– لندن – المملكة المتحدة في ذات يوم قابلني السفير عمر بريدو زوج المرحومة أختي وقال لي أنه يريد أن يعرف إن كنت أرغب له، فوافقت، وبعدها ببضعة أيام أشار لي بأنه في أن يتحدث هو مع الكابتن شيخ الدين، والذي كان جاراً تحدث مع شيخ الدين وأن األخير يود مقابلتي ذهبت اليوم التالي لشيخ الدين في مكتبه وشرحت له مشكلتي، فو ّجهني بكتابة مذكرة له بذلك حتى ينظر في األمر، وأن أعود إليه في ظرف أسبوعين، فكتبت المذكرة وسلمتها له وكان ذلك في يوم 31 مارس 1993 بعد أسبوعين ذهبت إليه فقال لي إنها ال تزال قيد النظر وأن أنتظر، فأتيته بعد شهٍر وقال أنه انشغل، فتوقفت من المتابعة حتى ال أضايقه للمعدات األرضية قبل التحاقي، والذي سمعت عنه كل تم تعيين المهندس فؤاد قناوي والذي كان مديراً خير وطيب سمعة، تم تعيينه في قسم الترحيالت مع إبراهيم الخليل مدير إدارة الخدمات األرضية، فجاءني ذات مرة وتبادلنا أطراف الحديث، وسألني لماذا ال أستقيل ألحصل على حقوقي، وأنه يرى عكس ما أرى أن رفض دكتور يس األخير لتسكيني يمكن عكسه لو تقدمت باإلستقالة، ولكني لم أوافق – فجاءني مرةً أخرى ونصحني أنني أواجه معضلة كبيرة لن يشرح فيها أكثر من ذلك، وقال لي "إذا ٍ رفيع )يعني واصل( عندك زول في وضع فأحسن تلحق نفسك وتخليه يتدخل"، فسألته مدى خطورة المعضلة، فر ّد أنه أمر في غاية الحساسية، فقلت له إن لي معرفة وثيقة بالعميد بابكر محمد التوم والعميد "إبراهيم نايل إيدام، فقال لي "ال... زول يكون جبهجي" رجعت الى منزلي ورأسي مثق ٌل بالتفكير وقلبي مغر ٌق في القلق، وتحدثت مع زوجتي وبدأنا نذكر من يمكن اللجوء إليه، فقررت الذهاب لزميل الدراسة بخور طقت ورئيس إتحاد الطالب عندها، وزير الخارجية األخ مهدي ابراهيم، فاستخرت وذهبت إليه في الوزارة لكن وجدت أنه كان في مهمة بأمريكا لمدة ثالثة أشهر عدة محاوالت إستخارة أخرى انتهت بي أللجأ إلى الدكتور حسن الترابي ذهبت إليه يوم جمعة لمنزله بعد صالة الجمعة، فوجدت حشداً كبيراً من الزوار ينتظرون لقاءه، وتمت استضافتي بترحاب، ثم تم تقديم وجبة الغداء المرتاحة، وبعدها جاء الدكتور ودخل الصالون، حيث تجمع حوله الحضور جلوسا ي عن إنطباعات مضيفيه في إيطاليا، والتي حضر منها ً وأنا معهم، وكان يحك لتوه، حول خشوعه أمام ربه في صالته وانبهارهم بها، وتبادل مع زواره بعض الدردشة عن تلك اإلنطباعات وبعد قلي ٍل جاء وجلس بقربي وحياني وسألني للتعرف بي، فأخطرته بأني مهندس بالخطوط الجوية اصارع هجماتٍ شرسة – فقط للبقاء في وظيفتي، وطلب مني كتابة ملخص لما سردته عليه وإعطاءه إياه حتى يتذكره، وفعلت ماقال وسلمته الورقة، فوعدني بالوصول لحل وأن أعود إليه بعد أسبوع في البيت. وجئته الجمعة التالية كما أمر والتقيته بعد الغداء فاعتذر لي وقال إنه الزال "بيبحبت في الموضوع" حسب التعبير الذي استعمله، وطلب مني الحضور الجمعة التالية، وحضرت وجلست مع الحضور حتى جاءت صواني الطعام ولكن المستقبلين أفادوني أنه لم يحضر بعد، وسمعت بعض األصوات خارج المنزل فاعتمل الشك في قلبي فقمت وخرجت من المنزل، فإذا بي أجده متحركاً من با ٍب آخر تجاه سيارته، فحييته وسألته ماذا تم في أمري، فتذّمر فبادرت باإلعتذار أنه هو الذي طلب مني لي "تابع معاي في مكتبي في شارع البلدية ِق شديد قائالُ "الحضور هذا األسبوع، فرد عل " ّى بضي كنت في السابق أستنتج الظلم وأترفع عن التشكي حسب المقولة "الشكية لغير هللا مذلة"، ولكني أحسست بسذاجة تلك النظرية، وانهزاميتها، وأقررت أن الشكية وحدها ال تكفي ولكن الصراع واإلصرار حتى انطبق عليه المقال "اإلختشوا ماتوا"، وفي بطانات من المفسدين ٍ النهاية هو المسار السليم في مجتمع الذين لم يكتفوا بدهاء الثعالب وخبث الضباع، إنما أعملوا شراسة النمور وقسوة األسود. قررت المسير "بال توقف وأن أصل "مع الكذاب لخشم الباب قمت بالحضور اليه اليوم التالي في مكتبه بشارع البلدية، وطلبت مقابلته بناءاً على توجيهه، فقيل لي أنه غير موجود، وقررت اإلنتظار، وطال انتظاري ونصحني مدير المكتب بالحضور اليوم التالي، وحضرت، ونفس الحدث تكرر، ألحضر اليوم الثالث وقد قررت عدم الذهاب مالم أقابل الترابي، وبعد ساعة وبعض الساعة قال لي مدير المكتب، وبعد أن تحدث بالهاتف، أن عصام – إبن الدكتور الترابي – سيقابلني باإلنابة عنه، وجاء عصام واعتذر أن والده اليستطيع مقابلتي وظللت في تلك الدوامة حتى وصلني ذات يوٍم خطاباً بفصلي من العمل في أبريل 1994 ،ولما ذهبت لإلدارة للتحري عن قرار اللجنة اإلدارية وعن مالبسات الموضوع، تم رفض التحادث معي، وتوجهت للسيد/ الحاج سعيد من إدارة شئون العاملين، والذي كان دائماً رفيقي في معاينات تعيينات الجدد في منعاً باتاً المعدات األرضية في مختلف المدن بالسودان، فأفادني أنه قد ُمنعوا في مّدي بأي معلومات أوشهادات خدمة أو حتى صور من قرارات اإلدارة تجاهي، وال أمنح شهر إنذار وال إجازتي السنوية، وال تذكرة السفر التي تمنح مجانا ع ً كل عام للعاملين بالخطوط الجوية السودانية، وال تذكرة الودا للمغادرين العمل بالشركة كما وتم منعي من الحضور لمكاتب الشركة فذهبت لمكتب المدير العام وتحايلت على السكرتيرة )نعم تحايلت!( حتى استلمت سجل عملي وذهبت لماكينة تصوير وصورت كل ما احتاج لتصويره وأهمه: شكواي لمدير الخطوط الجوية عام 1993 إحتجاجاً على عدم تسكيني في الوظيفة ودفع استحقاقي: وكان فيه توجيه من الدكتور يس الحاج، المدير العام، للسيد مدير اإلدارة في نفس اإلطار الزمني، بفصلي من العمل، وتوجيه من المدير اإلداري إلى المستشار القانوني موالنا السباعي للمشورة خطاب المستشار القانوني السباعي يوصي فيه بأن فصلي من العمل غير قانوني وأنه إذا ذهب ُت إلى الكاسب فيها"، وأن أفضل من ذلك إذا البد من مغادرتي الش المحاكم فسأكون "حتما ركة، أن يتم ذلك ً بموافقتي وأن "الصلح خير" وصورت نسخة 31 مارس 1994 ً ،من خطابي للكابتن شيخ الدين رئيس مجلس اإلدارة بتأريخ :ولدهشتي، كان قد ذيله في نفس يوم تسليمي إيه، بنفس التأريخ، بتوجيه للمدير العام "لماذا ال تفصلون هذا الشخص في صم ٍت بدالً من هذه الضجة" مسبقا صوراً من كل وثائق الفساد واإلفساد ً أضفت هذه الصور للملف الذي أعددته فيه إنصافي ذهبت بعدها لنسيبي السفير عمر يوسف بريدو، والذي كان قد أرسلني لكابتن شيخ الدين آمالً في قضيتي، وأريته الخطاب وتعليق كابتن شيخ الدين، فظهر عليه حزن عميق واعتذر لي، ورغم أنني لخارج السودان، قلت له "هل أنت ترى كيف تبرز المبررات والدوافع لم أكن أفكر في اللجوء بتاتاً ليلتجئ مؤهلو السودان لمغادرة البالد؟ أنا رفضت الجواز اإلنجليزي ورفضت البحث عن عمل في خالفا زمالئي الذين دفعتهم الحاجة لإلغتراب بعد أن استلم األجانب ً الخليج لما فعلت كل دفعتي و وظائفهم في السودان بالدوالر، وقررت خدمة بالدي فإذا بها تلفظني وكأنها تع ّج بالكفاءات التي تفوق "حاجتها كانت إبنته سلمى، خريجة جديدة في الهندسة وملتحقة باإلدارة المركزية للكهرباء والمياه، حاضرة لتلك وتأثرت جداً المقابلة، فسألتني هل أمانع في العمل في أي مكان آخر، فضحكت وقلت لها: ال، فأنا ال أعتقد أنه مسمو ٌح لي بالعمل في أي مرفق، فهو فصل للصالح العام ولكنه مستّر، ولم توافقني، وقالت لي لو أقبل فإنها تعرف شخصا ييني، فقلت لها ً معهم في اإلدارة المركزية "واصل" ويمكنه المساعدة في تع "أليست اإلدارة المركزية أحوج المرافق للمهندسين؟ أوليس تعيين المهندسين للعمل في األقاليم أكبر معضلة تواجهها اإلدارة المركزية؟" أجابت باإليجاب – قلت لها "أنا مستعد للعمل في اإلدارة المركزية في األقاليم أو أي مكان في أي وظيفة" ففر َحت ووعدت بالرد سريعاً. بعد أيام إلتقيتها فقالت لي "طلب مني الشخص المذكور أن أعطيه فقط إسمك بالكامل، وإنه جاءني بعدها بأنه ال يمكن تعيينك، ولكني متأكدة لو ذكرت له أنك خالي لن يمانع" فضحكت ورّب ُّت على كتفها قائالً لك، فكل هذه العملية جاريتك فيها لتشهدي بنفسك كيف لها "شكرا أنني ممنوع من العمل في هذا البلد، ً وليس ألنني أعشم في العمل" خالل ذلك العام أصدر الرئيس عمر البشير قراراً بالنظر في أمر الموقوفين من العمل وإنصافهم حيث برئاسة العميد بحري/ صالح كرار لتلك المهمة وأن يتقدم الشاكون ٌم قد لحق بهم، وكّون لجنةً يتبين ظل للجنة في مقر مجلس الوزراء ّ بشكواهم وعلى نفس الموقف الجديد الذي أتخذته "الكذاب و ّصله خشم الباب"، ذهبت لمجلس الوزراء وتقدمت بشكواي وأرفقت كل األوراق التي تدل على الفساد الذي واجهت ومجهوداتي في مجابهة مسئولية "ممزقة محاربته، ووجدت هناك رجاالً رفيعي المكانة منهم بروفسور مرفوت تعسفياً ويلبس بدلةً جزئياً"، وتحسرت على هوان أبطال بالدي أحد أقربائي لهم معرفة حميمة بشخ ٍص في إدارة مجلس الوزراء، أوصلوني به، وبدأت أتابع معه موضوعي وكان يفيدني بكل ما يجري. أخطرني مرةً بأن موضوعي أمام اللجنة وهي تنظر فيه، ثم لدرجة الحماسة وأنهم قرروا أنني مظلو ٌم بعدها أفادني أن اللج جداً، وأنهم يوصون نة تعاطفت معي جداً بإرجاعي للعمل وأن تعدل وظيفتي إلى مهندس قائد منذ تعييني مع الترقيات الالزمة وكأن الفصل لم يتم، وأن ترد لي كل حقوقي بناءا ي جولة ً على ذلك. و قال لي أن القرار ينتظر الرئيس البشير والذي كان ف .في دول الخليج للتصديق به )وكان ذلك في ربيع عام 1995) بعدة عودة البشير اتصلت بمجلس الوزراء ألتابع مايحدث، وجاءني في الخط شخص آخر وقال أن من أبحث عنه غير موجود، وأن شكواي تم رفضها، فسألت إن كان من الممكن إستالم قرار بذلك، فأجاب بالرفض، وسألت إن كان يمكنني استالم شكواي وأوراقي، وأجاب بالرفض أيضاً، وحذرني أال أتصل مرةً أخرى وأال أشير لهذا الموضوع في أيٍ من الصحف، فطمأنته وطلبت منه فقط أن يخطرني إن كان السبب "أمنيا " ً" أم "سياسيا"، فقال لي "أمنياً وسياسياً ومع قفل الطريق أمامي للعمل في أي مرفق، قررت ممارسة األعمال الخاصة وإلى اللقاء في حلقة أخرى من مسيرة معارك الفساد
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
سعيد محمد عدنان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست