بعض الذين ما زالوا يُصِّرون على الإصطياد في الماء العكِر رغم ما تمرُ به البلاد من منعطف خطير وحاسم في تاريخها ، وذلك بتماديهم في حجب الرؤية الصحيحة والواقعية لما يحدث الآن في السودان عن عامة الناس من الذين يستقون معلوماتهم وتوجهاتهم المعنوية والمعرفية من وسائط النشر الإلكتروني وما أكثر (المُرجفين) فيها ، مجموعة منهم يحاولون أن يدبِّجوا مقالاتهم المسمومة بأرضية وهمية فحواها إزكاء نقاش بيزنطي حول تفنيد آراء (أنصار) الحكومة وكذلك معارضيها ، وفي ذلك خِدعةٌ كبرى يجب أن لا تنطلي على الناس ، فهذه الحكومة تجاوزت الأدبيات المألوفة عن ما يُعرف في سِمات الحكومات التي أوردها التاريخ في سجلاته ، لأنها لا تعمل أصلاً في حيثيات إدارتها للبلاد والعباد من منظور كونها حكومة بقدر ما تعمل في ذلك من منظور أنها (شركة ) أو (مالِك) له حق أن يفعل ما يشاء في ما ملكت يداه بما في ذلك أرواح الناس ومستحقاتهم وحقوقهم الواجبة على الحاكم كما عهدناها عند الآخرين بالدستور والقانون والعرف ، هذه الحكومة على مستوى التعاضد الجماعي فيما بين أفرادها ومن يقفون خلفها مُدلِّسين لهثاً وراء المكاسب الشخصية بالإضافة إلى الذين يقفون على الحِياد جُبناً وخوفاً من البطش والتنكيل أو خداعاً لأنفسهم بأن السكوت عن الباطل سيرفع عنهم المساءلة أمام الله والوطن والشعب الصابر ، ليس لها (أنصار) كما يُروِّج بعض المُرجفين ولكن علينا أن نعلم أن لها (شركاء) في جريمة التغوَّل على حق الناس في الحصول على حياة كريمة و إنكبابهم اللا منقطع في تكديس خيرات البلاد وعرق العباد في تمويل مشروعهم الرامي أبداً إلى الخلود في كرسي الحكم مهما كلَّف ذلك من إهدار للرقاب وإنعدام عافية وإستشراء أحزان ومآسي عمت كل الطبقات فيما سواهم ، مفهومهم عن الديموقراطية والإعتراف بالآخر والتداول العادل للسلطة يبدأ من حيث إنتهى بهم الإعتقاد بأنهم الأعلون ، لا نصير لهؤلاء إلا المنتفعين والخائفين من جرد حساباتهم المشبوهة أما القانون والشعب ، حكومة المؤتمر الوطني التي ما زال قوادها يتغَّنون بصوتٍ ماكر عن زيادة الإنتاج والتعجيل بتدوير عجلة التنمية يعلمون تماماً أنهم لا يقولون إلا كذباً ونفاقاً ، والدليل على ذلك علمهم الذي يقبل الشك بأن الإنسان هو المحور الأساسي الذي تدورُ على يديه عجلة التنمية وزيادة الإنتاج ، لا تصدقوهم حين يتمشدقون بذلك لأنكم تعيشون في هذا الواقع المُهلِك وتتجرعون مراراته وترون بأم أعينكم كيف تستهدف سياساتهم الإقتصادية والأمنية وتوجهاتهم السياسية والدولية الإقعاد بإنسان السودان وسجنهُ في زنزانة الفقر والمرض والجوع والجهل والدونيه والإنهيار المعنوي ، هل يستقيم يا أخوتي أمر الإبداع والعطاء والجِد والمثابرة والكد من أجل النماء الجماعي ، والحروب تتناوش أقاليم البلاد والفقر والجهل والمرض يضرب بأطنابه في أجساد ونفوس الناس ، ما من أنصار لكن شركاء .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة