21 أكتوبر 2019م كل يوم 21 أكتوبر والشعب السودانى بألف خير وحرية وسلام وعدالة، ورفاهية ورخاء وراحة بال، . وطول يوم أمس، العشرين من أكتوبر كنت أبحث عن سبب أو موضوع للكتابة فى ذكرى ثورة 21 أكتوبر المجيدة، فلم أجد.. حتى جاء موعد أخبار العاشرة مساء فى تلفزيون جمهورية السودان فكان الحلّ: فى الخبر الأوّل ظهر الأستاذ فيصل محمد صالح، وزير الإعلام والناطق الرسمى بإسم حكومة السودان الإنتقالية، وتلى قرار دولة رئيس الوزراء دكتور عبد الله حمدوك بتشكيل لجنة وطنية برئاسة مولانا نبيل أديب عبد الله للتحقيق فى أحداث وملابسات فضِّ إعتصام القيادة العامة صباح الإثنين 3 يونيو 2019م، والفظائع والإنتهاكات التى وقعت فى تلك المجزرة، ومنح القرار اللجنة سلطات قانونية وإدارية واسعة لتعمل لمدة ثلاثة أشهر قابلة للتجديد، . أثناء تلاوة القرار، مرَّ فى الذاكرة شريطٌ حزين لأحداث ذلك الصباح، صباح يوم وقفة عيد الفطر المبارك، صباح آخر يوم من أيام شهر رمضان الكريم، . سعدتُ لصدور هذا القرار كغيرى من البشر، ولكنِّى فرحت أكثر لرئاسة مولانا نبيل أديب عبد الله اللجنة، فهذا فارس من فرسان الحق والعدل، وخبير قانونى من العيار الثقيل، وأستاذ نبيل يحتمى به طلّاب الحق والعدل. وفكَّرت ملياً فى المهمة العظيمة التى تنتظر اللجنة، والمفاجأت الكبيرة التى ستظهر وما كانت لتخطر على بال بشر، ونترك اللجنة تعمل فهى قادرة على انجاز المهمة، ولكن هناك رسائل ومناشدات يجب علينا إيرادها، وهى: العدل أساس الحكم، والعدل هو إسم الله الأعظم فيجب على الجميع توقير اللجنة ومعاونتها وإسنادها فى بحثها المُضنى عن الحقيقة، أن نلتزم جميعاً كسودانيين: أن لا أحد فوق القانون، وكل الناس سواسية أمام القانون، لذلك يجب أن يخضع الجميع للجنة ودعواتها للمثول والإدلاء بالشهادة، وأنَّ يعلم الجميع أن الشهادةَ لله، على الشعب السودانى بكل قطاعاته ومؤسساته وجميع أجهزة الدولة حماية هذه اللجنة وإسنادها لتؤدى عملها بأكمل وجه من البداية إلى النهاية، على الشعب السودانى وجماهير ثورة ديسمبر الظافرة التعاون التام مع اللجنة ومدِّها بالمعلومات والشهادات والبينات المباشرة والمادية بلا خشية أو وَجَل، إن التحقيق هدفه الوصول إلى الجُناة الذين قرروا ونفذوا مجزرة فض الإعتصام أفراداً كانوا أو مؤسسات نظامية أو سياسية، وبالتالى يمتنع الجميع عن إبداء الخوف والذعر وبث الشائعات أن اللجنة تستهدف أحداً دون الآخر لأن يد العدالة ستطال كل الجناة دون غيرهم، وأن حكم القانون فوق الجميع، أنَّ لجنة مولانا نبيل أديب امتحان حقيقى للشعب السودانى فى كل قطاعاته وأجهزته ومؤسساته فى إيمانهم الصادق بمبدأ عدم الإفلات من العقاب ومساواة جميع السودانيين أمام القانون. وأنْ لا أحد فوق القانون، غير مسموح لأحد أن يقتل وينتهك ويحرق ويغتصب، ثم يفلت من العدالة. وعمل هذه اللجنة سيضع حداً فاصلا بين أن يكون السودان دولة مدنية حديثة السلطة فيها للشعب يفوضه لمؤسساته المختلفة، وبين أنه حظيرة يمتلكها العسكر يقتلون الشعب ويبيدونه وينتهكون حقوقه ثم يفلتون من العقاب، عمل لجنة مولانا أديب سيضع حداً فاصلاً بين الحق والباطل، بين أن يكون السودان أو لا يكون، وبين أن يسود العدل وحكم القانون أو أن يسودَ قانون الغاب، بين أن نُحكمَ بقوة القانون أو نُقمعَ بقانونِ القوة من فوهات الدوشكا، لذلك: على الشعب السودانى أن يحمى ويدعم ويسند لجنة مولانا نبيل أديب وينتظر ليرى النتيجة فى خاتمة المطاف، وبعد صدور قرار لجنة مولانا أديب، ظهرت مواقف سالبة وأخرى إيجابية: الموقف السالب: البيان الذى أصدره الناطق بإسم القوات المسلحة محذراً من أقترابِ المواطنيين من مقار القوات المسلحة فى مسيرات اليوم 21 أكتوبر 2019م بحجة عدم إحراج الجيش وإقحامه فى أى عمل شعبى جماهيرى!. وهذا هو الأصل فى الأشياء أن يبتعد الجيش عن الشعب وشؤونهم مناطق ومواقع سكنِهم. ولكن هل يعلم هذا الناطق العسكرى أن الجيش فى السودان هو من أفسد الحياة العامة بحشر أنفه فى السياسة وحكمه السودان بالحديد والنار(53) سنة من جملة(63) سنة هى عمر السودان بعد الإستقلال؟. وهل يعلم الناطق العسكرى أن الجيش الذى هو ناطق بإسمه إسمه "قوات الشعب المسلحة؟"، ويعنى ذلك ببساطة أن الجيش مِلك الشعب السودانى، فكيف يُحرم المالك من الإقتراب من مِلكِه؟. ولكن وتقديراً واستجابة لمخاوف الناطق العسكرى، على الشعب السودانى الثائر أن يخرج فى مليونية خاصَّة، فى أقرب وقت، يقرر فيها إخراج الجيوش المكدَّسة فى قلوب مُدن السودان، العاصمة الوطنية الخرطوم وعواصم ومدن الولايات، وليكن هذا فِراق بين الشعب والجيش، أخرجوا الجيش من مدن الشعب السودانى، وشوفوا لو الشعب يقترب منكم أو يصوِّر ثُكنات الجيش عند الحدود والفلوات البعيدة التى سترحلون إليها، أمَّا الموقف الإيجابى بعد صدور قرار تكوين لجنة التحقيق: هو أن الثورة الشعبية الظافرة قد بدأت أكلها تينعُ وتأتى، وقرار تكوين اللجنة هى ضربة البداية Kickoff لعمل حكومة الفترة الإنتقالية، ونبارك لشعب الثورة الشعبية السودانية الظافرة بداية تحقيق أهدافه العاجلة، والعدل أساس الحُكم، والظلم حرام ولا يليق بالثوَّار.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبد العزيز عثمان سام
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست