في ظل صخب الاحتفالات و كرنفالات الفرح المزعوم و الموجهٌ من اعلى المستويات’ لخلق حالة من الاحتفاء الجماعي و اصدار اكبر قدر ممكن من الضجيج و الغناء و الهتافات المُدوية من حناجر ادمنت الهتاف مدفوع الاجر’ و التصفيق عالياً من ايدي ادمنت التصفيق طوال سنوات خلْونٌ مثل ادمانها اكل مال السُحت و فتات موائد الوالي اللصٌ و عطايا و هبات حاشيته و عشيرته الضالة المُضلة و كسبها الحرام. بين الاعلام المرتفعة و اضواء كاميرات القنوات التلفزيونية و الرسمية و مراسلي صُحف الامير و الوزير و الفقير و بين ارتال اوراق الزيف و الضلال و الحشود التي كان موعدهم يوم الزينة و تم حشرهم ضُحى ليروا سحرتهمُ مثل قوم فرعون ’ و ما الفرق بين الاثنين بكبير’مع الاعتذار لفرعون طبعاً. وسط كل هذا و ذاك’ يحاول هؤلاء القوم اخفاء الكثير من الامور و تعميش الحقائق و طمس واقع الامر لاجل السلطة و الجاه و الموازنات الداخلية و الخارجية و محاولة ارضاء هذا و ذاك في ظل المحاصصات و المماحكات البادية و المخفية و التي لا تخفى على كل ذي لبْ لو كانوا يعقلون. هل ما يحدث الان هو ما قدم الشهداء دمائهم الطاهرة لاجله؟ هل هذه الاتفاقات الضاربة هي جلٌ طموح الشباب الثائر و الكنداكات؟ هل ابقاء العسكر ممسكين بمفاصل الدولة و من خلفهم جيوش النظام السابق هو من اهداف الثورة السودانية المقتولة و المسروقة و المؤودة؟ كيف يدعى هؤلاء القوم انهم يمثلون الشعب بعد ان خرج منهم حزب الشعب الاول و هو الحزب الشيوعي السوداني و الذي مثٌل على مدى تاريخه الناصع الطويل انه خط الدفاع الاول عن مصالح الجماهير و طبقات الشعب الكادحة و المواطن البسيط و ظل حارساً وفيا لكل من يريد سرقة مكتسبات الامة’ طوداً شامخا ً و بناءً راسخاً ممسكاً على جسارة المقاومة بلا مساومة’ و الذي كان قويا وواضحاً كعادته و هو يرفض هذه التفاهمات المشبوهة و المدغمسة: ماني الوليـــــد العاق لا خنت لا سرٌاق و ها هو الجسم النظيف و المُعافي و الذي يحبه الشعب و يُحب الشعب ’ الا و هو تجمع المهنيين و هو ايضاً يبدي تململاً واضحا مما تمٌ و ما سيتم؟ و ها هي حركات كفاح الهامش ترفض هي الاخرى الاقصاء و روح العنصرية البادية على الجميع و ترفض التهميش و التعامل معها كديكور مُكمل لبهجة الاحتفالات و حشد المزيد من الدعم و ملٌ الخزائن الفارغة و نيل الاوطار و الاسفار و الدولار فوق كل ذلك. رفض مناضلوا الاطراف المسحوقة و الممحوقة و المغيبة ان يظلوا دوماً نوُابا و ظلاً للاخرين ’ رفضوا ان يكونوا تمومة جرتق و موضوعا لبرامج التراث الذي يبثه تلفزيون الكيزان من حين لاخر ’ كلما ارادو ان ( يخموهم) كما هي العادة منذ الاستقلال. كيف لا يرفض الشعب و ممثليه الحقيقين و ليس المزورين و السارقين و ليس الانجليز الجددُ و ليس جحافل الطائفية التي تستغل الجميع كمخالب قط لضمان استمرا غرسها السئ في الارض و تواصل انتقال السلطة و الاموال و تواصل امتصاص ضرع شعبنا المسكين جيلاً بعد جيل ’ هم و ذريتهم و التي اثبت تاريخنا السوداني انهم لا يلدون الا فاجراً انتهازياً و مُصاباً بداء السُلطة و هم يتزاحمون مع القوم على المناصب باجسادهم الممتلئة و اوداجهم المنتفخة’ و لكن هيهات هيهات لما يُوعدوُن! عن اي اتفاق تتحدثون ايها السادة و قد خرجت قوة الثورة الحقيقة للشارع و تجاوز عمالقة الشباب الثائرون ’ تجاوزوا الاقزام الذين وُلوا عليهم بغير حق و لا برهان ’ سوى برهانهم الذين هادنوه وواثقوه و خانوا شعبهم و دماء شهداءهم بثمن بخس ’ دراهم معدودة من مال الشعب المسروق و المنهوب و مناصب هنا و هناك لهم و من يريدون و من يرتضون بغير علم و لا هدُى و لا كتاب منيُر. و الان و بعد ان اثمر زرعهم الحرام و حان وقت قطاف ثمره و نيل الغنائم في جنتهم المزعومة’ و بعد ان تواثقوا ان يخلوها وحدهم دون الاخرين و مُصرين ان لا يدخلنها عليه ثائر او مسكين و هم على حصادها لقادرين بجيوش المنتفعين و الارزقية و الذين جمعوهم حولهم و هم بهم مسرورين مغتبطين. و لكن عليهم ان يعلموا ’ ان شعبنا الصابر المصادم المسالم سيدخلها عليهم عنوة و اقتداراً و بثورته المستمرة و شوارعه التي لا تخون ’ ان هذا الشعب سيجعلها لهم كالصريم’ و حينها سيعلمون ان ما وقعوا عليه لم يكن لنيل الجنة ’ انما كان بالظبط لاكل شجرة الجحيم’ هل تذكرونها؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة