# أي انتفاضة شعبية هي لحظة ثورية لمقاومة الظلم والقهر والفساد والتمييز الممنهج تفتح طريقاً واسعاً لثورة و مشروع تغيير اجتماعي وسياسي وثقافي . ظللنا في سوداننا منذ ما بعد دولة الاستعمار نعاني من تنفيذ مشروع وطني قومي لكل الناس يؤمن بالمواطنة الحقة وعدم التمييز الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والاثني والديني, # الجماهير السودانية وخاصةً الشباب الذي رأي النور في نظام الانحطاط الانقاذي علي جميع الاصعدة هو الذي اشعل شرارة الانتفاضة وهم وحدهم الذين لهم مصلحة حقيقية في التغيير الفعلي وليس الزائف . (انتفاضة الشباب ومعهم المهنيين الوطنيين ومنظمات المجتمع المدني الحقيقيةالموجودين فعلياً في قلب المعركة والثوريين الذين يعرفهم شعبنا من خلال مواقفهم داخل احزاب المعارضة) هي التي فاجأت زعماء التنظيمات السياسية في المركز بجميع مسمياتهم والأحزاب التي ظلت تتعامل مع نظام الحركة الاسلامية طيلة 30 عاما بردود الفعل ولا تصنع الحدث وذلك لسببٍ واحد وهو أنها لا تملك رؤية مستقبلية عملية وهدف حقيقي تسعي اليه علي الارض لأسقاط هذا النظام الفاشي . بل ذهب البعض منها لحالة اليأس السياسي وال################ والعحز التام للمراهنة علي التغيير بالهبوط الناعم مع النظام والتشكيك في جماهير شعبنا بعدم قدرته علي النهوض والثورة مرة اخري . واختاروا الطريق السهل والمراهنة علي انتخابات النظام 2020 الزائفة . # وكما كتبَ ماركس، “كلُّ فصلٍ مُهمٍّ في دليل الثورة بين 1848 و1849 يَحملُ عنوان: فشل الثورة! انتهي . هكذا في انتفاضة ديسمبر 2018 ما لم يتقدم صانعي الانتفاضة الحقيقيين للأمام لحمايتها اولا من الانتهازيين وسحرة سرقة الثورات كما يتم في هذه الايام من تسارع للأحداث ومحاولة ما يسمي من احزاب التوالي المشاركة في السلطة و تحويل اللحظة الثورية الي اعادة انتاج جديد بنفس الطعم والرائحة القديمة واجهاض اللحظة الثورية وتحويلها الي اجندة خاصة بهم وفي صورة لمسرحية مكشوفة لشعبنا عنوانها المخفي التدليس والغش والخداع وظاهرها الانحياز الي انتفاضة شعبنا زورا .( موسي تربي في قصر فرعون ) يالها من تراجيديا مضحكة لا انتم موسي كليم الله الثائر المرتبط بفاكسات إلهيه الذي كانت رسالته واضحة وقوية لفرعون الطاغية ،ولا هو فرعون الذي تحدي إله موسي . ثانيا : حماية شعار الانتفاضة التي دوما يحدثنا تاريخ النخب في المركز والبيوتات الكبيرة بالتفريط فيها بل تجاهل شعارات الجماهير التي لها مصلحة حقيقية في ثورتها واحيانا بالازدراء التام ( انتفاضة اكتوبر1964 وانتفاضة ابريل 1985) وسط مشاهدة القوي الحديثة لما يحدث او سمها العجز عن حماية الثورة والنتيجة عاد النظام القديم متوشحاً ثوب الحركة الاسلامية القبيح السلطوي الاناني الذي اعاد الوطن الي مرحلة القرون الوسطي ( العنصرية والقبلية واشهار أجندة الحروب لشعبه في كل بقاع الوطن ) . ثالثا : يجب ايقاف ما نسميه ( باللعنة السياسية السودانية ) وهذه حالة خاصة بالوطن الذي عرفت شعوبه الثورات والانتفاضات قبل ثورات الربيع العربي وتختلف عنها من الناحية الجيوسياسية كانت ثوراتنا شتوية وصيفية وخريفية لسببٍ بسيط هو اننا لم نعرف فصلاً للربيع في السودان ولعنة نخبنا السياسية انهم يريدون التغيير دون تقديم تضحيات وعدم الاجتهاد في تقديم مشاريع نهوضية للوطن تستهدف اولا هيكلة ادارة الدولة علي اسس جديدة وهذه الاخيرة هم يتجنبونها لانها تقضي علي امتيازاتهم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وتدخل الجماهير المهمشة للمشاركة في السلطة بشكل فعلي للخروج من الاستبداد والظلم والحروب التي تدفع هذه الشعوب وحدها ثمنها # اما سيناريوهات السحرة والسماسرة الجدد التي يروج لها البعض للخروج من ازمة هذا النظام الفاشي .فهي محفوظة لكل شعبنا تأتي في اللحظات الثورية لنبض الشعب ومحاولة لكبح شرارة انتفاضته و الالتفاف والتؤاطؤ الظاهر للعيان مع المحتمع الدولي ( الليبرالية المفتوحة ) لكل مشاريع التسوية المعلنة او المخفية ولهزيمة هذه الاجندة فان الضمان الوحيد هو : وحدها الجماهيروشبابها ان تواصل مظاهراتها اليومية السلمية رغم الاثمان الغالية التي تدفعها من دمائها لخلق سودان المستقبل ونردد ما كتبه شبابنا علي كل حيطان الوطن ( # يسقط-بس) ,
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبدالعزيز ابوعاقلة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست