله علي المحسوبيه والواسطه لا علي العدل والكفاءه - يجب ان نعلم ان عبد الفتاح البرهان هو الوجه الاخر للبشير ، اختلفت الملامح ولكن يبقي التوجه الفكري واحد ، والانتماء واحد ، فكلهم ابناء الشجره الملعونه ، اصلها الربا واكل السحت ، فروعها من كذب ونفاق ، وجذورها مرويه بدماء شرفاء ثارو ضدهم - يجب ان نعي ان اختيار البرهان لم يحدث صدفه ، بل تم اختياره خصيصا لتهدئه الشارع وامتصاص الغضب ، حتي ينخدع الناس بنجاح الثوره وثم يعودو لمنازلهم فرحين بذهاب البشير وتنحيه ، وهم لا يعلمون انهم تخلصو فقط من شخص فاسد واحد والعصبه الاكثر فسادا هي باقيه وموجوده في كل اركان البلاد ومؤسساته المختلفه ، ولكي يتم التخلص منهم لابد من الوعي السياسي العميق تجاه مخططاتهم الخبيثه ، وان لا نسمح لهم بشق الصفوف وتفريق كتله الثوار ووحدتهم - ما حدث في مصر هو ما يحدث الان في السودان ، عليه لابد ان نستفاد من تجربه قاسيه وقريبه ، وان نعلم ان لا ثقه في حكم العسكر - مماطله حكومه العسكر هذه وعلي راسها البرهان في اعتقال رموز النظام ، ومحاسبتهم ، وعدم كشف ملفات الفساد المختلفه التي ارتكبوها بحق السودانيين من اختلاسات ، وبيع موارد الدوله ، وقتل الابرياء في دارفور ، جبال النوبه ، النيل الازرق ، وكل الشهداء الذين ماتو ظلما وقهرا علي ايديهم منذ عام 89 الي اخر شهيد يبرهن لنا ان دوله الاخوان هذه ما زالت باقيه وان الحكومه الانتقاليه الجديده تتبع نفس الخطي الاسلاميه التي وضعها مخططيها وعلي راسهم مرجعهم الترابي - يجب ان ندرك ان نجاح الثوره في السودان وتولي السلطه لحكومه مدنيه يعني نهايه الجبهه الاسلاميه ، ومحاسبه من اجرم ، كما تعني تدهور اقتصاد بعض الدول التي تعتمد علي سرقه موارد السودان التي يتم بيعها لهم من خلال مسؤلين الدوله العميقه تحت صفقات الفساد والاختلاس والمنفعه الشخصيه ، والتي يترتب عليها بالطبع ارتفاع السلع للمواطن العادي ، ازمات الوقود والمواصلات وغيره ، فليس هناك حل غير الاستمرار علي الثوره ومن ثم تصعيدها الي عصيان مدني شامل حتي تسقط دوله الاخوان العميقه - لابد ان ننتبه الي محاولات شق الصف بالتشكيك في بعض الاجسام كتجمع المهنيين ، مع تلميع بعض الاجسام الاخري مثل ، تجمع الشباب المستقليين والذي صنع بماده كيزانيه كامله الدسم والغرض منه تفكيك الثوره والقضاء عليها - منذ اندلاع الثوره في ديسمبر الماضي لم يتغير في السودان شئ ، سوي بضع تبديلات مقصوده ، فنحن لم نثر من اجل البشير فقط ، بل ثرنا من اجل منظومه شيطانيه كامله والتخلص منها يتطلب مجهود وصبر وتفكير وكمال قال الشهيد عبد العظيم عليه رحمه الله ( تعبنا يا صديقي ،،ولكن لا احد يستطيع الاستلقاء اثناء المعركه )
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
نسيبه عبدالله
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست