وكما تقول الأسطورة أن لعنة الفراعِنة ستلاحق العلماء وعامة العمال والفنيين الذين عملوا في نبش قبور الملوك الذين كان بعضهم يُنصِّبون أنفسهم آلهةً على شعب النوبة العظيم ، فإن (آل كوز) وبعد حصولهم على الحكم وصولجان السطوة والثراء والمُلك في بلادنا المغلوبة على أمرها هذه ، يهدِّدون عامة الناس من الفقراء وقليلي الحيلة ممن لم يُسعفهم الحظ أو ربما حالفهم بعدم الإنخراط في عجلة التزلف والفساد والتخلي عن المباديء والقيَّم ، بأنهم قبل أن يثوروا أو يحتجوا على ما هم فيه من ضيمٍ وتضييق خناق في لقمة عيشهم وجب عليهم أن يضعوا في حساباتهم ما يمكن أن يصيبهم من هلاك بسبب لعنة الكوازنة إذا ما غضبوا أو هبوا (عن جِدٍ) للدفاع عن مكتسباتهم الباطلة في السودان سياسياً وثقافياً ومادياً والأخيرة هذه هي الأهم لأنها المحور الرئيس الذي يستندون عليه في مثابرتهم المستميته للبقاء على رقاب الناس وإقصاء الآخرين ، وذلك من إتجاهين الأول هو الدفع بكل إمكانيات الدولة التي تجنيها من جيوب الغلابة على قلتها في إتجاه تدوير عجلة الأمن الدفاعي عن الحكومة نفسها وليس الوطن ، والثاني عبر تعميق حِدة الفقر وقِلة الحيلة لدى البسطاء إمعاناً في إضعافهم وإلهائهم ببذل المزيد من الوقت والجهد للحصول على فتات الخبز فيطيب لهم بذلك المقام والأمان ، فلا وقت للمواطن الآن للإنخراط في خلية تنظيمية سياسية أو تنظيم معارض يُكلفه وقت الإجتماعات وإهدار الطاقات البدنية والفكرية ، لأن يومه الذي يحتوي على 24 ساعة لا يكاد يكفي إستثماره في (بهلوانية) التحايل على الحياة والظروف من أجل الحصول على رغيف الخبز الذي أصبح يُكلِّف طالبه نصف ما يجنيه من أجر يومه أو يزيد ، إذن إنها لعنة الكوازنة التي تندرج أعراض من يُصاب بها من غير الفئة المحظية تحت كلمة واحدة هي الفناء الذاتي ، فلن تمسِك أياديهم بعد الآن بِضُرٍ مباشر كما فعلوا ذلك في البدايات ، يكفيك الجوع والمرض والعجز والتعرّض لمهلكات التعامل مع الحياة العادية ، ففي ما يجري الآن من ضغوطات على عامة الناس ما يمكن لو كانت وزارة الصحة لديها إمكانيات الإحصاء المهني والمُحايِّد أن تستقصي به جلياً إرتفاع حالات الجلطات الدماغية والسكتات القلبية والسرطانات والفشل الكلوي وكلها أمراض لها علاقة مباشرة وأساسية بما يُسمى الضغوطات الحياتية ، لعنة الكوازنة ستستمر حِدتها لأنهم على ما يبدو قد مزقوا آخر وريقات الحديث عن آمال الناس وتطلعاتهم للحصول على أبسط ما يكن أن يكون في أفقر دولة في العالم ، كل ذلك ليستقيم أمر ميزانية الدولة والتي هي بأكملها موجَّهه لتسيير وتمويل قطاع هيكلي مترهل من المناصب الإسترضائية والتمكينية وهي في واقع الأمر آلة أو فلنقل (عالة) على أكتاف المواطن المسكين الذي يدفع مرتباتها ومخصصاتها و(تجنيباتها) وإخفاقاتها وفاقد خزائنها عبر الفساد من جيبه المُهتريء ، ثم بعد كل هذا يعيدون نفس المسرحية المُسماة زيادة المرتبات والتي هي بالأحرى إشارة ونداء عاجل يحثُ تجار الجشع العام على زيادة الأسعار لتصبح حكاية الزيادة كالعادة (ساقية جحا التشيل وتدي البحر).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
هيثم الفضل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست