|
كسلا تنتفض .. الشرق ينتفض بقلم د. ابو محمد ابوآمنة
|
04:07 PM September, 21 2019 سودانيز اون لاين ابومحمد ابوآمنة-السودان مكتبتى رابط مختصر
شهدت مدينة كسلا اول امس تحركات جماهيرية واسعة شاركت فيها كتل من مختلف انحاء الولاية وخاصة همشكوريب الثائرة. طالبت جماهير الشرق بحق تقرير المصير او تطبيق الحكم الكونفدرالي, لانهم يريدون حكم انفسهم بانفسهم. اعلن قادة التحرك بانهم لن يتنازلوا عن هذين المطلبين وانهم عقدوا العزم, عزم الرجال, علي التصعيد حتي يتم تحقيق مطالب البجا مهما كلفهم الامر من تضحيات. ادي التحرك الي قفل الشوارع والكباري لساعات طويلة, وتم الاتصال بالوالي الذي استلم مذكرة الموكب ووعد برفعها الي الجهات المسئولة. كما شهدت كل من القضارف وبورتسودان تحركا مماثلا, ولكن ليس بنفس الكثافة. كان الاصرار باديا علي وجوه جماهير البجا, والمطلب الاساسي هو مشاركة البجا في الحكم المركزي والاقليمي, وقالوا بصوت واضح اما هذا او تقرير المصير والكونفيدرالية. ما الذي دفع جماهير لهذا الموقف التشدد؟ ينسب بعض المنظراتية الي تدخل اجنبي تتهم فيه ارتريا ومن ورائها الامارات. هذه تحليلات فطرية بعيدة عن الواقع تماما. فلاهل الشرق مطالب تتعلق بالتنمية منذ الاستقلال, ولم تجد غير الاهمال. شرق السودان يعتبر اكثر الاقاليم فقرا, وتهميشا وازلالا. هو الاول في انتشار السل علي نطاق العالم, ونسبة فقر الدم, وسوء التغذية, ووفيات الامهات والاطفال دون الخامسة هي الاعلي في العالم, كما تنتشر فيه المجاعات التي تجتاح الاقليم من فترة الي اخري. ونسبة الامية هي الاعلي في السودان. زد علي ذلك ان ابناء البجا لا يجدون فرص عمل متساوية, فكل المناصب القيادية, بل حتي المناصب الدنيا هي في ايدي غيرهم, وهؤلاء الغير هم المسيطرون علي مرافق الحياة العامة من اجهزة البوليس والجيش والجمارك والميناء والتجارة والتخليص واندية ثفافية ورياضية. يسكنون في الدرجة الاولي والثانية اما السكان الاصليين فيترك لهم العشوائي حول المدن, حيث لا كهرباء ولا ماء ولا دواء. اما في المركز فلم تشهد السلطة التنفيذية اي من ابناء البجا حتي عهد قريب. رئاسة كل الوزارات هي من ابناء الوسط وكذلك الخارجية والجيش والامن. هذا الاوضاع تخلق مرارة, ما بعدها مرارة, عند السكان الاصليين. فكان ان هبوا عام 1958 وطالبوا بازالة هذا التهميش والازلال, وبالتعليم وحق العمل والتنمية المتوازية, وبالمشاركة في الحكم. فقيل لهم هذه هي العنصرية. اما عندما يحكمنا ابناء الوسط فهذا تمام التمام, وعندما يتطلع ابناء الشرق للحكم الذاتي فهذه العنصرية بعينها. ان التهميش والازلال هو الذي دفع جماهير للمطالبة بحق تقرير المصير. علي الحادبين والقياديين ان يعوا ذلك. لا دخل لايادي اجنبية لانتفاضة الشرق. هي سياسيات المركز التي دفعت الي ذلك. لقد شارك شباب البجا في انتفاضة ديسمبر وقدموا التضحيات, الا انه بعد النجاح الجزئي للانتفاضة جاءت تعيينات السلطة خالية من ابناء البجا. بل ان الاسم البجاوي الوحيد في لستة الوزراء سحب حتي بعد ان وافق المجلس السيادي علي تعيينه. وعلي حسب اللائحة الدستورية لا يحق لاي شخص ان يسحب تعيين وزير مر بكل المراحل وحظي بموافقة المجلس السيادي. معليش هو بجاوي! الاقليم الشرقي, حيث الجهل والفقر والمرض, هو الذي يملأ خزينة الدولة بمليارات الدولارات, فهناك ايراد مناجم الذهب والمعادن الاخري, ايرادات الميناء, والجمارك, والمشاريع الزراعية, والسياحة, والثروة السمكية.. الخ. تتدفق موارد الشرق الي الخرطوم ويترك انسان الشرق في بؤسه ومعاناته, ومن المؤلم ما فيش حد سائل! الا يدعو كل هذا الي التذمر والي الدعوة الي تقرير المصير بل وحتي للانفصال؟؟؟ يا اهل السلطة: لا تدفعوا اهل الشرق دفعا الي الانفصال.
|
|
|
|
|
|