حاولت اليوم وبجهد جهيد ، ان اتابع بعض عروض تلفزيون السودان من باب العلم بالشئ . ذلك لانى لاحظت عدة محاولات لمسايرة الريح السياسية المتقلبة فرأيت عجبا من النفاق والحربائية ما لايتصوره عقل . ولكنا اصبحنا بالفعل فى زمن العجائب الانسانية وبالاحرى ، اللاانسانية : الفريق اول حميدتى ، مثلا : يقتل المعتصمين من خلال جنجويده ولكن .. بالقانون . فالمجلس الذى قرر العملية اخذ استشارة قانونية .. بالتالى لايمكن ان يحاسب على أخطاء التنفيذ التى تخطت منطقة كولومبيا فقتلت وجرحت المئات من المعتصمين الذين اكد المجلس انه لن يفض اعتصامهم .. لكنه لم يقل انه لن يقتلهم . ثم ان الزعيم حميدتى أكد لاحقا ان من اعطى الاوامر قد تم توقيفه وسيحاكم ، طبعا بالقانون .. وسيعدم – أو كما قال فى وقت أسبق! ثم ، يقوم عدد من جماعته بمهاجمة مستشفى ابراهيم مالك للاطمئنان على اثنين من افرادهما جاءا لتلقى العلاج من الادمان . هذه العملية ادت الى ضرب الاطباء وارهاب بقية من بالمستشفى ومحاصرة المستشفي زمنا . وأخيرا جاء قرار الزعيم بالقبض على هذه المجموعة وتقديمهم للمحاكمة .. وطبعا بالقانون .. ربما امام محاكم الادارة الاهلية التى لاشك فى ولائها لسودان المجلس ، ليس مثل رئيس القضاء والنائب العام المدنيين ! ثم تقوم جماعة ، مجهولة كما هى العادة ، بمهاجمة جامعة الخرطوم بدون سابق انذار وتكسير كل مافيها بما له صلة بالعلم أو التقدم أو المدنية بشكل عام . يقول مسئول بالجامعة انه تخريب يصعب اصلاحه ليس بسبب تدمير الاجهزة وانما بسبب المعلومات والوثائق التى تحتويها . غير ان نفس المسئول تحدث عن فاعلين مجهولى الهوية . ولن نستغرب لو ان احدهم خرج بتصريح مماثل لأنه قد اكتشف الفاعل او من امر الفاعلين وانه سينال جزاءه .. بالقانون . وشاهدت، فى زمن العجائب هذا ، أحد المسئولين فى جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا وهو يستعرض نفس تفاصيل الدمار الذى حدث لديهم ، لكنه يشير الى ان هذه الجامعة قريبة من منطقة الاعتصام . وطبعا الأشارة لاتحتاج الى لبيب! غيران هذا المسئول لم يكلف نفسه رؤية ان من اتهم قد ظلوا فى مكانهم ذلك وفى أماكن اخرى لشهور ولم يقتلعوا شجرة ، بل على العكس من ذلك كانوا ينظفون أماكن تواجدهم ويلونونها ويصلحون مايتم تخريبه منها. وانهم فى درجة من التعليم والوعى والابداع ما أظهروا فى شهور وجودهم فى ذلك المكان قرب القيادة العامة وجامعة السودان . هذا فى الوقت الذى اثبتت فيه تحركات الآخرين ليس بالرغبة العارمة وغير المبررة فى اتلاف الاشياء ، بل فى اتلاف البشر وايجاد السبل الشيطانية لأطفاء تلك الرغبة التى يبدو انها لاتنطفئ من ذاتها ! وبما ان كل ذلك وغيره الكثير قد حدث ويحدث بالقانون ، أرجو ان نجد اجابة قانونية على هذه الافعال الكبرى : بأى قانون استولى مجلس الزعيم على سلطة حكم البلاد التى يؤكد ويؤكدون جميعا على زهدهم فيها ؟ بأي قانون يمنعون بعض الصحف من الصدور ويعتقلون بعض الصحفيين ويمنعون الندوات بصورة لم تحدث حتى فى عهد الانقاذ الذى يدعون انهم انقلبوا عليه لصالح من يفعلون ضدهم ما يفعلون ؟! بأى قانون خرج الزعيم ورئيسه والتقيا بسلطات بلدان أخرى وقدموا التزامات باسم السودان . ثم ينتقدون اليوم المبادرة الاثيوبية الافريقية على " تدخلها " فى شئون السودان ؟! على أى حال ، من المؤكد تماما ، وحسب تجارب الماضى السودانى والعالمى القريب والبعيد ، فان المجلس الانقلابي ، ان استخدم قانونه الغابي الخاص أو قانونا عاما ، ملاق حتفه وفى زمن اقصر ممايخيل اليه عقله الخاص ، ان وجد، أو من يقف وراءه مستندا الى تجارب لا تمثل شعب السودان وحالته الثورية الحالية . والايام بيننا !
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة