الخلافات والاختلافات لا تجعل من الإنسان وحشاُ لا يستساغ !.. والفطرة السليمة القائمة على محاسن التربية هي الفطرة التي لا تجرح المشاعر .. واللسان أو القلم هو الذي يحدد مكانة الرجل أو المرأة في نفوس الآخرين .. والمرء بلسانه وبملافظه .. فهو إما ذلك الأديب المتأدب الذي يرث الأخلاق الحسنة منذ نشأته ثم يستحق الاحترام .. وإما ذلك الفاجر الممقوت سليط اللسان الذي يسقط عن الأعين بمجرد ألفاظه وتجريحاته التافهة حين يزمع في ترديد الألقاب للإشانة والتنقيص .. ومع الأسف الشديد فإن البعض من الكتاب يبادر باستخدام تلك الألفاظ والألقاب التي تتعمد الإساءة بطريقة أو بأخرى .. وبذلك هو يسقط عن المقام وعن التقدير قبل أن يسقط ذلك المقصود بالتجريح .. ومن الحكم العجيبة أن المرء مهما يمتلك قوة الفصاحة والحجج والبلاغة بجانب امتلاكه لقضية عادلة من القضايا فإنه يسقط لمجرد استخدامه ذلك الأسلوب الغير حضاري .. وصفة القبح بالأقلام والألفاظ مقيتة وكريهة وتشوه صورة فاعلها وقائلها مهما يدعي الحصافة .. حيث يسقط القائل أو الكاتب في نظر الآخرين لمجرد التجرد عن ضوابط الأخلاق .. ويصبح ممقوتاُ لدى الآخرين لمجرد استخدام تلك الكلمات والألقاب الجريحة .. والعقل السليم بجانب العصر الذي يقدس الإنسان المتحضر والمتقدم يقتضي أن لا تكون تلك الخلافات والاختلافات سبباُ للفجور والسفور .. فهي قضايا واختلافات متوفرة في معظم دول العالم .. خلافات واختلافات تواكب السنن الكونية ولا بد لها أن تقع في يوم من الأيام .. ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تعالج تلك الخلافات والاختلافات بتلك الأساليب البدائية القبيحة والعقيمة .. تلك الأساليب التي لا تنهي ولا تقتل تلك الخلافات إلى الأبد .. والإنسان العاقل المتفهم المدرك أن تلك التجريحات لا تحل المشاكل .. والقائل أو الكاتب الذي يقترح ثلاث كلمات مفيدة في علاج قضية من القضايا أفضل مليون مرة من ذلك المسهب سليط اللسان الذي يجرح بالألفاظ والألقاب .. ومن البلاهة والبلادة أن يظن هؤلاء أنهم حين يجرحون مشاعر الآخرين بتلك الألفاظ والألقاب الكريهة يكسبون الثناء والمديح من الآخرين .. بل بالعكس هم يسقطون عن المقام .. ويضعون أنفسهم في خانة الجهلاء من الناس .. ورب مشتوم صامت يكنى ويلاحق بتلك الألقاب الجريحة أفضل ألف مرة من ذلك المدعي الذي يحارب باللسان والقلم مستخدماُ تلك الأساليب الهابطة .
هنالك خيط رفيع بين النقد البناء الواقعي الذي يتناول قضية من القضايا الخلافية وبين ذلك الأسلوب الهابط الذي يجتهد في تجريح مشاعر الأطراف والأشخاص والجماعات التي تقود تلك الخلافات .. ولا يعترض احد إطلاقاُ أن تتناول الأقلام والألفاظ تلك القضايا والخلافات التي تهم الأمة بقوة وبشدة .. ولكن دون أن تكون المقاصد هي الخروج عن جوهر القضايا والخلافات لتكون المقاصد هي الخوض في الأطراف والأشخاص بالتجريح والإساءة والألقاب .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست