في مطلع سبعينات القرن الماضي فاز السودان ببطولة الامم الافريقية ، وكان بين افضل ثلاثة منتخبات افريقية تأهلت للمثلث الذهبي المؤهل لكاس العالم 1970 ، وهي المغرب والسودان ونيجيريا ، وجاء السودان في المرتبة الثانية بعد منافسة شرسة مع المغرب لأن أفريقيا كان لها ممثل واحد فقط ، كما مثل القارة الافريقية في اولمبياد ميونيخ 1972 وقد اداء جيدا وانهزم بشرف من الاتحاد السوفيتي الفائز بالميدالية الذهبية 2/1 ، وتعادل مع المكسيك وفاز على بورما . وقد كان اداء المنتخب القومي واندية الهلال والمريخ في البطولات الافريقية رائعا وممتعا ، واذكر ثلاث مباريات تاريخية للمنتخب والهلال والمريخ ، حيث استطاع المنتخب التأهل على حساب تونس في تصفيات بطولة الامم الافريقية بعد ان تقدمت تونس بثلاثة اهداف في مطلع المباراة الاولى في ملعبها ، عاد واحرز هدفين ثم جاءت مباراة الرد في الخرطوم وتأهل المنتخب بعد الفوز عليها 2/1 ، والهلال لعب مع المحلة بطل الدوري المصري وكان قد انهزم في مباراة الذهاب 4/1 وعاد من بعيد واستطاع ان يحقق نفس النتيجة ،وتعادل ولكنه خرج بشرف بضربات الحظ الترجيحية ، ولعب المريخ مع بطل رواندا أو بورندي لا اذكر ، تعادل في مباراة الذهاب سلبا ، وانتهى الشوط الاول في استاد المريخ ابيض ايضا ، لكن في الشوط الثاني انتفض المريخ واحرز اربعة اهداف في ربع ساعة تقريبا وتأهل.
وكل هذه النجاحات تمت بعزيمة الرجال والقوة والغيرة والاحساس بالمسؤولية , كما لايوجد اي محترف اجنبي . ورأينا اللاعبين يصولون ويجولون في الملعب مثل الاسود لم يهدأ لهم بال حتى حققوا هذه النتائج الايجابية.
ولكن معادلتنا اصبحت معكوسة مع هذا الزمن الاغبر ، حيث شهدنا الاداء الهزيل للمنتخب واندية الهلال والمريخ في التصفيات والبطولات الافريقية ، وقد خرج المريخ من الباب الخلفي ، وتبعه الهلال في بطولة الكونفيدرالية ، وقد انهزم ذهابا وعودة من النادي المغربي المتواضع نهضة بركان ، ولم يحسن الكابتن محمد احمد بشير (بشة) في قيادة الهلال في تلك المباراة واستقبلنا العيد و"خشمنا ملح ملح، ، ألم يشاهد كابتن بشارة عبد النضيف في الملعب وهو يقود المنتخب والمريخ وكذلك على قاقرين يقود الهلال ، مثل الاسود الكاسرة لاتخاف من احد ،ولم يكونوا يحتاجون إلى مدرب اجنبي كي يعلمهم كيف يتصرفون اثناء المباريات. ورأينا كيف كانوا يخيفون المنافس ويهدئون من روع زملائهم ، انت وامثالك يابشة نريدكم مثلهم لايخافون ولايهابون ، ولايرضون الهزيمة لأنهم يمثلون بلد ويحملون آمال امة .
واتذكر لاعب الماني اسمه بريما من المجموعة التي فازت بكاس العالم عام 1990 ، قال أننا عندما نلعب باسم ألمانيا هذا شيء آخر وشرف لايعادله شرف ، لأننا نحمل آمال أمة ، ويجب ان نموت قبل ان نهزم. لذلك نريدكم تموتوا قبل ان تهزموا ، يجب على ان تقوم القنوات الفضائية ببث مباريات الهلال والمحلة المصر ي والمريخ مع بطل بورندي والسودان مع تونس في السبعينات ليشاهد الشعب كله الغيرة وحب الوطن والولاء للسودان بين هؤلاء الاسود الاشاوس.
الشعب المسكين يقف في طوابير الخبر والغاز والبنزين والجازولين ، وغيرها الكثير من الطوابير التي انعدمت من شتى دول العالم. يحتاج ان يفرح ويصفق لحاجة واحدة جميلة ، هي كرة القدم التي يحبها .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة