الحكومة السودانية الجديدة باتفاق مع قوى ( الحرية والتغيير ) قررت تأجيل خططها عن رفع الدعم ( المزعوم ) عن الوقود الذي كان مقرراُ تدريجياُ في الأيام المقبلة .. وذلك لفترة ما بعد انعقاد المؤتمر الاقتصادي الجامع المزمع عقده في نهاية شهر مارس المقبل .. وكانت الشائعات القوية في هذه الأيام تؤكد أن هنالك خلافات كبيرة وعويصة تدور بين الحكومة الجديدة التي أرادت أن تخرج من أزمتها الاقتصادية والمالية الطاحنة على حساب ذلك المواطن المغلوب على أمره وبين قوى ( الحرية والتغيير ) التي هددت صريحة بالمظاهرات والإضرابات والعصيان المدني في حال رفع الدعم عن الوقود وعن أية سلعة أخرى مدعومة .. والمعروف في كل بلاد العالم أن فكرة رفع الدعم عن السلع والخدمات وفرض الضرائب على الشعوب هي من سياسات وشروط البنوك المالية الدولية .. فهي تضع تلك الشروط المجحفة في مقابل التمويل والتسليف .. ولا يعرف أحد تلك الأسباب التي تخلق ذلك النوع من العداء بين الشعوب وبين تلك الصناديق .. ولو كانت تلك الصناديق المالية تحت سيطرة الشعوب لسقطت بالانتفاضات والثورات وانتهت أمرها منذ مئات السنين !!
ونقول لهؤلاء تجار السودان ( الذين لا يخافون الله ولا يتقون ) أحبسوا أنفاسكم قليلاُ ولو مؤقتاُ لحين بدء المعركة من جديد بعد شهور قليلة .. وتوقفوا فوراُ عن ذلك التلهف الشديد وعن ذلك النهم والسلب والنهب والجشع والطمع المخيف .. ورفقاُ بالقوارير .. فتلك الأطراف ( الحكومة وقوى التغيير ) قد وضعت نوعاُ من التهدئة المؤقتة التي تكبح جماع الدولار في البلاد .. كما تكبح ارتفاع الأسعار بغير مبررات .. والشعب يرجو من ذلك المؤتمر الاقتصادي المزمع عقده في الشهور القادمة أن يضع أحوال الإنسان السوداني تحت المجهر بطريقة جدية وصادقة عند المناقشة .. وذلك بالقدر الذي ينصف ويعدل ذلك الإنسان الذي يكابد الويلات منذ استقلال البلاد !.. وما تحرك الشعب السوداني لإسقاط النظام البائد إلا تحت قسوة الظروف الحياتية والمعيشية القاسية .. وهو ذلك الشعب الذي صار لا يتحمل المزيد والمزيد من تلك الجبابات والضرائب والزكاة والرسوم والفرضيات من تلك المسميات الأخرى الكثيرة المجحفة .. والأسرة السودانية اليوم لا تستطيع أن تواجه ظروف الحياة العادية ناهيك عن تلك الظروف الطارئة مثل الأسقام والأوبئة ومتطلبات التعلم والتعليم وخلافها .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة