الإنتخابات المقررة فى عام 2020م لا تختلف عن إنتخابات عام 2015م كثيرا لانها تأتي فى نفس الظروف بالنسبة للحالة السياسية فى السودان بل أسوأ . الأحزاب مسجلة حتى أخر أيام إنتخابات عام 2015م عددها 83 حزبا والأحزاب التى شاركت فى الإنتخابات عددها 44 حزبا لها إتفاقيات سلام موقعة مع الحكومة وحصلت جميع الأحزاب المشاركة على مقاعد فى المجالس التشريعية الولائية والمجلس الوطنى وبعض المؤسسات الحكومية وصرف على الإنتخابات ما يعادل 800 مليار جنية . كلنا مؤتمر وطنى رضينا أم أبينا وبدل أن نصرف على الإنتخابات ومفوضيتها تلك المبالغ التى تعيد لمشروع الجزيرة مكانته وهيبته كما كان إذا صرفت عليه ، لانه يمثل الإقتصاد الحقيقى للسودان لان البترول والذهب الذى إكتشف وصدر بكميات مقدره لم تعادل ما كان مشروع الجزيرة ينتجه ويغطيه فى عهده الزاهر . لماذا الإنتخابات ؟؟ والأحزاب الرئيسية مثل الإتحادى والأمة مشاركة فى الحكومة بأبناءها وبعض أعضائها وتصلها مخصصاتها الشهرية أو تستلم إعانات بصفه دورية ورموزها يعيشون فى أفضل وضع من مؤيدى تلك الأحزاب الذين يهتفون ويظاهرون ويناقشون ويتشاتمون بينهم من أجل أحزابهم مثلهم ومثل مشجعى الكورة الذين لا يطولهم شىء سوى النقاش والصياح وضياع الوقت والمال بينما اللأعبين والمدربين والفنيين والإداريين فى الفريق هم من يجنوا المكاسب . أما الأحزاب الأخرى مثل الحزب الشويعي الذى فقد قاعدته الجماهيرية الكبيرة والحزب الشعبى كذلك بعد وفاة قيادتهم وأصبحوا يتخبطون فى تصريحاتهم سياسيا وإعلاميا لم يفكروا فى إعادة ترتيب قاعدتهم الجماهيرية وباقى الأحزاب التى تسمى فى الشارع السودانى بأحزاب الفكة او المصلحة وإن كان بعضها تهمه مصلحة الوطن وإستقراره فهى تأثيرها محدود . إذا كانت الأحزاب جادة فى وطنيتها وتوسيع قاعدتها الشعبية لكانت فترة 28 عاما الماضية كفيله بأن تجعلها صاحبته قرار سياسى وكلمة جماهيرية وتنمية وطنية ومنافسة حقيقية مبنية على الثقة والوطنية والأهداف ، لكن حتى هذه اللحظة قاعدة تلك الأحزاب مفككة وأهدافها مبعثرة وخططها فاشلة بما فيها الأحزاب العريقة . لنتفق جميعا بأن ما يصرف على الإنتخابات يتم تسليمه الى شركة خارجية لتصرفه على التنمية فى السودان وأن تكون تلك الشركة أجنبية حتى نتجنب الفساد وأن لا يتدخل أحد فى عملها ، فقط نحدد لها المشاريع ( زراعية او صناعية أو خدمية ) التى نحتاجها ونلزمها بعقود واضحة المواصفات والجودة والفترة الزمنية ونحدد لها قيمة عقدها ويشرف عليها مختصين وطنيين محايدين ولا يحق للأى جهة التدخل فيها سواء أكانت حكومية أم حزبية أم أمنية حتى نضمن نجاح تلك المشاريع . وهذا ليس نقصا فى الشركات ولا فى الكفاءات السودانية لكن حفاظا على المال العام وجودة المشاريع ونزاهة العاملين عليه . لان أكثرالمشاريع التى نفذت عن طريق شركات أو جهات وطنية أو بأشراف حكومى لم تستمر حتى الكبارى التى إعتداء عليها الفئران والمشاريع الزراعية التى دمرها الجفاف بفعل فاعل والطرق التى إنهارت وتشققت فى زمن وجيز من إنشاءها لعدم مطابقتها المواصفات والمقاييس والجودة وإفتقادها للصيانة . لأ داعى للإنتخابات حاليا وعلينا أن نستسلم لدولة الحزب التى يحكمها أحزاب وطنية بمقياس تلك الأحزاب حتى نعيد ترتيب أحزابنا ونعرف قيمة الوطن وحق المواطن و نتعلم ثقافة الحريات والديمقراطية التى نادى بها الإسلام قبل الغرب ونحدد أهدافنا ونضع شعاراتنا ونلتزم بتنفيذها وقبل كل ذلك ندمج جميع الأحزاب فى حزبين او ثلاثة فقط بدون قبلية ولا عرقية ولا تفرقة عنصرية ولا أهداف سياسية وإقتصادية لمصلحة جهة معينة . وأن نهتم حاليا بالتنمية ونرسخ الأمن ونحارب الأمية والفقر بقدر ما لدينا من إمكانيات ونبسط العدل بعيدا عن الحزبية والقبلية والواسطة وأن نعمل جميعا لمكافحة الفساد الذى كاد أن يدخل كل بيت مثل التسيب عن العمل أو تعطيل معاملة الناس أو طلب مقابل على ذلك أو تخريب ممتلكات الوطن وكلها من أنواع الفساد وكذلك إمتلاك العمارات والإستثمارات الخارجية والأموال العامة المهدرة والمستغلة من قبل جهات وأشخاص يتمتعوا بحماية ولن تطولهم العدالة لعدم وجود الإثبات .
12-06-2017, 11:06 PM
nour tawir nour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر الشريف
nour tawir
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست