ان مفهوم " الاغنام الفكرية للرفيق ياسر عرمان " الذي صكه المفكر د. ابكر ادم اسماعيل في معرض توصيفه العميق لوضعية بعض اعضاء الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال ، لا ينحصر نطاق تطبيقه فقط علي عضوية الحركة الشعبية الرسمية الذين تم إعتقال عقولهم بواسطة " ياسر عرمان" ، وعادوا كالأغنام يقودهم أينما شاء وكيفما أراد ! بل ينطبق هذا المفهوم علي غير المُسجلين رسمياً في سجلات الحركة الشعبية ، وهؤلاء يرون في شخصية " ياسر" هي الحركة الشعبية والحركة هي ذاتها ! بالتلاحُم مع عوامل اخري لا نود ذكرها هنا !. ان الصحفية "رشا عوض " ومن لف لف حولهم ، كانوا يُمجدون مشروع السودان الجديد ويرون فيه الخلاص التام من الطامة السياسية السودانية يوم ان كان راعيهم " ياسر عرمان " أميناًعاما للحركة الشعبية وبذلك كانوا يعقدون معه بإستمرار إجتماعات ومُشاورات ولِقاءات سرية في كثير من الدول الافريقية والاروبية حتي ظننا ان الصحفية "رشا عوض" المستشار الاول والمُقرب جدا ل-ياسر عرمان !. ان المشاريع السياسية التي لا تُبني علي الإعتبارات الواقعية والعقلانية والمنطقية بل تُؤسس علي فرضيات الإنبهار والإ نغماص في ذوات بعض القيادات وكذلك لبعض الإعتبارات الايدولوجية والنفعية لا تصمد أمام الهزات والمواقف التاريخية العصية ! هكذا كان السُقوط الداوي والمُريع ل-" رشا عوض" ومن لف لف حول "ياسر عرمان " عندما مارس الشعوب السودانية في جبال النوبة والنيل الازرق حقهم الديمقراطي في اختيار قيادة سياسية جديدة للحركة الشعبية ، ألم تكن هي ذات الديمقراطية التي تنشدها " رشا عوض" في كل مواقفها السياسية ،ام انها تعتقد ان هذه الشعوب غير مُؤهلة لمُمارسة العملية الديمقراطية ،ام تري ان يتم ممارسة الديمقراطية نيابة عنهم ؟!!!. تتبدي إنفصام الشخصية السياسية عندما يكون هناك مُفارقة ما بين ما يتبناه السياسي من مُثُل وقيم وما بين ممارساته العملاتية ، ويوم ان عرفناها تدعي انها نصيرة الشعوب السودانية المُستبعدة من فلك الدولة وحيالها ضرب طبول الديمقراطية وناشد قيام الدولة العلمانية وعزف لها كل الحان الزيف والخداع ،كل ذلك من أجل لذة حب " ياسر عرمان" وليس لشيئ آخر !! واذا كانت المسألة خلاف ذلك لماذا لم ترتض بقواعد ولعبة الديمقراطية ؟!!!. قبل ايام قلائل كتبت مقالا بعنوان " أزمة الحركة الشعبية من موقع مستقل" عبر اعلانها الشهير بموت مشروع السودان الجديد ، ومناهضتها التام للحق الانساني للشعوب السودانية في تقرير مصيرهم من خلال نيتها البائنة والمُوغلة في الاستفزازية والإزدراء ، وذلك عدم مقدرة الشعوب السودانية لادراك ذاتها وتاريخها ومصيرها ومصالحها ، اي وصفهم بحالة العجز التام ، في المحصلة نصبت نفسها راعياً لمصالح الشعوب السودانية ، وكأن لسان حالها تقول يجب ان يُساق هؤلاء الشعوب نحو مصالحهم سوقاً !. أي استقلالية تتحدث عنها" رشا" ألم تدرك ان الجميع يعلم انها وبعض الصحف الالكترونية لانود ذكرها هنا من أقوي عناصر الاغنام الفكرية الخارجية ل- ياسر عرمان ! كرسوا جُل طاقاتهم الفكرية لتأسيس مركزية إمبريالية داخل منظومة الحركة الشعبية ! هل كل هذه الصحيفة المليئة بالتواطؤ والمؤامرات تؤهلها ان تتعاطي مع ازمة الحركة الشعبية بإستقلال ! ، الاستقلالية مفهوم لديها أبعاد اخلاقية وانسانية ، وفي هذا نري ان استخدامها لمفهوم الاستقلالية فقط لاغراض التشويه والتضليل ، وهي في نفسها مشُوبة بكثير من عوارض الاستقلالية والنزاهة وبالتالي غير مؤهلة للحديث عن إرادات ومصائر الشعوب!. ان مشروع السودان الجديد مشروع انساني ، ولطالما انه مشروع بشري إبتدعته عقل الانسان ، لا نستطيع إستبعاد وقوع اي أخطاء علي صعيد الممارسة التطبيقية كغيرها من المشاريع الفكرية الانسانية ، وان هناك ثمة أخطاء جوهرية حتي في تطبيق المشاريع المُفارقة للعقل البشري ، وبما ان مشروع السودان الجديد مُرتبط ومُتلاحم بشكل عضوي بسؤال الوجود في السودان وحُلم الشعوب نحو التحرر والاستقلال والديمقراطية والعدالة ، فهي اذن الاسطورة المٌتعالية التي تُوحد الشعوب نحو فعل التغيير ، وان سير العمليات داخل مشاريع التحرر في السودان وما صاحبتها من إختلالات هي مجرد مخاضات عصية للتجربة الديمقراطية ، وهي ظاهرة صحية نحو الولوج للتجربة الديمقراطية الناضجة ،وبالتالي ان المشاريع الانسانية لا تزول بمثل هذه الاعلانات المُتهافتة ، ولا تسقط ايضا بمجرد تدمير الصنم السياسي لشخص ما كان يتعبد ويتقرب اليه في أمل للوصول الي خلاصه السياسي !!!.
ان حق تقرير المصير كغيره من الحقوق يمنح صاحبة سلطة التصرف الحر في الشي محل الحق دون غيره ،ولطالما ان شعب جبال النوبة هم أصحاب هذا الحق فيجب ان يمارسوها كيفما شاءو دونما وصاية او إملاءات او إفترااءات من أي جهة اخري ،فان إختاروا ان يذهبوا جميعهم للجحيم فلهم ان يفعلوا ذلك ،لطالما لديهم الاهلية التامة في ممارسة هذا الحق ،ولم يثبت في حقهم الجنون الجماعي ! وليس من حق أحد ان يجعل من نفسه مُنقذا وراعيا لهم ! ......كفاك يا " رشا" ممارسة المزيد من الوصايا والتغول علي إرادات الشعوب فهم أدري منك بمصالحههم ومصائرهم ...وان بضاعتك رُدت إليك !.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبد العزيز التوم ابراهيم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست