ماذا يريد الثائرون؟ بقلم إسماعيل عبد الله

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 11:15 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-17-2019, 09:20 AM

اسماعيل عبد الله
<aاسماعيل عبد الله
تاريخ التسجيل: 10-25-2013
مجموع المشاركات: 703

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ماذا يريد الثائرون؟ بقلم إسماعيل عبد الله

    08:20 AM February, 17 2019

    سودانيز اون لاين
    اسماعيل عبد الله-الامارات
    مكتبتى
    رابط مختصر




    الثائرون جلهم من فئتي الشباب و الطلاب , الذين شبوا عن الطوق في عهد ذات النظام الذي يريدون إسقاطه , وهم أنفسهم من ارتدى منطال الجينز (الناصل) الذي اطلقوا عليه اسم (السيستم) , و أطلقنا عليه نحن كبار السن إسم (خالي مسؤولية) , استهتاراً بهم و بلامبالاة مزعومة افترضناها فيهم خطأً وجهلاً من عند أنفسنا , و نسينا أن لكل زمان رجاله ونسائه المختلفون شكلاً ومضموناً عن من سبقوهم , من نساء ورجال وشيب وشباب في سالف العصور و الأزمان , فقد أفحمنا هؤلاء الصبية و الجمونا لامساكهم بزمام المبادرة , وأرغمونا على الاستسلام و التنازل عن كل الزخم السياسي و الفكري و الثقافي , الذي تفيض به رؤوسنا التي ضربها الشيب وجثا عليها المشيب , ذلك الزخم الذي كنا نعتبره الخلاصة النهائية للحكمة و حسن القول , فقام هؤلاء الفتية بحسم أمرهم وحزمه ولم يكترثوا لكل ما اكتنزناه , عبر رحلة حياتنا الطويلة و المملة من النصائح و التوجيهات والإرشادات , فقفزوا فوق الكلام و الحديث المنمق و تجاوزوا النظرية المحكية إلى الميدان , و نزلوا الى سوح الفداء يرفعون شعار السقوط غير المشروط لرأس المنظومة , نعم السقوط وليس سواه من التكتيكات و الترددات التي صاحبت مسيرة كبار الساسة و دهاقنة العمل العام , ففي ذلك المؤتمر الصحفي الذي تحدث فيه محمد يوسف و سارة نقد الله , لم يجد المتحدثون كلمة ترضي غرور حضور ذلك اللقاء غير أن يقولوها صراحة , (نحن مع هؤلاء الشباب الثائرين و هم الذين يملون علينا ما يجب أن نفعله) , في نقلة حضارية كبيرة فيها اعتراف و قبول بدور الشباب في تولي إدارة دفة الحراك الثوري , والعمل السياسي المفضي إلى إزاحة المنظومة الحاكمة بغضها وغضيضها , وكل من لم يقدم نفسه تابعاً وليس متبوعاً من السياسيين الكهول والشائخين لهؤلاء الثوار , سوف يفوته شرف الاطاحة بأشهر نظام حكم دكتاتوري عايشته البلاد , فعندما تنازل الصادق المهدي و مهر توقيعه على الوثيقة التي صاغها هؤلاء الشباب , عرف القاصي و الداني أن ساعة صفر زوال الطغمة الفاسدة قد دنت , فالرئيس الدائم لحزب الأمة عدل عن موقفه المرتجف , الذي صادف يوم هبوط طائرته بمدرج مطار الخرطوم وهو نفس أليوم الذي اندلعت فيه شرارة ثورة شباب ديسمبر , و ياليته أعلنها منذ تلك اللحظة التي وطأت فيهما قدماه أرض الوطن الحبيب حتى يضرب عصفورين بحجر واحد , وحتى لا يقع في فخ السخرية من قبل أولئك الشباب الذين تميزوا بقدر كبير من الوعي و المعرفة , وقتها تطابق موقفه ذاك بما حكاه مثلنا السوداني التقليدي (تاباها مملحة تاكلها يابسة) , و هكذا هو حال زعامات جميع احزابنا الديناصورية القديمة الشائخة , والآيلة إلى السقوط سواء بسواء مع توقيت سقوط راعيها الدكتاتور الكبير.
    إنّ للسياسة شؤونها و منعرجاتها و دبلوماسيتها , لذلك لم يرغب ثوار شباب ديسمبر في أن يقولوا لديناصورات السياسة السودانية (دعونا وشأننا) , لكنهم أشاروا الى ذلك في كثير من مواقفهم المتخذة بصدد هؤلاء الساسة المستعجلين , والمهرولين نحو اللحاق بقطار الشباب الثائر الذي انطلقت صافرته , فحتى تجمع المهنيين ما كان له أن يجد هذا الصدى الكبير لولا تقديمه لنفسه كمستمع لا آمر , و كمستجيب لتوجيهات الثوار لامرشد لها أو موجه , فمثل هذه الأجيال الحديثة لا خوف عليها و لا حزن يصيب الحادبين على مصلحة الوطن , من جراء إدراتها للصراع وتبنيها للحراك الثوري الجارية احداثه هذه الساعات , فالتحول الجذري في بلادنا يقوده هؤلاء الشباب النابضة قلوبهم بالدماء الساخنة , فهو تحول كلي و ليس نوعي كما يمني بعض ممن يعارضون النظام من داخل مؤسساته بهذه النوعية , من شاكلة جماعة الاصلاح الآن و حزب المؤتمر الشعبي و الأحزاب والشخصيات التي أخرجها مؤتمر الحوار الوطني , فاحدى مؤشرات هذا الانقلاب الكبير الذي أحدثه هؤلاء الثوار تعكسها فضيحة التخلي المرتعب للبشيرعن قانون النظام العام , ذلك القانون المجحف و الظالم الذي ظل يدافع عنه النظام ثلاثون عاماً , فتلك فضيحة بكل المقاييس و سقوط أخلاقي داوي لم يكن يتوقعه أحد , لشخص ظن كثير من الناس أن به ذرة صغيرة من كرامة وحياء وماء وجه , فالذي يتنازل بتلك الطريقة المهرولة و السريعة عن مبدأ آمن به هو قبل أن يؤمن به الآخرون وعلى مدى ثلاثة عقود , لهو انكشاف لمستور ظل بعيداً عن ناظر وأعين عامة الناس زماناً , و بذلك الافتضاح أصبح صائغ القوانين المكبلة للحريات و القاهرة للنساء , كالطريدة المفزوعة التي تقدم التنازل تلو الآخر لطاردها , حتى تأتي اللحظة الفاصلة لكي ينقض ويجهز عليها , فبرغم تناول خبراء علوم المجتمع و القانون لمواد قانون النظام العام بالانتقاد المسنود بالأدلة و البراهين , إلا أن المنظومة الاسلامية الحاكمة سدرت في غيها وعمهها , تنتهك حرمات مواطنيها بقانون شائه لا يراعي عادات وتقاليد مجتمع يختلف كثيراً عن مجتمعات البدويين في غرب القارة الآسيوية.
    الثائرون يريدون اللحاق بالحداثة ومواكبة متطلبات العصر العولمي , و يرفضون الانقياد الأعمى إلى قدامى المنظرين في شؤون الأقتصاد والسياسية و الاجتماع والثقافة , إنهم يفضلون الأفعال و يركضون هرباً من النظريات المحشوة بتعقيدات المصطلح السياسي , ولا وقت لهم لسماع محاضرة طويلة تثير السأم و الضجر حول الراديكالية و السيندكالية , ولاينوون إضاعة زمنهم في قضايا جدل التوالي السياسي و صراع الطبقة العاملة مع البرجوازية , فهم غير مهيئين لحضور ورشة عمل لا يعقبها عمل , ولا ينضوون تحت مسمى حزب قطري فرعيته في الخرطوم , و رئاسته في بغداد و موسكو و القاهرة ودمشق , فهذا الجيل السبتمبري والديسمبري هو بمثابة النبت السوداني الخالص , الذي أطل برأسه من تحت ركام تربة معتقة برائحة الممالك العريقة والقديمة , نافضاً عن جسده غبار الزيف الملتصق بجلده و المستورد من عوالم لا تشبه عالمه.
    لاقيمة و لامعنى لثورة لا تحدث إنقلاباً في المفاهيم و السلوك , ولا جدوى من تغيير يعيد معتنقي الخرافة و الدجل و المتاجرين بقيم السماء إلى مؤسسات الحكم , فلن تكون الثورة ثورة حقيقة إلا بعد أن تدفن الدويلة الدينية الثيوقراطية و للأبد , ولن تكون هبة طموحة إلا من بعد أن تشيع دويلة العنصرية البغيضة والمغرورة إلى مثواها الأخير , لكل ذلك سخر شباب ديسمبر من حديث رئيس جهاز الأمن حول الشيشة وشارع النيل , لقد ظن المسكين ان هؤلاء الشباب بذات الضحالة الفكرية التي يتمتع بها رفاقه من المهووسين والمتزمتين , وفات عليه أن طموح هذا الجيل قد تجاوز (حجر الشيشة) و (قعدة البنبر) إلى الحجر المقذوف من يده وهو يردد (تسقط بس).


    [email protected]























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de